أريفينوخالد بنحمان
أيْنمَا ولّيتَ وجْهك وأنتَ تتجوَّل على رصيف كورنيش مدينةالناظور تُصادفُ أكواما مُكدَّسة مِن الأزبال وبقايا الباعة المتجولين وعلى الرّغم منْ أنّ مساحة الكورنيش صغيرة، ولا يتطلّبُ تنظيفُها مجهودا كبيرا، إلّا أنّ مكانسَ عُمّال النظافة، حسب ما يظهر للزائر، لا تزورُ المكانَ إلا نادرا.
زُوَارُ الكورنيش منْ أبناء مدينة الناظور والجالية المغربية ، والوافدونَ عليْها من مدن مختلفة ، يجلسون على الكراسي البيضاء المتواجدة على الرصيف الصغير، جنْباً إلى جنْبٍ مع أكوامِ الأزبال .
في مدينة تاريخيّة يترك منظرُ الكورنيش وحْده، دونَ بقيّة الأماكن الأخرى، انطباعا سلبيّا لدى زائرها.
أمَّا المساحاتُ الخضراءُ الموجودة على الرصيف فقدْ طالَ القحْط أغلبَها، وتيبّس عشبها، وأضحتْ مساحات مُتربة أمّا المزهريات الموضوعة في بعْض الأركان والتي كان من المفروض أنْ تنبتَ فيها الزهور فقدْ تحوّلتْ –بفعل إهمال مسؤولي المدينة- إلى قُماماتٍ تفيضُ بالأزبال.
شعب الحمير لن يتغير، وحال هذه المدينة لن يتغير حتى لو تم تنظيف أحيائها صباح مساء، للأسف الدولة بنت المؤسسات ولم تبني الأفراد، الجهل والأمية وسوء الأخلاق وقلة التربية أصبحوا العملة الرائجة في المدينة وسط طوفان البشر الذي أصبحت تعج به ، حتى أصبحنا نعود إلى الوراء في الوقت الذي تسير في الشعوب نحو التقدم والرقي