أريفينو : فؤاد لحساني
قبل الانتخابات التشريعية كان الاقليم يغلي حماسا بالعمليات الاحسانية و التطوعية فهذه قوافل طبية تتحرك طولا و عرضا في أرجاء الاقليم لمختلف الامراض هذه للعيون و أخرى للسكري وأخرى للسرطان ورابعة للأسنان و وخامسة لختان الاطفال أدوية بالمجان وسلوك مهذب و طبطبة على الكتف مساعدات غذائية في رمضان أكباش للعيد أدوات للتلاميذ نظارات لضعاف البصر و ألبسة للمحتاجين و رخص للبناء العشوائي وأخرى للربط الكهربائي وولائم بدون مناسبة وكؤوس الشاي و القهوة مؤداه الثمن للجميع ..
انتهت الانتخابات و أسدل الستار عن كل شيء المدينة و أرجاؤها شبه مهجورة لا نشاط فني و لا ثقافي و حلت محله مظاهرات واحتجاجات لجمعيات كانت بالأمس القريب سندا لهؤلاء المرشحين و بين عشية و ضحاها أصبحت تحتج على ماذا على أمور تافهة ولم تغص في الواقع المر الذي تعيشه المدينة : احتلال تام للملك العمومي كثرة الجرائم والسطور بالنهار قبل الليل نفايات تحاصر جنبات المدينة كثرة المتسولين و المنحرفين هشاشة الشوارع التي أصبحت مخيطة من طرف شركات دخيلة تمزق ما تبقى من شوارع المدينة كأنها تهيء لمعرض للرسومات ..الحركة التجارية شبه جامدة شوارعها تشكو العاهة المستديمة بعض المناطق الخضراء أصبحت مرتعا للحمير والبغال هذا ما ما أفرزته الانتخابات الاخيرة فالشعارات ماتت والحناجر بحت والوعود تبخرت و المهزلة مستمرة والسكان شربوها مرة أخرى ( اتقولبوا بحديث الشارع ) ولم يحسنوا الاختيار والسبب معروف لأنها انتخابات مؤدى عنها مسبقا ..