فضيحة بمطار العروي .. قصص مأساوية على مقاعد الانتظار او حين تلفظ صالة المطار مرتاديها الى العراء

22 فبراير 2017آخر تحديث :
فضيحة بمطار العروي .. قصص مأساوية على مقاعد الانتظار او حين تلفظ صالة المطار مرتاديها الى العراء

أريفينو  محمد بوتخريط

طقس جاف ، مطر غزيز ، هواء مسحوب عن الأرض، رياح عاتية ، أشعة شمس مسلطة كسيف حاد على الرؤوس.

لا فرق .. الامر في كل الحالات كآبة تسيطر على النفوس ، وتعب ينهك الاجسام… وغضب طافح من عيون وحناجر الناس بعد أن طردتهم صالة المطار الى العراء..

 

شاهدتهم هناك..مواطنين في مشاهد صعبة ؛ حالات من التعب والإرهاق تظهر على وجوههم ، في زوايا المكان المظلمة دون مقاعد انتظار ..أنهكهم التعب ..
أطفال أنهكهم البكاء من التعب ينامون على الرصيف ودمعتهم على خدهم، أمهات افترشن الأرض كي ينمن عليها منتظرات، ولم يختلف الأمر على آخرين شباب وعجزة مستلقين على الأرض جاعلين من أحذيتهم وحقائبهم وسائد تقي رؤوسهم صلابة الارصفة.
سيدة ورجلاً آخر برفقة أطفالهما وعلامات الوجع تظهر على عيونهم التي ذبلت من البكاء على فراق الاهل وقلة النوم، ينتظون إقلاع الطائرة حتى يتأكدوا أن المسافر غادر أرض المطار.
وآخرون يضعون أيديهم على خدهم منتظرين فرج خروج مسافر من صالة الوصول .

جميعهم (مودعون ومستقبلون) انتهوْا على الارصفة المظلمة في عتمة الساحة وسكونها..دون مقاعد او حتى ظل شجرة.
هي “اجراءات امنية مشددة” بمطار العروي قيل عنها.. وهي ذاتها ما أثارت استياءا عارما لدى عائلات المسافرين المغادرين والعائدين اللذين يمنعون من ولوج باحة المطار الداخلية لتوديع واستقبال أقاربهم..
في أول الامر كان الحديث عن إجراءات أمنية احترازية فرضتها إدارة المطار على غرار باقي مطارات المملكة خوفا من عمليات ارهابية خاصة بعد تفجيرات بروكسيل الاخيرة ..ثم انتقل الحديث الى أشغال جارية تهم توسيع المطار..و تطويره.
لكن الاشكال الاكبر ليس فقط كون عائلات المسافرين لم تعد قادرة على توديع واستقبال اقاربهم داخل صالة المطار الرئيسية كما جرت به العادة او أنهم يضطرون إلى الانتظار خارج المطار..فامن البلاد والعباد فوق كل اعتبار.
بل أنهم صاروا مضطرين للانتظار في مكان لا يتوفر على أي نوع من المرافق بل وحتى التي تعد من الضروريات.

خارج أسوار المطار تحت سيول المطر شتاءً والشمس الحارقة صيفاً، حيث لا مقاهي ولا أي نوع من الخدمات، بما في ذلك اللوحات الإلكترونية التي تسجل مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات..بل ولا حتى مراحيض.!
هذا دون الحديث -طبعا- عن إشكالات أخرى أكثر وقعا وظلما وعدوانا على بعض المسافرين من المسنين أو الذين يسافرون لأول مرة والذين يجدون صعوبة كبيرة في إتمام الإجراءات الإدارية لوحدهم دون مساعدة، كما لا يجد المسافرون من ذوي الاحتياجات الخاصة من يعتني بهم وصاروا يعانون الأمرين أثناء السفر.

هي علامات استفهام كثيرة يستعصي فهمها وتعبر العائلات من خلالها عن امتعاضها وقلقها.
ما دامت إدارات المطارات تفرض على منتظري ومودعي عائلاتهم وأصدقائهم الانتظار خارج المطار..فلماذا لا توفر لهم بعض الخدمات او على الأقل الحد الأدنى منها..او على أقل الاقل مراحيض ! حتى لا تتحول الساحة الى مرحاض كبير.؟
عدد كبير من مرتادي المطار دعوا الى تدخل مكتب المطارات من أجل إحداث مرافق تحمي من البرد ليلا ومن المطر وحرارة الشمس خارج باحة المطار، حتى يتسنى لهؤلاء المواطنين الاحتماء والانتظار في ظروف أنسب..ويشتكون من ذات الإجراءات التي يصفونها بأنها ‘شوفينية’ أكثر منها ‘أمنية’، على اعتبار أن من في نيته القيام بعمل إرهابي أو تخريبي لن يتأخر في أداء ثمن تذكرة سفر من أجل الدخول إلى المطار، ويطالبون بإعادة النظر في طبيعة وشكل هذه الإجراءات.
لكن لا حياة لمن تنادي… للمسؤولين.
طقس جاف او مطر غزيز  او هواء مسحوب عن الأرض او رياح عاتية او أشعة شمس مسلطة كسيف حاد على الرؤوس..أو كآبة تسيطر على النفوس او تعب ينهك الاجسام او غضب طافح من عيون وحناجر الناس … لا فرق..
صالة مطار مدينتي تطرد مرتاديها الى العراء.
وهذه…رسالتي ..رسالة مواطن يشعر بالاسى من مثل هذا الاهمال وهذه اللامبالات…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق