الدكتور امحمد امحور يكتب : رحيل حسين القمري الى دار البقاء.

22 يناير 2022آخر تحديث :
الدكتور امحمد امحور يكتب : رحيل حسين القمري الى دار البقاء.

رحيل حسين القمري الى دار البقاء.

في التسعينات كنت أحضر اللقاءات الثقافية التي كان ينظمها فرع اتحاد كتاب المغرب في مدينة الناظور،وكنت معجبا بإصرار ثلاثة مثقفين في هذه المدينة المهمشة آنئذ على مدها بنسغ الحياة الثقافية على الرغم من قلة اليد،وشح الدعم المادي أو غيابه تماما.هؤلاء الثلاثة هم حسين القمري رحمه الله،ومحمد أقضاض ،وعبد الله شريق أطال الله في عمرهما، وبارك في نتاجهم الادبي والفكري ،فقد كانوا يمتشقون الحرف الجميل بحق وحقيق،ويستضيفون شخصيات ثقافية مغربية من الطراز الرفيع،أمثال محمد شكري،بشير القمري رحمهما الله،محمد الولي،عبد الحميد عقار،نجيب العوفي…واللائحة طويلة.وما كان يثلج الصدر آنئذ هو ان اللقاءا ت والندوات والعروض المسرحية كانت تستهدف التلاميذ بالدرجة الأولى،وقبل هذه الالتفاتات الثقافية الدمثة كانت الانطلاقة الثقافية المباركة قد سرت في شرايين الثقافة المغربية الأصيلة،ومدتها بموروث ثقافي وحضاري أمازيغي محلي.ومكتبة الفقيد حسين القمري خير شاهد على ذلك.ولا يمكن الحديث عن الفقيد حسين القمري بمعزل عن محمد أقضاض وعبد الله شريق،لأن الفعل الثقافي الجاد ،وتحريك مياه الثقافة الآسنة بمدينة الناظور،كان ديدنهم وشغلهم الشاغل.وكم كنت مسرورا حينما استفزني تلميذ في الباكالوريا بسؤال بليغ ،وانا بصدد تحليل نص نقدي لعبد الله شريق حول قصيدة( الليل والفرسان) للشاعر حسين قمري،ومضمون هذا السؤال :هل الشاعر ناظوري،والناقد ناظوري،وقد أجبت التلميذ وأنا أقصد جماعة القسم،أريدكم أن تكونوا في المستقبل مثلهما ،ليس فقط في مجال النقد والأدب والفكر،ولكن في مجالات علمية أخرى قد ترى النور في المستقبل في مدينة الناظور العزيزة.لم يتسن لي ان أشارك في ندوة أومائدة مستديرة إلى جانب عميد المسرح والشعر والحقوق بمدينةالناظور الفقيد حسين القمري،وإن كنت قد شاركت في عدة مناسبات مع الناقد محمد أقضاض والناقد عبد الله شريق.وبما أن الفقيد كانت له غيرة كبيرة على الثقافة بمدينة الناظور فقد استدعاني بصفتي عضوا لاتحاد كتاب المغرب بمعية باقي الأعضاء؛الشاعر جمال أزراغيد كاتب فرع الناظور،عبد الله شريق ،جميل حمداوي.واتذكر اننا اجتمعنا بمقهى صغير قرب منزله بشارع الجيش الملكي بمدينة الناظور،تحدث كثيرا عن الاتحاد والانشطة الثقافية الجادة التي انبرى لها،والملتقيات الشعرية التي شارك فيها داخل الوطن وخارجه،والحادثة الأليمة التي ألمت بعينيه أثناء مشاركته في مهرجان شعري بالسودان،وأمور ثقافية كثيرة لا يتسع المقام لسردها في هذه العجالة،ومن مكرماته في هذا اللقاء انه قام بإخبارنا انه سيمكن الدكتور جميل حمداوي بالتزام مكتوب وموقع من طرفه ليشرف على المجلة التي كان يديرها،وكلفنا بالتشاور فيما بيننا كأعضاء لاتحاد كتاب المغرب للبحث عن اللجنة العلمية المحكمة للمجلة .ومن حسنات الندوة العلمية حول شعرية الترجمة عند الدكتور أحمد بوحسن،التي نظمتها الكلية المتعددة التخصصات بسلوان،بشراكة مع جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون ،وفرع الناظور لاتحاد كتاب المغرب ،أننا التقينا مرة أخرى بايقونة الثقافة المغربية الراحل حسين القمري تغمده الله بواسع رحمته،وجعل قبره روضة من رياض الجنة،والهم ذويه الصبر والسلوان.

إنالله وإنا إليه رجعون

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق