دروس وعبر بجنازة تلميذ اعدادية الكندي، الذي قضى نحبه غرقا، في جو جنائزي مهيب.

5 مايو 2023آخر تحديث :
دروس وعبر بجنازة تلميذ اعدادية الكندي، الذي قضى نحبه غرقا، في جو جنائزي مهيب.

جيلالي خالدي

كان يوم الخميس 04/05/2023 يوم غير عادى لدى تلاميذ اعدادية الكندي، حيث فقدوا صديقهم في ضرف مأساوي باعتبره قضى نحبه اثر دخوله البحر في حركة غير محسوبة بقرية اركمان، بينما كان مع اصدقائه يلعبون على شاطئ البحر، مستغلين حرارة الطقس، غير عابئين ولا مدركين بان موسم الاصطياف لم يبدأ بعد، وان المطقة جهة الفيلات غير محروسة.
حيث ان المسمى قيد حياته رضا الحكايزي، الذي لا يتجاوز عمره 15 سنة، يتابع دراسته بالسنة الثالثة اعدادي باعدادية الكندي، والذي كان معروفا باجتهاده وسلوكه العادي، ومحبوبا لدى الجميع، لم يكن يتوقع ان يلقى هذه النهاية المؤلمة.
الصدمة كانت بادية بهذا اليوم بمحيا الطاقم الاداري والاساتذة، وجميع اعضاء جمعية الاباء، الذي قاموا بواجبهم ككتلة واحدة موحدة مقسمين ادوارهم للوقوف الى جانب الام المكلومة واقارب الضحية من اعمامه واخواله، حيث منذ الصباح الباكر تشكلت لجان للقيام بالشؤون الادارية من الدرك الملكي محكمة الاستئناف الى ادارة المستشفى الحسني، الى المجلس البلدي وادارة المقابر، اضافة الى معاينة التشريح وصولا لغسل الميت والكفن، وقد ابلو المتطوعين والمتطوعات البلاء الحسن.
وانعقدت على وجه السرعة اجتماعات من اجل تامين حضور اصدقاء الضحية من التلاميذ بجميع مراحل المأتم والجنازة انطلاقا من المستشفى الى المنزل الى المسجد، والى المقبرة، والعودة الى منزل ام الفقيد من اجل الوقوف الى جانبها وتخفيف ما ألم بها بهذا المصاب الجلل.
وقد اقتنع الجميع بان قدر الله لا مرد له، الا انه يمكن استغلال هذ اليوم في درس عملي سيستوعبه الاطفال بضرورة اخذ الحيطة والحذر والاستماع لنصائح العائلة والاساتذة بخطورة هكذا نوع من المغامرة.
وحتى امام مستجد باصو السيد محمد الهدار، كان موفقا في كلمتين احداها قبل صلاة العصر والجنازة، الذي اشاد بحضور عدد كبير من التلاميذ وحضور جنازة صديقهم، واستغلها بمنحهم نصائح للاستماع لاولياء امورهم وعدم المغامرة، والثانية بعد ان ووري الثرى، حيث كانت الكلمات والمشهد غاية في التاثر وجميع كلمات الفقيه وجدت مكانها في خلد الحاضرين شباب وشيبا، بضرورة الالتزام بنصائح الكبار وعدم المغامرة في اي شيء قد يكون نتيجته الذي رأينا بام اعيننا، وكان ضحيته يافع في عمر الزهور.
واختتم المأتم بدعاء مؤثر للميت ورزق الصبر للعائلة، والاجر والثواب الذي حضروا الجنازة، ورجع الكل بنظام وانتظام ساهمت فيه التنظيم المحكم لجمعية الاباء رفقة مدير المؤسسة شخصيا وتمثيلية الاساتذة، وتمثيلية المديرية الاقليمية، الذين وفروا حافلات لنقل التلاميذ وارجاعهم.
واختتم المأتم برجوع الكل الى منزل المكلومة ام الضحية، التي اتستقبلت اصدقاء ابنها الفقيد، في خيمة وفرها الطاقم بباب المنزل مع وجبة غذاء، كان لها الاثر الاجابي على نفسية الام والتلاميذ على السواء، اختلطت فيها الابتهالات والدموع، مع الدروس والعبر، وكان لكلمة الام الاثر الجم في حث الثلاميذ على الاستماع الى اولياء امورهم، كدرس عملي لنتائج بادية وفاجعة ان لم نحسب لها بمنطق المجرب.
كان يوم غير عادي بجميع المقاييس على الكل اداريين واساتذة وتلاميذ وجمعية الاباء، والاكثر على ام وعائلة الفقيد، وكان درس يصعب شرحه في الاف الكلمات الا انه درس عملي، كانت تكلفته غاليه، فقدان يافع في رعيان العمر.
فهل الدرس رسخ، وهل استوعب التلاميذ والاساتذة وجميع الحضور ما شنف به اسامعهم الفقيه الجليل، فهل من معتبر؟؟!!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق