ملفات من تاريخ المغرب : غضبات الحسن الثاني على القذافي و الخميني و فقهاء الدروس الحسنية

6 أبريل 2024آخر تحديث :
ملفات من تاريخ المغرب : غضبات الحسن الثاني على القذافي و الخميني و فقهاء الدروس الحسنية

عندما قال الحسن الثاني للقذافي انت زنديق

 الأيام

عندما قال الحسن الثاني للقذافي انت زنديق

الراحل الحسن الثاني رفقة معمر القدافي

 ظلت مواقف الحسن الثاني من القائد الليبي معمر القدافي متباينة من استجواب صحافي لآخر. فهو تارة منحرف، وأخرى فاسق. وتارة ثالثة وفيٌّ ولا يتراجع عن عهوده!

لقد كان الحسن الثاني يعتبر القذافي وراء خلق جبهة البوليساريو قبل أن تتبناها الجزائر. لذلك فهو منحرف خصوصا في علاقته بالدين. ومن الأمثلة التي ساقها الملك الراحل في إحدى الاستجوابات سنة 1982 قوله: «إن رئيس ليبيا كان يطوف حول الكعبة والكتاب الأخضر بين يديه. كما أنه ظل يمشي بين الصفا والمروة في الحرم المكي وهو يردد بعض الشعارات التي ضمها كتابه الأخضر. لذلك فهو -بحسب الملك الراحل- زنديق لأنه أراد أن يغير كتاب الله في أقدس مكان وهو مكة المكرمة، بكتاب وضعه بنفسه».

وحينما سئل عن موقف المغرب من الهجوم الذي تعرضت له مدينة قفصة التونسية قال: «إن قضية الهجوم على تونس لا يمكن أن أعلق عليها بأكثر مما علق عليها المعلقون التونسيون أنفسهم، فالرئيس القذافي أنا أسميه سمسارا للوحدة، يبحث عن الوحدة أينما كانت، وفي تفكيره، الوحدة لا تعني الاندماج، ولكن الإبتلاع. لقد حاول مع مصر وحاول مع سوريا وحاول مع تونس، ولكن تونس رفضت، منذ ذلك الحين لم ينس لها رفضها.

الرئيس القذافي أدرك هذه الحكمة «إذا لم تشغلهم انشغلوا بك» فصار يشغل نفسه بالترهات والخرافات، أصبح يشغل بال شعبه بالأحلام المستمرة، لهذا لم يجد في شعبه من يرده عن غوايته.. فرجل مثل هذا يخرج عن قاموس التحليلات السيكولوجيا أو التاريخية….»

وأضاف الملك الراحل ردا على سؤال لصالح من يعمل القذافي: «إنه لا يعمل لحسابه الخاص، فقبيل أن يموت «شواين لاي» قال لأحد أصدقائه الحميميين لا أريد ذكر اسمه، وكان رجل دولة لما كانت تربطنا علاقات طيبة مع السوڤيات سنتي 1970 و1971، إن أحسن عميل لنا في إفريقيا هو القذافي، ويمكنكم الاعتماد عليه، هذا ما قاله شواين لاي وهو على فراش المرض».

غضبة الملك الراحل في درس حسني

غضبة الملك الراحل في درس حسني

الملك الراحل في درس حسني

 شهر رمضان الذي صادف العام 1989 لم يكن كسائر سابقيه على الدول المغاربية، فقد شهد توقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي بمراكش.

وكانت هذه المبادرة نواة ظهور محتمل لاتحاد إقليمي يجمع المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.

ثلاثة أيام بعد هذه المعاهدة، التي لم يكتب لها أن ترى النور على أرض الواقع، سيترأس الملك الراحل الحسن الثاني درسا دينيا في إطار الدروس الحسنية الرمضانية ألقاه الفقيه المغربي الحسن بن الصديق، الذي عرف بمدينة طنجة واشتهر بمشاركته في برنامج “ركن المفتي”.

العالم الحسن بن الصديق، خريج مدرسة القرويين بفاس، عنون الدرس الذي ألقاه ب “الدين بين الإتباع والابتداع”، ومما ذكر في ما ألقاه أمام الملك الحسن الثاني، أن العقود التي تبرم وقت صلاة الجمعة لاغية وأفتى ببطلانها، واستند العالم الطنجاوي في ذلك إلى قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع”، واعتقد البعض من خلال ردة فعل الملك الراحل، أن الحسن الثاني قد فهم أن ابن الصديق كان يشير إلى معاهدة الاتحاد المغاربي، التي قد تكون عقدت وقت إقامة صلاة الجمعة، بسبب الاجتماع الذي جمع قادة البلدان الخمسة.

ولما استنتج الحسن الثاني ما قصده أو لم يقصده الحسن ابن الصديق قاطعه قائلا: “أتمم الآية آالفقيه”. وقرأ خريج جامعة القرويين بقية الآية التي تقول:”فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون”.

ولما أتم الفقيه الآية أشار إليه الملك الراحل بسرعة الانتهاء من المحاضرة وقال له: “بقات ليك غير خمس دقائق باش تنهي الدرس”.

عندما قال الحسن الثاني : إذا كان الخميني مسلما فأنا ملحد

عندما قال الحسن الثاني : إذا كان الخميني مسلما فأنا ملحد

الحسن الثاني والخميني (صورة مركبة)

في رد على سؤال الصحفي ميشيل دورا من لوفيغارو ماگازين سنة 1980 حينما سئل: هل سبق لكم أن قلتم يوما إنه إذا ما قيل لكم إن الإمام الخميني يجسد الدين الإسلامي فإنكم ستعلنون إلحادكم؟ قال الملك الراحل: «هذا صحيح،  ومازلت متمسكا بما قلته، فإيران حاليا تقول بوجوب خضوع الدولة لا إلى القوانين الوطنية، وإنما إلى قوانين الشيعة الجعفرية، التي تفترض وجود إمام يعلو عن كل سلطة دنيوية… يمكن أن تسجلوا أن آية الله لم يبتدع شيئا،  فالشيعة الجعفرية موجودة منذ  قرون، وأنا أقول إن الخميني لم يقم سوى باسترجاع شفرة حادة لكنها صدئة معها بالتأكيد شكل من أشكال التعفن والتسمم».

وأضاف الملك «إن هناك تهديد موجه ضد تعاليم الإسلام، لأن جامعاتنا تفسر الإسلام تفسيرا سيئا، وهذا ما يدفع غالبا بالشباب الدارس بها  إلى التساؤل عما إذا كان الإسلام مازال يلائم عصرنا».

وعن سؤال حول انحدار الملك من سلالة الرسول وانتمائه للغرب. قال الحسن الثاني: جغرافيا أنا غربي، إن تأثير الرياح الشمالية الشرقية قد عمل عمله، أما العامل  الوراثي فإنه يشرح كل شيء، فعندما قدمنا من الشرق. من جزيرة العرب منذ 800 سنة، تمازجنا على الفور مع السكان البربر لهذا البلد. ثم إنني غربي لأنني إذا أردت أن أكون مسلما حقا فعلي أن أكون عالمي النزعة».

بين الاعتدال والتطرف

جمهورية الخميني ليست إسلامية

في رده على سؤال: ألا ترون أن هناك في الوقت الراهن إسلامَين، إسلام معتدل وسموح ومحافظ شيئا ما وإسلام ثوري وعدواني.

قال الحسن الثاني: «إن الإسلام السني هو الذي ينص على المساواة بين جميع المسلمين، وبالمقابل فإن الإسلام الشيعي بدعة حقيقية، لأن المهدي رغم كونه لا يوجد فوق البسيطة، فهو منتظر سيعود يوما من الأيام حيث ينتظره جواده أمام مسجد طهران. غير أنه عندنا ليس هناك «داكلروس».

إذن فجمهورية الخميني ليست جمهورية إسلامية؟ يسأل الصحافي، ويرد الملك الراحل: «لقد قلت بعد مرور ثلاثة أسابيع على تصريحات الخميني عندما عاد إلى طهران، إذا كان الخميني مسلما فأنا لا أتدين بالإسلام».

أما كيف يفسر الملك أن بعض المسلمين يدعون أنهم اشتراكيون أو ماركسيون، فلأن «النظام الإقتصادي والاجتماعي عندنا ليس معيارا للإسلام. فإذا كان ماركسيا ويذهب في نفس الوقت إلى المسجد فلا يمكننا أن نقول إنه ملحد. فالإسلام يمكن أن ينسجم مع كل الحالات، يمكننا أن نكون رأسماليين اشتراكيين وإسلاميين إشتراكيين».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق