اغلاق مليلية يخنق ضواحي الناظور و مهربون يبيعون اثاث منازلهم ليعيشوا

26 أكتوبر 2017آخر تحديث :
اغلاق مليلية يخنق ضواحي الناظور و مهربون يبيعون اثاث منازلهم ليعيشوا

سعيد قدوري
لا يبدو أن تجارة التهريب المعيشي عبر الحدود الوهمية لمليلية المحتلة، أو عبر الشريط الحدودي مع الجزائر ستعرف طريقها للعودة لسالف عهدها، حيث أن الأمر أشبه بقرار صارم يرمي خنق هذه التجارة في أفق القضاء عليها بشكل نهائي.
ما يجري هذه الأيام بالأبواب الثلاثة لمليلية المحتلة ما هو إلا مقدمة لأزمة قادمة، فالتجار الذين اعتادوا العمل بالتهريب المعيشي بالتأكيد لن يقبلوا بالإجراءات المتخذة وهم الذين قضوا سنوات وعقود يعملون هناك، لم تكن تكفيهم إلا لسد رمق العيش. لذلك نرى يوميا احتجاجات وفوضى مع كل قرار جديد يرمي التضييق على التهريب المعيشي، سواء من قبل السلطات المغربية أو الإسبانية.
أزمة التهريب أرخت بظلالها على كافة مدن وقرى إقليم الناظور، وكنموذج على ذلك؛ مدينة زايو، التي تكاد فرص الشغل تنعدم بها، يبدو أنها ماضية نحو “كارثة” حقيقية ببقاء شبابها دون عمل، ودون أفق واضح لمستقبلهم ومستقبل أسرهم.
زايوسيتي.نت التقت بعدد من تجار التهريب المعيشي عبر الحدود الشرقية في السابق وعبر الحدود مع مليلية المحتلة حاليا، فكان حديثهم إلينا أشبه ببكاء على أيام مضت، وخوف من مستقبل مجهول ينتظرهم وينتظر أبناءهم.
يحكي “رشيد” المتزوج والأب لثلاثة أطفال كيف أنه “صار عرضة للبطالة والجوع”، فيقول: “نعلم أن رجال أعمال مغاربة ضغطوا في اتجاه غلق الحدود مع مليلية، وذلك حفاظا على مصالحهم الشخصية لا مصلحة شريحة واسعة من المواطنين، لكن من الحكمة البحث عن حلول للأزمات الاجتماعية قبل الإقدام على أي خطوة”.
يضيف رشيد: “هذه الخطوة غير محسوبة، ومن اتخذها بالتأكيد لا يعيش بإقليم الناظور أو بالجهة الشرقية ككل.. هذا قرار اتخذ من بعيد من قبل أناس لا يعرفون حيثيات المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وهذا خطأ قاتل وجب العدول عنه، قبل حلول الكارثة”، على حد قول المتحدث.
مظاهر الأزمة، التي يعيشها مزاولو التهريب المعيشي بزايو، ظهرت جليا في لجوء بعضهم إلى بيع ممتلكاته البسيطة، حيث قال أحدهم: “حتى السيارات، التي كنا نستعملها في نشاطنا تخلصنا منها، وبعناها لتوفير بعض المال لضمان مصروف بعض الأيام”.
وعلى الحدود الجزائرية، أخذ عدد من أبناء زايو العاملين في مجال التهريب يغامرون بالدخول إلى التراب الجزائري، على الرغم من الإجراءات الأمنية، المشددة في الجانبين، ومنهم من وقع في القبضة الأمنية الجزائرية، خلال الأشهر الماضية، وهو ما يعمق معاناتهم ومعاناة أسرهم.
زايو الآن مدعوة بكافة مكوناته لبحث سبل التغلب على ما يحيط بها من أزمات مقبلة، فيما على مسؤوليها التعجيل بالدفع في اتجاه إخراج المنطقة الصناعية إلى حيز الوجود بأولاد ستوت، والعمل على التسريع من الإجراءات للبدء في بناء منطقة التنشيط الصناعي بزايو…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق