زكرياء الورياشي
“إن المرافق والإدارات العمومية تعاني من عدة نقائص، تتعلق بالضعف في الأداء وفي جودة الخدمات التي تقدمها للمواطنين، كما أنها تعاني من التضخم، ومن قلة الكفاءة، وغياب روح المسؤولية لدى العديد من الموظفين(…)”.حينَ كان المواطنون المغاربة يستمعون إلى هذه الكلمات، المقتطفة من الخطاب الذي ألقاه الملك في افتتاح البرلمان يوم 14 أكتوبر الماضي، كانوا يتوقّعون أنْ تحدث “ثورة” في الإدارة العمومية، تغيّر الصورة المرتبطة في أذهانهم ب”مسار المحارب”، كما قال الملك.
في الأشهر القلليلة التي أعقبتْ خطاب افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، تحدّثت الصحافة عن اجتماعاتٍ عُقدتْ بعدد من العمالات منهم عمالة إقليم الناظور، وعن مُراسلاتٍ وُجّهتْ إلى مديري الإدارات لتفعيل مضمون الخطاب، لكنَّ العديد من المواطنين يروْن أنّ لا شيء تغيّر، وأنَّ الإدارة ما زالتْ على حالها.
وإذا كانَ الملك قد أكّد في خطابه أمام “ممثلي الأمة” أنّ “المسؤولية تتطلب من الموظف، الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية تضع أمور الناس بين يديه، أن يقوم على الأقل بواجبه في خدمتهم والحرص على مساعدتهم”، فإنَّ مواطنينَ يروْن أنّ هذا الأمرَ لم يجدْ بعدُ طريقه إلى التفعيل.
ومع كامل الأسف، رأينا مشهدا مثيرا ،أثار إستياء مجموعة كبيرة من المواطنين الناظوريين، والمغاربة عامة، ويتمثل هذا المشهد في طريقة تعامل مجموعة من الإدارات المحلية التابعة لنفوذ عمالة إقليم الناظور ،ومن بين هذه الإدارات نجد قسم الشؤون الإقتصادية و التنسيق والتنمية القروية في ملحقة عمالة الناظور، وذلك بعد أن تم عقد إجتماع بين موظفي هذا القسم ، ومسؤولين أمنيين، لحل مشكل لمواطنة ناظورية ، ولكن الغريب في الأمر ،أن أزيد من 15 مواطن واقفين أمام بوابة رئيس القسم ينتظرون إنتهاء الإجتماع منذ الساعة 10:00 إلى غاية الساعة 12:15 ، وقد خرج المسؤول عن مكتب رخص سيارات الأجرة ورخص الثقة المسمى “إدريس” وحاور المواطنين الذين إنتظروا خروجه من قاعة الإجتماعات لأزيد من ساعتين …
الحوار الذي دار بين المسؤول و المواطنين جاء بالحرف كالتالي:
-المسؤول : “شنو خاصك نتا !”
– المواطن : خاصني نبدل ترقيم سيارتي …
-المسؤول : “ماكاينش لي يخدم دابا سير حتال منبعد .. ونتا آش خاسك !”
-مواطن آخر :”خاصني رخصة السياقة حيت …”
المسؤول “شوف غدا فالصباح رجع .. دابا مشغولين فالإجتماع” …
وبعد هذا الحوار اللامسؤول ، غادر مجموعة كبيرة من المواطنين ،مستائين من المعاملة التي تلقوها، ولا مسؤولية الموظفين داخل هذا القسم”لي ديما عندهم “إجتماع” .
https://youtu.be/LYmJoeqjaLk
