اريفينو/محمد سالكة
تشتكي ساكنة دواوير منطقة الجزيرة بقرية اركمان من انقطاع الطريق المؤدية من وإلى بلدتهم في وجه السيارات وهو ما جعل الساكنة تعيش نوعا من العزلة منذ بداية التساقطات المطرية الاخيرة ..
وقال مواطنون لأريفينو ان التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة على غرار باقي مناطق الاقليم تسببت في انقطاع الطريق التي تؤدي من وإلى بلدتهم بسبب انتشار الاوحال والفجاج العميقة التي خلفتها السيول الجارفة .
سكان ذات المنطقة وجهوا اتهامهم لوكالة مارتشيكا صاحبة المشروع السياحي المزمع إنشائه على ذات البحيرة وقالوا ان الشركة المكلفة بـ”اصلاح” ذات الطريق وضعت “الأوحال” في الطريق بدل الزفت وهو الأمر الذي تسبب في إغراق الممر الطرقي الوحيد المؤدي إلى مجموعة من الدور السكنية المتواجدة على طول الشريط الدائري الأكثر شساعة والمطل على البحيرة من جهة وعلى الساحل المتوسطي من جهة أخرى ،وقد زاد الأمر سوءا التساقطات المطرية التي تعرفها المنطقة،مما ساهم لا محالة بإندفاع مياه البحيرة وإغراق الطريق وصعب من التنقل الى الدور السكنية بكل من دوار أولاد مسعود وأولاد الشاوي وكذا دوار أولاد الباهي ،على مساحة إجمالية تقدر بحوالي كيلومترين .
وإذا كانت ظروف التساقطات المطرية وما تفرضه من عزلة على سكان دواوير الجزيرة باركمان تجعل الناس لا يفارقون منازلهم إلا للضرورة القصوى، فإن يوم انعقاد السوق الأسبوعي يفرض عليهم مغادرة سكناهم من أجل التبضع وبيع بعض من مخزونهم البحري حيث يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى السوق، ذلك أن الطريق الوحيدة تصبح غير صالحة لمرور وسائل النقل جراء الأوحال أو تكون مقطوعة تماما بفعل السيول الجارفة امام رفض “الخطافة” نقل المواطنين من منطقة الجزيرة الى اركمان لتدهور حالة ذات الطريق.
“لا تستطيع وسائل النقل الوصول إلى دوارنا، لأن الطريق تحولت إلى أوحال”، يقول محمد غازي، أحد سكان دوار اولاد الباهي، الذي كان في طريقه إلى السوق الأسبوعي لأركمان، موضحا أنه عانى كثيرا قبل الوصول إلى اركمان، حيث قطع كيلومترين في طريق كلها أوحال،ويتابع كلامه بنبرة متحسرة، “لا يمكن الوصول لو أني لم أكن في حاجة إلى بعض المؤونة لما خرجت من منزلي. الناس هنا يعانون في صمت”.
“اُنظر إلى الواقع، إنه يعبر عن نفسه بنفسه، المواطنون يعيشون في محنة مع العزلة، التي تتضاعف خلال فصل الشتاء”، يقول عاشور من اهالي الجزيرة باركمان، كان في طريق عودته إلى الدوار. وأضاف، في تصريح لأريفينو، أن الناس بمنطقته همهم الأساس،هو الوصول إلى الطريق المعبدة وتوفير الغذاء لأبنائهم.
“الناس هنا يبتهلون إلى الله، في ظل هذه الظروف المناخية والطبيعية الصعبة، أن لا يصاب أحد أقاربهم بوعكة صحية، لأنه سيواجه قدره المحتوم، حيث يستحيل عليه الوصول إلى المستشفى”، يقول الشخص ذاته، الذي طالب وكالة مارتشيكا بالاهتمام بمنطقته، التي أكد أنها توجد خارج كل مخططات التنمية.
ساكنة المنطقة تطالب من المسؤولين الإقليميين خاصة من مسؤولي وكالة مارتشيكا بالتدخل العاجل من اجل فك الحصار المضروب عليهم وتعبيد الطريق الموحل .
