روبورتاج: مائدة مستديرة بالناظور تدعو إلى تكاثف الجهود لمحاربة السيدا

15 ديسمبر 2013آخر تحديث :
روبورتاج: مائدة مستديرة بالناظور تدعو إلى تكاثف الجهود لمحاربة السيدا

أريفينو/ مراد اليوسفي و كاميرا محمد الكنفاوي
متدخلون يحاسبون وزارة الصحة على إهمالها للحالات المصابة بالمرض، ويؤكدون على ضرورة تبني مقاربة تشاركية على الصعيد المحلي

أجمع المتدخلون خلال أشغال مائدة مستديرة نظمتها جمعية أمل المستقبل للتكافل الإجتماعي بالناظور أمس السبت بقاعة العروض بالمركب الثقافي بالناظور على ضرورة تبني مقاربة تشاركية في جهود محاربة مرض السيدا على الصعيد المحلي، من خلال إيجاد آلية للتكامل والتنسيق بين مختلف الأطراف الفاعلة في هذا المجال.
وأكد في هذا الصدد، الدكتور الهواري عبد الرحيم، ممثل مندوبية الصحة بإقليم الناظور، على الجهود التي تقوم بها الوزارة بشراكة مع مجموعة من المتدخلين من اجل التوعية والوقاية وتوفير وسائل التدخل الميداني في المراكز الصحية والمستشفيات بغية الكشف المبكر عن الحالات المصابة تماشيا مع أهداف المخطط الاستراتيجي للوزارة.
ومن جهته تطرق الدكتور بالمركز الصحي لبني انصار، احمد الطبيب، باعتباره خبيرا في مجال محاربة السيدا، إلى الجهود التي يبذلها المجتمع المدني في التحسيس من مخاطر الداء، لافتا الانتباه إلى انه على الصعيد المحلي فان النسيج الجمعوي، -ما عدا جمعية محاربة السيدا التي تضم مهنيين في وزارة الصحة- لم يفرز جمعيات متخصصة في مثل هذه الأنشطة ( الوقاية والتحسيس)، وذلك على عكس ما تعرفه المناطق الأخرى من المغرب من دينامية في هذا الجانب.
وأشار العضو السابق بكل من (جمعية محاربة السيدا، فرع الناظور) و (جمعية تقليص أضرار المخدرات،فرع الناظور) إلى أن أهم ما يميز إقليم الناظور هو وجود متعاطين للمخدرات عن طريق الحقن، وهو ما يفسر ارتفاع أرقام الإصابات بالسيدا بهذه المنطقة، موضحا أن ذلك راجع إلى عوامل تتعلق بمشاركة المدمنين في الحقن لعدم وعيهم بالأخطار المترتبة عن ذلك وجهلهم بطرق انتقال العدوى.
ومن جهته، أكد الاستاذ عبد الحكيم اسباعي، المنسق السابق لبرنامج التقليص من أضرار المخدرات، أن الإدمان على المخدرات القوية، وخاصة الهيروين، هي آفة تتركز بين أوساط الشباب في عدد من مدن الشمال المغربي، وخصوصا طنجة وتطوان والناظور، ومرد ذلك إلى عوامل مختلفة منها القرب الجغرافي من مناطق تعرف استهلاكا كبيرا لهذه المخدرات في جنوب أوروبا (فرنسا واسبانيا)، وحركة المهاجرين بين هذه الدول والمدن التي يتحدرون منها.
موضحا، أن دراسات ميدانية قامت بها وزارة الصحة بينت ارتفاع الإصابات بالسيدا وأمراض معدية أخرى (الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع ب و س) في أوساط المدمنين في هذه الجهة، وهو ما حذا بالمجتمع المدني إلى تقديم إجابة لهذه المعضلة، من خلال برنامج يروم التقليص من مخاطر تعاطي المخدرات.
وأعطى الفاعل الإعلامي، نبذة عن تجربته الشخصية في مجال عمل القرب لفائدة المدمنين بالناظور وخصوصيات هذه الفئة، مؤكدا انه باعتباره صحافيا في يومية وطنية، سبق وان اشتغل على هذا الموضوع قبل عدة سنوات، لافتا الانتباه إلى ما يتعرض له المدمن من وصم اجتماعي وتمييز وعدم القدرة على الولوج إلى المرافق العمومية، ومنها مرفق الصحة.
وفي نفس السياق، تطرق الواعظ الديني، عزيز هرواش، إلى أهمية وجود مقاربة وقائية تشاركية بين مختلف الفاعلين في المجال، وتحدث عن أهمية القيم التي تحث على الإخلاص في العلاقة الزوجية وتجنب العلاقات الجنسية خارج إطار مؤسسة الزواج، في تجنيب الشباب مخاطر الإصابة بالسيدا.
وأكد أن الخطاب الديني حول السيدا والوقاية منها خطاب يركز على العفة والبعد عن المحرمات لضمان الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا ويشجع الشباب على الزواج، وقال إن دور الخطباء والوعاظ مهم في استثمار وسائل التواصل لتبليغ هذا الخطاب والحث على التوبة من الأفعال التي تضر النفس، مضيفا أن موضوع الأمراض المنقولة جنسيا أصبح حاضرا بقوة في أنشطة الرابطة المحمدية للعلماء، من خلال تكوين مثقفين بالنظير، يبلغ عددهم محليا عشرة.
وفي نفس السياق، اعتبر سعيد شرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، أن نظرة المجتمع لحاملي فيروس السيدا قاسية، وان مدمني المخدرات على الخصوص يعانون من الوصم الاجتماعي وانتهاك حقوقهم الأساسية.
وأكد الفاعل الحقوقي، أن المعطيات الميدانية تظهر قصور وضعف استريتيجية التدخل لفائدة المدمنين على المخدرات، مبديا استغرابه الشديد من إغفال وزارة الصحة واستخفافها بصحة هذه الفئة، خاصة وان العديد منهم تم تشخيص إصابتهم بعدد من الأمراض المعدية، من بينها السيدا، إلا أنهم بقوا خارج دائرة العلاج والعناية الطبية.
وتسائل المتحدث ذاته، عن أهمية تشييد مركز لطب الإدمان، في حين لا تتوفر هذه البناية على الأطر الطبية المتخصصة ودواء “الميطادون” المساعد على الإقلاع على الإدمان، مؤكدا أن المختبرات الخاصة ترسل عينات من دم المريض إلى الخارج، ما يكلف أكثر من 2500 درهم للتحليلة الواحدة كل ستة أشهر، وهو ما يجعل الدولة بعيدة كل البعد عن إنقاذ أرواح مواطنيها، خاصة الأشخاص في وضعية صعبة.
وقال، إن وزارة الصحة تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه إهمالها للحالات المشخصة، وصنف ذلك في باب عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر، زد على ذلك نفور بعض الأطر الطبية من التعامل مع هذه الحالات المرضية، كما أن عدم توفير العلاج للمصابين بالسيدا وفيروسات أخرى يعقد وضعيتهم الصحية ويجعلهم عرضة للموت.
وعكفت الإعلامية والصوت الإذاعي المعروف، أمينة شوعة على طرح مختلف المحاور المقررة في أشغال هذا اللقاء وخلق أجواء ايجابية من النقاش وتبادل الرأي بين فعاليات طبية وجمعوية وحقوقية وإعلامية ومندوبية الصحة.
وتندرج هذه المائدة المستديرة ضمن فعاليات اليوم العالمي لمحاربة السيدا، وتروم الجهة المنظمة إلى أن تكون هذه المبادرة إضافة نوعية لتعزيز الأنشطة التي تنظم على الصعيد المحلي للتعريف بمرض السيدا وبطرق الوقاية وتقييم المجهودات المبذولة من الفاعلين المؤسساتيين ومكونات المجتمع المدني.
وخلصت توصيات هذا اللقاء إلى أن النسيج الجمعوي بالمنطقة يبقى اهتمامه محدودا بمثل هذه القضايا، كما سجل المشاركون وجود صعوبات حقيقة تعرقل ولوج الحالات المصابة بالسيدا إلى العلاج الطبي، خاصة لدى فئة المدمنين على المخدرات، إذ رغم تشخيص حالاتهم يبقون خارج منظومة العلاج، وهو ما يؤزم وضعيتهم ويعرضهم لموت محقق.
ونبه المشاركون إلى ضرورة تكاثف جهود مختلف الفاعلين في مجال الوقاية والتحسيس في إطار مقاربة تشاركية، مع إدماج البعد العقدي والقيمي والحقوقي في هذه الجهود، ودور وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية في نشر مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المرض وسبل الوقاية منه.

nador0366

nador0367

nador0368

nador0369

nador0370

nador0371

nador0372

nador0373

nador0374

nador0375

nador0376

nador0377

nador0378

nador0379

nador0380

nador0381

nador0382

nador0383

nador0384

nador0385

nador0386

nador0387

nador0388

nador0389

nador0390

nador0391

nador0392

nador0393

nador0394

nador0395

nador0396

nador0397

nador0398

nador0399

nador0400

nador0401

nador0402

nador0403

nador0404

nador0405

nador0406

nador0407

nador0408

nador0409

nador0410

nador0411

nador0412

nador0413

nador0414

nador0415

nador0416

nador0417

nador0418

nador0419

nador0420

nador0421

nador0422

nador0423

nador0424

nador0425

nador0426

nador0427

nador0428

nador0429

nador0430

nador0431

nador0432

nador0433

nador0434

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق