الدكتور نورالدين البركاني يذكر فضل المعلم (والمعلمة) علينا وعلى مجتمعنا وواجبنا نحوه..

15 أبريل 2024آخر تحديث :
الدكتور نورالدين البركاني يذكر فضل المعلم (والمعلمة) علينا وعلى مجتمعنا وواجبنا نحوه..

أريفينو : 14 أبريل 2024.

«من لم يشْكُرِ الناسَ لم يشْكُرِ اللهَ» انطلاقا من هذا الحديث النبوي الشريف أراد الدكتور نورالدين البركاني أن يعترف بفضائل رجل التعليم فقام بجرد مجموعة من الخواطر التي قيلت في حق المعلم عربونا على تضحيات هذه الفئة من جنود الخفاء الذين أناروا و ما زالوا ينيرون دروب الناس لاخراجهم من متاهات الجهل إلى طريق العلم .. تضحيات و إيثار هو شعار هؤلاء الجنود أأراد الدكتور نور الدين البركاني أن يخطها كهدية بهذه المناسبة حسب ما قال :

للمعلم (والمعلمة) مكانة مميزة في المجتمع، وفي الحقيقة إذا عملنا على إعطائه حقه من العبارات، لن نتمكن من هذا، حيث إن فضل المعلم او الاستاذ على المجتمع ككل لا يمكن أن يقدر بالقليل من الكلمات، فالمعلم هو أمل الأمة، وصانع الأجيال، ومنارة الحق ومعنى العطاء.

المعلم أمل الأمة المعلّم هو صاحب أرقى وأسمى مهنة، وهو أمل الأمة في أن تصل إلى التقدم والتطوّر؛ لأنّه يُربّي الأجيال ويصنع العقول ويجعل من الجاهل متعلمًا، وهو نبع الماء الصافي الذي يروي العقول بالمعرفة والثقافة لتُصبح عقولًا نيرةً مفكرةً تعرف هدفها وتسعى إلى تحقيقه، ومهما قيل فيه من كلمات لا يُوجد أيّة كلمة توفيه حقه. المعلم صانع الأجيال المعلم بحقّ صانع الأجيال وأكثر مؤثرٍ فيها، فلولا وجوده لما كان للعلم مكانةً ولظلّ الناس غارقين في جهلهم لا يلحقون بركب العلم والعلماء، ولا يملكون المعرفة ولا الخبرة، فهو صاحب الفضل الأكبر في تقدّم الأمم وتطورها وبلوغها قمة العلم في الاكتشافات والاختراعات؛ لهذا يحتلّ صاحب هذه المهنة العظيمة مكانةً كبيرةً منذ الأزل، وينال المحبة والتقدير والاحترام.

كما أنّ المعلم هو نسمة الربيع التي تهبّ على العقول فتحييها علمًا ومعرفةً، وتفتح نوافذ العلم فيها ليدخل منها الخير والطموح والأمل المنشود للمستقبل، حتى يُصبح الفرد متعلمًا يعرف ما يُريد ويصل إلى مبتغاه بكلّ عزم وإصرار، وهو الذي يصنع الطبيب والمهندس والصيدلاني والمحامي وأصحاب جميع المهن من متعلمين وحرفيين، ولولاه لما استطاع هؤلاء أن يُحققوا شيئًا في درب العلم والمعرفة.

المعلم هو باني العقول وهو أكبر مؤثر فيها، وهو الذي يُربي النشء على أن يكونوا جنود المستقبل، وهو البحر الذي يزخر بكلّ ما هو لازم للتربية والتعليم، وكلما كان الطلبة منضبطين حريصين على أن يستفيدوا من المعلم كلما كانوا أكثر علمًا ومعرفةً، ومربي الأجيال هو أكبر مؤثر في المجتمع؛ لأنّه يسدّ الفجوة بين العالم والجاهل، قال أحمد شوقي: “قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا”.

المعلم الذي يفني أيّام عمره في تعليم الأجيال ومنْحها الثقافة والمعرفة واجبنا اتجاهه باحترامه وتقديره، وألّا يتم تجاهله أو تجاوزه مهما مضت الأيام، فللمعلم حقٌ في أن ينتقد طالبه، حتى لو وصل طالبه إلى أعلى المراتب في العلم، وله احترامٌ كاحترام الوالدين، ومن لا يحترم معلّمه يقع في خطأ فادح؛ لهذا من واجب الآباء والأمهات أن يُربّوا أبناءهم على ضرورة احترام معلميهم. المعلم منارة الحق إنّ مهمة المعلم تكون في جعل الطلبة أصحاب خلقٍ رفيع يُؤدّون الأمانة، ولا يخونون ولا يكذبون ولا يعرفون الغش ولا الخداع، كما يحرص المعلم على أن يكون قدوةً لطلابه، فيتصرف أمامهم بالطريقة المثالية الخالية من التصنع، وأن يكون مثلًا أعلى لطلابه في كلّ شيء؛ كي يأخذوا عنه العلم والمعرفة والثقافة بكلّ ثقة، خاصةً أنّ الطلبة يتأثّرون بشخصية المعلم بدرجة كبيرة. كل يوم هو فرصة لقول كلمة حق في المعلم وتقديم الشكر له ولو قليلًا، والتعبير عن الحب الكبير له والامتنان لكلّ ما يفعله مع طلبته، خاصةً أنّ مهنة التعليم يعتبرها البعض بأنّها مهنة عامة ليس لها القبول الاجتماعي، رغم أنّ مهنة التعليم هي الأساس لظهور جميع المهن وهي الأساس في أن يكون للدولة كيانٌ واستقرار ونمو في مجال العلم والمعرفة والثقافة وحتى التربية. المعلم نبراسٌ للأخلاق والعلم والدين والثقافة والمعرفة، ومهما مرّ على المعلم من أعدادٍ كبيرة من الطلبة يظلّ عالقًا في ذهنه طلبته المتميزين، وكذلك الطلبة لا ينسون من درسهم أبدًا؛ لأنّ رسالة التعليم تُوسّع الآفاق، وتمنح الهيبة والوقار لمن يمتهنها، فيشعر أنّه مطالبٌ بأن يكون مثالًا يُحتذى بين الجميع طوال الوقت، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
المعلم معنى العطاء في الختام، لولا المعلم لما استطاع أحدٌ أن يقرأ الحروف أو يحسب الأرقام، وله الفضل في التربية مثله مثل الأم والأب؛ لأنّه يُربّي في طلبته الكثير من الأشياء، ويُعلّمهم السلوك القويم وطريقة التصرف الصحيحة، ويُدرّبهم على التعامل مع الآخرين بأسلوبٍ راقٍ، ويُعلّمهم أن يكونوا منضبطين في الدراسة والكلام، فهو بحقّ موسوعة شاملة.

المعلم قائد الأمة، المعلم هو عماد النهضة، وسر التعليم الناجح، فهو القائد والمفكر والمرشد، هو مصدر الإلهام والتميز، فما أعظم مهنة التعليم التي تحمل رسالةً سامية! مفادها تخريج أجيال تكون ذات فكر وعلم وعمل. المعلم هو المربي، المعلمون هُم بُناة المجتمعات وقادة النهضة، وهذا دورهم الأساسي، فإن تعدّدت الوظائف من حولنا وكثرت المهام، فالمحامي مثلًا معنيٌّ بإحقاق الحق والدفاع عن المظلومين، والطبيب حريص على علاج المرضى وتقديم ما يلزم صحتهم، والمهندس مسؤول عن إعمار المباني والجسور والطّرق، أمّا المعلّم فهو من يصنع كلُّ هؤلاء وغيرهم، ولأجل ذلك يجب أن يكون للمعلّم شأنٌ عظيم ومكانة مرموقة بين طلابه وأفراد مجتمعه.

المعلّم هو المربي، وغارس الأخلاق في نفوس طلابه بعد ذويهم، وهو المحفّز الذي يُضفي الحماسة في النفوس فيُشعلها للتقدّم في الحياة، هو مَن يفتح عيون تلاميذه على مستقبلهم الواعد المليء بالتفاؤل والحياة، فيُعطيهم بذلك دفعةً للبدء، ونظرةً إيجابية للسير نحو المستقبل بخطى واثقة، والمعلّم هو من يزرع فيهم الثقة ليبدؤوا تجاربهم الحياتية، فينتشروا في هذه الحياة مستفيدين من نصائحه التي يُوجهها لهم لتعينهم على الحياة بصعوباتها، يقول أحمد شوقي:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

يجب على الطلبة وذويهم تقدير ما يفعله المعلّم لرفع مستواهم التعليمي والفكري، والارتقاء بأخلاقهم، ويكون ذلك في أن يحرصوا على القيام بواجباتهم نحوه على أكمل وجه، وأن يُبدوا له الاحترام الذي يليق بمقامه، فينصتون لما يُقدمه لهم من معلومات بتهذيب، ويُناقشونه باحترام، ولا يُقاطعون ما يقول، ولا يتأخرون عمّا يطلبه منهم، ولا يتكاسلون عمّا يقرّه من واجبات، وعليهم أن يولوا الاهتمام الكافي لما يُقدمه لهم من فائدة.

كما عليهم أيضًا أن يمتثلوا لما زرعه في نفوسهم من آداب في التعامل، وأخلاق حميدة حتى يشعر بأنّ مجهوده لم يذهب سُدى، وأنّ ما زرعه من علم وخلق وتجربة سيُجنيه كأفضل الثمار، فللمعلم حقوق على الكل أن يسعى جاهدًا لتوفيرها له، ويقوم بإكمال طريق هذه الرسالة، قال الشافعي: اصبر على مُرّ الجفا من معلّمٍ فإن رُسوبُ العلم في نَفراتِهِ ومن لَم يذُق مُرَّ التّعلُّمِ ساعةً تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حياتِهِ بالمعلم تحيا الأمم وترتقي المعلّم كالأب يحرص على أن يُعلّم أبناءه دائمًا ما يُفيدهم وإن قسا عليهم أحيانًا، ويحرص على أن يُعطيهم كلّ ما يُمكنه أيضًا لِيُتمّ رِسالته ويُؤدي أمانته، ويُنشئ جيلًا قادرًا على حمل أمته، فهو نبراس العلم الذي يُضاء به طريق الأمم، به تصلُح العقول وتحيا الهمم، وترتقي الأوطان.

لهذا من واجبنا تقديم عبارات الشكر والعرفان للمعلمين والأساتذة الذين علمنونا وساهموا في تربيتنا.

وأبدأ بنفسي، لأقول لكل معلم او استاذ علمني حرفا او كلمة او قدم لي معلومة أو درسا او نصيحة او توجيها في قسم او مدرسة ابتدائية او إعدادية او ثانوية او جامعية او خارجها باي وسيلة من الوسائل .. اقول له بصوت عالي :

شكرًا أيها المعلم الرائع، فأنا بدونك لم أكن قادرًا على إتمام مساري التعليمي، ولم أكن قد تمكنت من تحقيق النجاح الذي أتمناه إلا من خلالك.

أيها الأستاذ الرائع إن أسمك يرن في أذني طوال حياتي، فلولا إنك كنت جزء من حياتي، لكنت غير قادر على تحقيق النجاح الذي أحلم به.

يا أعظم المعلمين، مهما قلت لك ما بداخلي عن الشكر تجاهك، فإن ذلك لن يكون كافي لكي أخرج كل ما بداخلي، حقًا كل الشكر لما قدمته لأجلي.

أيها الأستاذ الرائع بارك الله فيك، من أجل ما قدمته من أجلي لكي أتمكن من الوصول لما أنا عليه الآن، شكرًا جزيلًا لك، أدام الله عليك نعمته وفضله، يا أجمل الخلق.

معلمي الفاضل، مهما قلت لك عما بداخلي مما بداخلي من مشاعر الشكر تجاهك، سوف أموت قبل أن أوفيك حقك، ولكن كل ما يمكنني فعله لك، هو الدعاء لك لكي يجزيك الله خير الجزاء حيا كنت أو ميتا، وأن يمنحك ما تتمناه أو ما تمنيته، في الدنيا و الآخرة.

أيها المعلم الفاضل أنت صاحب الفضل، بعد الله، علي وعلى أبنائي، بوجودك قد تمكنوا من الوصول إلى ما نريد أن يصلوا إليه من نجاح.

أيها الأستاذ الفاضل، (الأستاذة الفاضلة) لا أحد يستطيع أن يقدر دورك البارز، والتربوي الهام، مثلي، حيث إنك كنت، بعد الله، صاحب الفضل الأكبر على أبنائي، وفي عدم وجودك، كان من الصعب أن يتجاوزوا السلم الدراسي.

اليوم أتوجه بخالص الشكر لمن له فضل هام علي، وهو معلمي الذي بدونه، لم أكن قد تعلمت شيء، من تحمل قلة خبرتي بصدر رحب.

أستاذي ومعلمي الفاضل، مهما تقدمت لك بخالص عبارات الشكر لن أتمكن من إعطائك حقك في ذلك، حيث إنك صاحب الفضل علي بعد والدي ووالدتي، فلا أحد يرغب في رؤيتك ناجحًا سوى من علمك.

أتوجه بالشكر إلى كل من علمني كتابة أول حروف من اسمي على الورقة، شكرًا لأجل ما بذلته من أجلي، يا صاحب الفضل.

من قام بتربيتي بعد والدي ووالدتي ، حيث إن التربية العلمية لا تقل أهمية عن تعليم الأخلاق، كل ما بوسعي قوله، شكرًا لكل لحظة أضعتها من أجلي.

مهما قمنا ببذل المجهود من أجل إعطائك القليل من حقك لن نتمكن من هذا، حيث إن السنوات التي يتم إفنائها في شيء معين، لا يمكن تعويضها في لحظة واحدة، لذلك نتقدم لك بأسمى معاني الشكر والتقدير.

يا من قيل لك قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا، يا من لك مكانة عظيمة في قلبي أود أن أقول لك شكراً.

معلمي الفاضل، معلمتي الفاضلة، إن أفضل شكر يمكن أن يوجه لك، هو التاج الذي قمت بإنتاجه طوال سنوات عملك، ذلك التاج المرصع بالجواهر المتمثلة فيما أخرجته من أفراد نافعين للمجتمع.

وأقول لكل من تمكن من جعل إبني متميزًا في مجال دراسته، كلمات الحب والتقدير لك لن نتمكن من إعطائك حقك.

أتقدم لسيادتكم بخالص الشكر من أجل المجهود المبذول لأجل أبنائي، ومهما قمنا بتوجيه الشكر لكم، فإن ذلك لن يعطيكم سوى القليل من حقكم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق