يا صحافة الريف.. فلتكفوا عن الرقص في كواليسكم على وتيرة الولغ في أعراض الناس

23 أغسطس 2019آخر تحديث :
يا صحافة الريف.. فلتكفوا عن الرقص في كواليسكم على وتيرة الولغ في أعراض الناس

محمد بوتخريط –

“لسانك حصانك ان صنته صانك وان هنته هانك..” أي أن لسانك إذا حافظت على عفته ، وصنته عن السبّ في أعراض الناس ، فانه يصونك ولا يترك مجالاً لمن يريد إيذاءك ، أما إذا استعملته بعكس ذلك فقد تعرض نفسك لإنتقاد الناس وإلى الردّ عليك بفظاظة. مناسبة كلامي ما تناقله موقع الكتروني بحق شخص نكن له كل التقدير والاحترام ، مقالا عنونه صاحبه ب”نجل مسؤول قضائي بالناظور يستغل صفة والده للإيقاع بفتيات في شراك نزواته الجنسية” وكأن كل تقصير من فتاة ما بحق نفسها يرمى به هذا الشخص، وكل سوء خلق يرمى به ، وكل ظاهرة سلبية من” الفتيات” سببها الشخص اياه ، فلماذا هذه القناعة. ومع عدم صحة ذلك فحتى إذا افترضنا جدلا أنه فعلا “يتصيد” الفتيات فالظاهر من كلمات صاحب المقال أن هذه الفتيات لسن قاصرات ، والا لما وعدهن بالزواج!! مقال يطعن بالشخص ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺑﺄﻭﺻﺎﻑ خطيرة ﻛﺎﺫﺑﺔ ﺧﺎطئة.. ويقفز دون أية مقدمات الى النيل من عائلته في شخص والده ووالدته !. أليس القول هنا ينم عن ضغينة مدفونة ولو كان صادرا ممن يحمل قلماً صحفيا؟ ولكن يبدو ان هناك من يحاول التصيد في المياه العكرة لغايات شخصية، وهذا الأمر ليس بغريب على مثل هذه المواقع .فقد انتشر بين مثل هذه المواقع الالكترونية مع كل أسف ،الاستهانة بالطعن في سيرة الناس وأعراضهم، يتحدثون عنهم بكل نقيصة، بدليل وبغير دليل، حتى صار الطعن في الأعراض شيئا هيناً يسيراً على الكتابة…والنشر. للاسف الشديد أن هذا الامر لم يعد يقتصر على جلسات النميمة في المقاهي والشوارع أو “الحمامات الشعبية” بل أن هذه الصفة الذميمة قد تسربت إلى بعض المواقع الالكترونية في المدينة ، بل والى بعض من يطلقون على أنفسهم “صحفيين” ، صاروا لا يدققون جيدا في الكلمات، ولا يزِنون حروفها. فقد يرمون هذا بكلمات محرمة ويرمون ذاك باخرى منكرة، وليس معهم لا دليل ولا اي سبب مقنع سوى غيظهم وغضبهم ..أولتصفية حسابات ما. اليوم نحن امام كارثة خطيرة كلنا يعرفها ويعرف ما افرزته من ضغينة مدفونة لا يفصح عنها الكثير ويكتفوا بالتلميح..! ياتي كلامي هذا ليس فقط اثر حملة السب والتشهير التي وجهت إلى الشخص إياه بل أن الحملة طالت كذلك الأسرة بأكملها من آباء وأمهات. فما دخل الام و الأب في الموضوع ؟ ولماذا يتم تحوير الكلام والمس بسمعتهم وسبهم .؟ هو دليل يؤكد أن الأمر لا يعبر عن مجرد خبر وإنما جاء على خلفيات ما ، ونوايا دفينة لهؤلاء! كلامي هذا قد يبدوا وكأنه يحمل معه تحذيرا من مغبة استخدام هؤلاء “الصحفيين” ومثل هذه المواقع “الصحفية” الالكترونية للنيل من اعراض الناس والزج بها في اتهامات اخلاقية دون وجود دلائل مقنعة او قرائن تثبت هذه الاتهامات.. وإن بدا كذلك فهي فعلا أفعال تعتبر من الجرائم ويجب الضرب بيد من حديد على مخالفة أي نظام للحفاظ على أعراض الناس . وباعتبار أن ما تلجأ اليه بعض هذه المواقع والتي ومن الظاهر انها لا تلتزم بقواعد النشر واخلاقياته ، والاجتهادات الخاطئة من قبل بعض من يُدفعون لكتابة تلك “الاخبار” ونشر الصور دون موافقة اصحابها ودون وجود مصداقية في التناول والطرح ، امر يحاسب عليه القانون ويدخل في إطار القذف ، بل و يعد جريمة ، فلابد من محاسبة القائمين عليها بل واخضاعهم للمحاكمة . فعلا ، لقد تم إغراق الصحافة بفئات غريبة على الإعلام، بعضها متعثرة في مسارها الدراسي وبعضها عناصر منحرفة وأخرى مجرد سماسرة والباقي مقسم بين من لا مهنة له ، تجلبها بعض المواقع الالكترونية لاستغلالها في الضرب في اعراض الناس ولخلط الأوراق وتسخيف المهمة النبيلة للصحافة الحقيقية. وكاتب المقال اياه هو نموذج لهؤلاء ، تاجر ذكي في اعراض الناس ! إنها فعلا البلطجة الإعلامية التي تشتغل تحت عباءة سماسرة الانتخابات ورموز الفساد في المدينة .. وتستهدف الشرفاء. لكن كيف لا تصل الامور الى هذا المستوى السخيف وفي مدينتي هناك اصبحت البطاقة الأكثر “رواجا” ، هي بطاقة الصحافي ، بطاقة أصبحت -للأسف – شأنها شأن القمامة التي نصادفها على أرصفة ازقة وشوارع المدينة ، يستعملها الجائع لحضور الحفلات و المواد الدسمة وشرب كؤوس”العواصر” بالفنادق.. تستعملها “ فتاة الليل” لتشهرها في وجه كل شرطي ضبطها متلبسة..
يستعملها سماسرة الانتخابات مستغلين أشخاصا يجيدون النباح .. يستعملها بعض البراهيش أمثال أصحابنا إياهم للتمسح بتلابيب رجال السلطة وتلقي”الأغلفة” مقابل تبييض تاريخ أَسْود لأحد لصوص المال العام…او المفسدين في المدينة وما أكثرهم. ويستعملها أي “قوَّاد” لابتزاز المواطن المغلوب على امره… “صحافي” لا يستطيع حتى كتابة سطر واحد دون أخطاء ..لا يملك شيئاً سوى الإذعان لما يُملَى عليه للرقص على وتيرة الولغ في أعراض الناس و النبش في خصوصياتهم وحميميتهم وخاصة إذا كانوا ” داخلين سوق راسهوم ” كما نقول بالعامية ، فيسارع إلى اختلاق الافتراءات وكيل التهم ناهيك عن السب والقدف، لا رادع أخلاقي ولا مهني لهذه الطينة من الصحافة مادامت تعمل محمية تحت جلباب من يحركهم … إنها البلطجة الإعلامية التي تشتغل تحت عباءة سماسرة الانتخابات ورموز الفساد .. وتستهدف الشرفاء.. لكن الشرفاء لازالوا متواجدين، والصحافة الشريفة النزيهة متواجدة، والقارئ الذكي متواجد، والصحفي الحر المحايد متواجد، رسول الكلمة الصادقة ، محرر الخبر الموضوعي ، يقتطع من رزقه ووقته لتنوير الرأي العام بالخبر النزيه والحيادي والمستقل في أفق خدمة الخبر والمعلومة وصناعة الحدث وخدمة مجتمع المعلومة والديمقراطية الحقيقية ، بعيدا عن الاضمحلال المهني البادي والمتمادي والبلطجة الإعلامية التي تشتغل تحت عباءة سماسرة الانتخابات ورموز الفساد. فلتكفوا عن الرقص على وتيرة الولغ في أعراض الناس.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • ali
    ali منذ 5 سنوات

    يجب أولا ان نراجع أنفسنا قبل انتقاد الغير

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق