ناظورنا يستغيث بأمل عله قريب..

28 ديسمبر 2019آخر تحديث :
ناظورنا يستغيث بأمل عله قريب..
قد لا يختلف معي الكثيرون عندما اقول أن الناظور عرف تغييرات جذرية رسمت مجموعة من ملامح الحاضر ووأدت بعضا من تراسيم الامس. وقد لا اكون متفائلا كثيرا ان جردنا ما اضحت عليه المدينة، ومعها باقي مناطق الاقليم، على مستويات الامن والنظام والاقتصاد والصحة والبنية الديموغرافية، حتى اضحت جل منحنيات التطور تتقهقر شيئا فشيئا لنصل الى وصلنا اليه اليوم من امور لا تخفى على احد..
لن اطيل في مقالتي بمواقيت البلاغة وفخامة المصطلحات واخترت الاكتفاء عند الحد الادنى من حمولات اللغة لابدو واضحا ومباشرا بكلماتي التي صمتت كثيرا وانا اراقب ما يحدث لمدينتي، ربما لاني كنت جبانا وخانتني شجاعة الكتابة أحيانا أو لانطفاء شعلة الرغبة في التغيير واخترت الركن بانهزام بعيدا عن الشعارات الوردية الخائنة رغم التكرار احيانا اخرى. . لكن امام كل ما يحصل لابد لثلة منا ان تتكبد عناء الصرخة في ضل تراجع دور الاعلام الذي كان الى الامس رائدا مناضلا وشريفا..
 لقد ترعرعنا بين ازقة وشوارع هذه المدينة الفاضلة، منا من ولد بأحياء الهامش كبويزرزارن وتيرقاع وايكوناف وبراقة واولاد بوطيب، ومنا كثيرون استقروا بها بعد هجرة من مناطق القرية والبادية المحيطة..تقاسمنا هواء المدينة وتعايشنا وتشاركنا نفس اللحظات البسيطة الجميلة وكبرنا معا نجر الحلم بغد اجمل ومستقبل أبهى واشرق.. توالت ايامنا والفخر يملؤنا كأبناء مدينة انجبت خيرة السكان واهدتهم ظروف العيش السليم، على الاقل اقتصاديا وامنيا، ولم نعهد البؤس الا قليلا..وكان لوقار الكبير واحترام الصغير وحرمة النسوة الاولوية العليا..واجتهدت الكثيرون منا في دراستهم وفضلوها على كل شيء. . الى أن بدأت السماء تتلبد لتعصف بالغالبية خارجا، داخل الوطن وعند الجيران، حيث المأوى والمأمن بعيدا عن ظلم السياسيين ومرتزقة الدراهم المتكالبين وضعف الحال وخوفا من تدهور شعور الاحساس بالامان، وكثيرون منا غادروا رهبة من مرض فتاك يعصف بالصغير والكبير امام اعين جامدة تتلذذ بالمآسي لازالت تنتضر مستشفى للسرطان..فتعاقب على احيائنا ساسة جبناء لم يروا فينا الا قطعة ورق لعينة ترمى يوم الاقتراع..لكننا نعلمكم جميعا ويوم الوعيد قريب.
دعوني اكون صريحا معكم، إننا حقا اليوم أمام واقع مرير ومنعطف جذري، لقد حان الوقت لتجديد النداء كرة اخرى  لوقف نزيف أبناء المدينة الذين اصبحوا يفضلون هاوية الامواج واعتناق المراكب وفراق الاباء والابناء ودفء المنشأ، وآخرون ركنوا الى شعور اليأس واختاروا لعن الوقت وكل الظروف متناثرين على قارعة الطريق امام فراغ الوقت وغياب مرافق الابداع والابتكار ورسم النجاح رغم كثرة المطالب والحاح الملحين.. وسواء اتفقنا معهم ام لم نفعل، لكن اصبح لزاما على على كل الفاعلين من سياسيين وشركاء مدنيين ولاعبين اقتصاديين من أبناء الناظور أن يتناسوا الجشع والمصالح النتنة وقساوة القلب ولو مرة لانقاذ ما يمكن انقاذه من مدينة اعطتهم كل شيء وتنكروا لها جاحدين، والطرق هنا كثيرة ومتنوعة نعلمها و لا تسع الاسطر لذكرها..فهل من مغيث.
ربما مناسبة كلامي اتقدت من هذه الهالة السلبية الكبيرة المحيطة باسوار وبيوت الناظور الباردة كجو الشتاء الذي ابى ان يمطر ويغسل الافئدة.. سلبية تسبب بها السياسيون والاعلام من منظوري الخاص وان اختلفتم معي، لان الانسان بالناظور فقد الثقة بممتهني السياسة وشعر بغدر سكين احيت جراحا ظنها اندملت مع بارقة امل في وجوه لم تف بالوعد رغم الفرصة..سلبية هوت معها بورصة التجارة والمعاملات والاقتصاد وتفشت مظاهر الازمة حتى ساد شعور بعدم الامان..سلبية كانت نتيجة لتناثر التفاهة والجشع وحرق الشرف باعلام اختار الانحياز.. لكن كلي أمل ولو ببصيص في شباب طموح واعي وقادر على اختيار الافضل له ولابنائه وعموم السكان.. وأمل في مدينة جميلة ككورنيش بحرها وبهاء جبالها وكرم أهلها..أمل في تنامي الوعي بالمحاسبة واحسان الاختيار.. عل يوم الفرج قريب وتنقشع الغيوم..
الى لقاء قريب..
Zone contenant les pièces jointes
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق