شاهد بالفيديو ..”” تاريخ مجيد و تجاهل مقصود “” مقال جد مثير يحكي تفاصيل معركة العروي الخالدة

20 سبتمبر 2016آخر تحديث :
شاهد بالفيديو ..”” تاريخ مجيد و تجاهل مقصود “” مقال جد مثير يحكي تفاصيل معركة العروي الخالدة

أريفينو بوشيخي جمال

مرت ذكرى معركة العروي المجيدة في  9 من غشت ،وسط صمت رهيب، صمت يشبه الإنحطاط الذي أصاب المجتمع الريفي، خصوصا في إقليم الناضور.
معركة العروي التي جرت أطوارها في المعسكر الإسباني الذي كان يتواجد في منطقة إستراتيجية من المدينة, حيث يتواجد خزان الماءحاليا(بوسيتو).

هذه المعركة كانت بمثابةالضربة القاضية التي قسمت ظهر جيش الإمبراطورية الإستعمارية الإسبانية بعد أيام فقط من معركة أنوال الشهيرة.
حقيقة أن معركة أنوال كبدت إسبانيا أكبر هزيمة في تاريخها الحديث، إلا أن معركة العروي شكلت الصدمة
وخلقت الرعب في نفوس الإسبان، من حيث شدة  وقوة ردة فعل المجاهدين.

كان ذلك في يوم صيف حار، من سنة 1921 وتحديدا في 28 من يوليوز،  حينما وصل الجنود الإسبان الناجون من جحيم معركة أنوال  الخالدة، منسحبين  إتجاه تزطوطين، في طريقهم إلى قرية العروي.كان تأثير صدمة الهزيمة كبير جدا ومهول، حيث أن القوة الإستعمارية العالمية الكبرى التي أدعت  أنها ستدك الريفيين دكا،وأن الحرب ستكون عبارة عن فسحة، تعيش اليوم  في جهنم خالدين فيها، فأصبح جنودها تحت رحمة المجاهدين,و يهربون كالفئران، ليفلتوا  بجلودهم من الموت المحقق، مهرولين  إلى معسكرهم في العروي، ومن تم إلى مليلة.

في حوالي  الساعة 7 صباحا من يوم 29 يوليوز دخلت القوات المتبقية من الجيش الإسباني قرية العروي بقبيلة بني بويحي. كان عددها يتعدى  3000 جندي، من مجموع الجيش الإسباني العظيم، الذي كان قوامه أكثر من 18.000 جندي نظامي في معركة أنوال، دون أن ننسى الآلاف من المغاربة  الخونة، الذين حاربوا إلى جانب العدو الإسباني.
ولم يتبقى لهذه القوات المرابطة في معسكر العروي من الأسلحة سوى رشاش واحد، وحوالي  14 صندوق ذخيرة، وبنادق قليلة،إضافة إلى  20 من الخيول، حيث أجبروا على ترك الكثير من العتاد على حافة الطريق، تحت نيران المجاهدين.
في معسكر العروي أعلى التلة،حيث يختبأ الإسبان ( كالفئران) ورغم الموقع الإستراتيجي، إلا أنه لم يكن الوضع أحسن حالا، لأن المجاهدين كانوا يتربصون بالعدو الإسباني ويحاصرونه من جميع الجهات، لأن المجاهدين كانوا يتقنون أساليب حرب عصابات متطورة، أبتكرها وأشتهر بها محمد بن عبد الكريم الخطابي.

شدد الخناق على المعسكر وأقفلت جميع الطرق، وقطعت الإمدادات على القوات الإسبانية، وباءت جميع محاولاتهم بالفشل، سواء بطلب النجدة والعون من مليلية، أو التوصل إلى حل مع المجاهدين من أجل الإنسحاب إلى مليلية، ماعدا بعض الحالات التي يحكى أنه تم من خلالها تهريب بعض الجنود خارج المعسكر ( لكن للأمانة تبقى روايات غير مؤكدة ولا أملك دليل على ذلك).
عاش الجنود الإسبان ومن معهم من الخونة، أياما عصيبة وذاقوا فيها العذاب والجوع والعطش،وعاشوا الرعب  بجميع أنواعه،وكان الموت مصير كل من حاول الهروب أو الخروج، حتى انهم أكلوا لحوم الميتة  وشربوا مداد الأقلام. بعدما كان جنرالات إسبانيا يستهزؤون قائلين”سنذهب لنشرب الشاي في بيت عبد الكريم”.

ليأتي يوم 9 غشت حيث يحكى حسب الرواية الإسبانية، أن الإسبان توصلوا إلى إتفاق بالإستسلام، يتم بموجبه خروج جميع من في المعسكر،ليتوجهوا إلى مليلية. إلا أنهم وبعد خروجهم مستسلمين، أنهال عليهم المجاهدون من جميع الإتجاهات وفتكوا بهم فتكا،وقتلوهم جميعا، ما عدا من تم تهريبه إلى مليلية ويصل عددهم إلى 60 شخصا أو يزيد حسب نفس  الرواية .لكن حسب تحليلي الشخصي، أن أثار الدمار التي لحقت بمعسكر العروي توحي بأن الرواية الإسبانية تريد فقط تحقير أمجاد وبطولات المجاهدين، لأن المعسكر دمر تقريبا بالكامل نظرا للقصف العنيف بالمدفعية الثقيلة من طرف المجاهدين،ما يوحي أن معركة حقيقية، دارت أطوارها في محيط المعسكر، وما يعزز تحليلي هذا، هي إدعاءات الإسبان أنفسهم، فيما يتعلق بموت الكولونيل فرناندو بريمو دي ريفييرا داخل المعسكر، حيث يحكى  أنه توفي متأثرا بجروح بعد إصابته بقذيقة، توفي بعدها مباشرة. وبقيت جثث الجنود الإسبان لعدة أشهر  تملأ شوارع العروي،وتتناثر في كل مكان، حيث أن الإسبان أصيبوا بصدمة قوية عندما دخلوا المدينة مرة أخرى في أواخر شهر اكتوبر ،وكانت  رائحة الجثث المتعفنة، تزكم الأنوف.

ونقلا عن رسالة تم العثور  عليها سنة 2012 في جيب جندي إسباني أستخرجت جثته في مدينة العروي تحت (ظروف غامضة)، كان قد كتبها لحبيبته،حكى فيها عن ما عاشه في العروي،بأنه مختلف وقاسي جدا، عن أي  حرب أخرى خاضها من قبل.وقد توفي في المعركة هو ايضا. هذا دليل على قوة المعركة، وإستبسال المجاهدين وقوة عزيمتهم ورباطة جأشهم.إنهم لقنوا القوة الإستعمارية الكبرى إسبانيا درسا، بأن أحفاد طارق بن زياد لن يكونوا أقل منه رجولة وبطولة.

هذه الصفحات الذهبية من تاريخ الريف والمغرب، لم تلقى رجالا يصونونها ويحافظون عليها،ويمجدونها، بل تم نسيانها ورميها في سلة النسيان، حتى أنك لا تكاد تجد  في الجيل الجديد من يعرف هذا التاريخ ولا في المدينة ما يذكر بهذه المعركة.
في حين  نجد  أن تاريخ إسبانيا يزخر بتاريخ طويل عريض وكتب وتكريمات (لأبطال) إسبانيا الذين لقوا حتفهم في معركتي أنوال والعروي، ولن أتعجب إذا طالبت إسبانيا المغرب بتعويضات بسبب سقوط هذا العدد الهائل من الجنود الإسبان، لأن إسبانيا تصور معركة العروي على أنها مجزرة في حق جنودها الأبرياء.

وصمة عار  هي إذن، على دولة لا تمجد أبطالها، و خزي لأبناء المنطقة من مسؤولين وشخصيات، مؤرخين وأكادميين، لأنهم خذلوا أولئك الأبطال الذين صنعوا الأمجاد وتركوا للتاريخ للإسباني حكاية ترعبهم كلما تصفحوا كتب التاريخ ، وكانوا يرتعشون عند سماعهم إسم العروي.  معركة أبطالها مجاهدون شرفاء دافعوا عن وطنهم المغرب،وساحة معركتها مدينة إسمها العروي وفيها قبيلة إسمها بني بويحي، وتاريخها كان 9 من غشت 1921.

ملاحظة: تعمدت كتابة هذا المقال بعد مرور تاريخ هذه الذكرى ليتأكد القارئ  أنه لا حياة لمن تنادي في هذه المدينة…

https://www.youtube.com/watch?v=wKoKt-d0qRo

10225260-16691256 10225260-16691263 10225260-16691267 10225260-16691272 10225260-16691277 dhvbpdi k4pqqme xl7j4m7

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق