هكذا يخطط المغرب في سرية لقلب الطاولة في سباق الطاقة العالمي المحموم؟
أريفينو.نت/خاص
في خضم أزمة مناخية عالمية متصاعدة، كشف التقرير الأخير لشبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين (REN21) عن مفارقة مقلقة: رغم تحقيق رقم قياسي في تركيب الطاقات المتجددة عام 2024، إلا أن العالم لا يزال بعيدًا جدًا عن أهدافه المناخية. وفي هذا المشهد المعقد، يبرز المغرب كلاعب استراتيجي يعتمد على مبادرات نوعية في قطاعي الزراعة والهيدروجين.
سباق عالمي محموم.. وأرقام تكشف حجم الفجوة
أوضح التقرير أن العالم أضاف 741 جيجاوات من الطاقات المتجددة في 2024، لكنه أشار إلى أن هذا التقدم، الذي تقوده الصين بنسبة 60%، غير كافٍ لتحقيق هدف مضاعفة القدرات ثلاث مرات بحلول عام 2030 الذي تم إقراره في كوب 28. ويزداد القلق مع استمرار ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتجاوز متوسط الحرارة العالمية لعتبة +1.5 درجة مئوية، مما يستدعي استثمارات إضافية بقيمة 772 مليار دولار سنويًا.
المغرب يراهن على ورقتين رابحتين: الفلاحة والشمس
في هذا السياق، يتميز المغرب بتحركات استراتيجية دقيقة أشاد بها التقرير. ففي عام 2024، أطلقت المملكة برنامج دعم لقطاع الفلاحة يهدف إلى تشجيع شراء معدات الضخ بالطاقة الشمسية وتطوير “الفلاحة الفولطاضوئية”، التي تدمج بين الإنتاج الزراعي والطاقة الشمسية في نفس الحقل. بالإضافة إلى ذلك، يعد المغرب واحدًا من أربعة بلدان فقط في العالم، إلى جانب تشيلي والهند وعمان، التي اتخذت إجراءات ملموسة لتأمين الأراضي المخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يظهر نية سياسية واضحة لترسيخ هذه الصناعة المستقبلية.
قارة في قلب العتمة.. والمغرب محور تكنولوجي محتمل
لا يزال الوصول إلى الكهرباء تحديًا هائلاً في إفريقيا، حيث يعيش 80% من المحرومين منها عالميًا في منطقة جنوب الصحراء. ويشير تقرير REN21 إلى أن برامج مثل “مهمة 300″، التي يقودها البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، تهدف إلى ربط 300 مليون شخص بالكهرباء بحلول عام 2030. وبفضل خبرته الواسعة في مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، يمكن للمغرب أن يلعب دورًا محوريًا كمركز تكنولوجي إقليمي لدعم جيرانه.
معركة خفية ضد الدعم الأحفوري.. التحدي الأكبر للتحول
يذكر التقرير أن أحد أكبر العوائق أمام التحول الطاقي هو الدعم الحكومي الهائل للوقود الأحفوري، الذي بلغ 1100 مليار دولار عالميًا في عام 2023. وأشار التقرير إلى أن المغرب، كغيره من الدول، لا يزال يدعم غاز البوتان، الذي تستخدمه غالبية الأسر، مما يعرقل التحول نحو بدائل نظيفة. ويؤكد التقرير أن الدول التي ستنجح في الجمع بين الرؤية الصناعية والعدالة الاجتماعية والعمل المناخي هي التي ستقود السباق في المستقبل.