منبر الرأي ..”الطفولة الضائعة  في شوارع  الناظور ،براءة إغتصبتها الدولة “

22 نوفمبر 2016آخر تحديث :
منبر الرأي ..”الطفولة الضائعة  في شوارع  الناظور ،براءة إغتصبتها الدولة “

 
أريفينو :رشيد الهاديين

تكتسي قضية حقوق الطفل أهمية كبرى، بالنظر إلى ارتباطها بفئة اجتماعية مستضعفة، تعتبر ركيزة أساسية للمستقبل،و تظل دائما بحاجة إلى من يساندها و يتحدث عنها و يهتم بشؤونها،و إذا كان الطفل المغربي يعيش مجموعة من المشاكل و الصعوبات التربوية و التعليمية و الصحية و الاجتماعية. رغم الجهود التي تباشرها الدولة أعقاب المصادقة على الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل،إلا اننا نجد مجموعة من الظواهر الاجتماعية لا تمت لهذه الاتفاقيات بصلة و أهمها قضية مجتمعية بامتياز و هي ظاهرة أطفال الشوارع.

هذا الاصطلاح الاكثر انتشارا للتعبير عن الاطفال تحت سن 18 عاما الذين يعيشون بلا مأوى و يقضون ساعات طويلة من يومهم أو كله بالمساحات العامة بلا روابط أسرية أو بروابط أسرية ضعيفة،و تشير إحصائيات رسمية إلى أن عدد الاطفال المشردين و الذين يطلق عليهم في المغرب”الاطفال المتخلى عنهم”يقدر بنحو 400 ألف طفل،غير أن هذه الظاهرة لها أسبابها فالظروف هي الشماعة التي تعلق عليها الاسباب دائما و هي ظروف يستطيع أي واحد التكهن بها فهي مادية بالدرجة الاولى و اجتماعية محضة بطلها التفكك الاسري او العنف،او غياب الاحساس بالوجود او الفقر،و لهذه الاسباب يتحول هؤلاء الى فرائس سهلة المنال بعضهم يتعرض للإغتصاب او الإختطاف و بعضهم يتم استغلاله في التسول.

بالاظافة الى تعرضهم لمشاكل صحية مختلفة و مشاكل نفسية بسبب فشلهم في التكيف مع حياة الشارع بحيث يتعرضون لرفض المجتمع لكونهم أطفال غير مرغوب فيهم في مناطق مجتمعات معينة بسبب مظهرهم العام و سلوكهم .
كما يبقى الشارع بيئة خصبة لبعظهم ليتحولوا فيما بعد الى مجرمين او يلتحقوا بقوارب الهجرة السرية…

هذا السبب الاخير هو الذي حول مدينة الناظور التي يطلق عليها جزافا”بوابة اوروبا”إلى وجهة مفضلة لأطفال الشوارع الذين يتوافدون عليها من مختلف مدن المغرب و اقاليم المملكة و يتخذونها محطة رئيسية لولوج مدينة مليلية ‘المحتلة’و الهجرة الى اوروبا.

يرجع انتشار اطفال الشوارع في مدينة الناظور الى الموقع الجغرافي للمدينة التي تعد واجهة مفضلة للمرشحين للهجرة السرية،اذ يتخذون منها محطة عبور الى الظفة الاخرى،بحكم موضعها الاستراتيجي و إطلالها على البحر الابيض المتوسط،بحيث يقتحمون بواخر المسافرين و يتسلقون جنباتها بعد قطع مسافة ليست بالهينة سباحة من الميناء التجاري لبني انصار وصولا الى ميناء المسافرين.

كما ينتشر هؤلاء الاطفال في النقطة الحدودية الوهمية لبني انصار المتاخمة لمدينة مليلية ‘المحتلة’ عند المعبر الحدودي،حيث يقف العشرات منهم امام السيارات الواقعة عند نقطة التفتيش لشرطة الحدود،يبحثون عن طريقة تمكنهم من اجتياز نقطة التفتيش لرجال الامن بغرض التسلل الى المدينة المحتلة،رغم الحراسة الامنية المشددة من جانب رجال الامن المغاربة و عناصر الحرس المدني الاسباني.”guardia civil”

غير ان أغلبية هذه الفئة عند عبورها لا تود الإندماج عبر دخول مراكز الايواء و يظلون يتسكعون بشوارع المدينة في انتظار فرصة العبور إلى الضفة الأخرى للبحر الابيض المتوسط على متن السفن الراسية بميناء المدينة و هو ما يعرض حياتهم للخطر،اذ أن العديد منهم فارقوا الحياة بمياه البحر بعدما فشلوا في تحقيق مبتغاهم سباحة.

فيجب البحث عن حلول واقعية تحد من هذه الظاهرة التي ضربت أطنابها كل الوطن و التي اصبحت تشكل مصدر قلق لدى الجميع.

2016-11-22_160433

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق