رمضان أريفينو: مذكرات سجين ناظوري: الحلقة الأولى “قندهار”

يقدم موقع أريفينو خلال العشرة أيام الأولى من رمضان سلسلة مذكرات عبر حلقات دونها شاب من داخل سجن الناظور المدني، الحلقات تم نشرها في وقت سابق و تعيد أريفينو نشرها ليستفيد أكبر عدد ممكن من الزوار من محتواها الغني

مذكرات سجين ناظوري

الحلقة الأولي:

إقرأ أيضا

- هذا هو السعر الذي ستدفعه مقابل أضحية عيد متوسطة الحال في المغرب؟
-مفاجأة سارة للمغاربة بخصوص دلاح هذه السنة؟
-تطورات خطيرة في أثار غرامات الرادار على المغاربة؟
-أسبوع واحد يفصلنا عن كارثة ستقع في المغرب؟

قــــنــــــدهـــــــار

على كل حــــال أحمد الله ماشاء فعل وما كـــان سيصيبني ما كــان ليخطئني أبدا، ولكن بعد قدر الله سبحانه وتعالى هناك نوع من البشر فاقت أفعالهم أفعال الشياطين ، نعم هذا ماحصل شيطان الإنس رمى بي رمية ماكنت أنتظرها ولا أتخيلها وها أنا ذا أعيش ثواني ودقـائق وساعات أحتسبها لله سبحانه وتعالى بسبب ثقة زائدة في شيطان الإنس ، المهم لن أنس مادمت حيـا تاريخ ليلة الثلاثاء عندما علمت أنني قد خدعت وعلي أن أبيت ثلاثة ليال داخل مخفر الشرطة بالنـــاظور ليلة الثلاثاء والأربعاء والخميس دون سبب سوى أنني وثقت في شيطــان الإنس ثقتي به جعلته يضع كيلوغرامين ونصف من الحشيش في حقيبة ويرسلها معي إلى أوروبا وبالضبط إلى بلجيكا ( بروكسيل ) دون علمي بما هو موجود بداخلها ،رغم التفتيش المحكم لم أستطع التوصل إلى شيء لأنهــــا كانت موجودة داخل آلة يصعب إكتشاف ما بداخلها ، وبعد تلك الليالي الثلاثة داخل مخفر الشرطة وما صاحبهــــا من معـاناة حيث لم أذق طعم النوم ولو لدقيقة واحدة وما دخلت بطني لقمة طعام ليأتي ماهو أسوء ، بعدمـــا كنت أنتظر إطلاق سراحــــــي أفاجـــأ برفض قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بطلب السراح المؤقت والنتيجة السجن المحـلي بالناظور ، نعم دخلت السجن مساء يوم الجمعة على الساعة السابعة مساء وكم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت نفسي في مكــــــان داخل السجن يسمى هنا “بقندهار” إسم على مسمى داخل غرفة يطلق عليها إسم “الباجدة” بتشديد حرف الباء.

مكان لا بد لكـل سجين المرور به، عفوا ليس كل سجين فأصحاب المال والعلاقات غرفهم محجوزة مسبقا بعيدا عن قندهــار ولسوء حظي أنني ســـأدخل هذا المكان في وقت ليس فيه حق لأحد مغادرته حتى حلول صباح يوم الإثنين إن كان من المنعــــم عليهم ، ولست أدري إن كنت منهم وبالتالي كان علي لزاما البقاء هناك ثلاثة ليال ، ليلة الجمعة والسبت والأحد، ليالـــي مرت علي كأننـــي أنتظر يوم البعث ، عندما يحل الليل أنتظر حلول الصباح وعندما يحل الصباح أنتظر حلول الليل ، لانوم ولاطعام سندي الوحيد ثقتي بالله عز وجل ودعائي في كل صلاة أن يعجل الله بالفرج لأرى والـدتي التي أعلم أنني إذا كنت أنا في السجن المحلي بالناظور فإنها هي في سجن جحيم تازمــامارت وأعلم أن والدي لاينام الليل ولا النهار وأن إخوتي غاب عنهم اللعب والضحك، وسندي أيضا هو بعض الإخوان المظلومين أمثــــالي الذين إلتقيت بهم داخل الزنزانة وربطتني بهم علاقة السجن وتتفاوت درجة المعانــــاة ودرجة التحمل من سجين لآخر، ولن أزايد إن قلت أنني وفي هذه الليالي الثلاث قد لمست شيئا مما كان يحكيه السيد أحمد المرزوقي في برنامج شاهد على العصر على قناة الجزيرة الإخبارية عن جحيم سجن تازمامارت ، نعم قبح الله السجن سواء كان هنا بالناظور أو هناك بتازمامارت سابقا أو حتى بغوانتانـــــامو حاليـــا أو في أي مكان بالعالم حتى وإن كانت درجة المعاناة تختلف من سجن لآخر بل من داخل نفس السجن وعندما أنظر إلى حالي وأرى فوقي قميصا وسروالا ألبسهما ليل نهار وأنا الذي كنت لا أدع فوقي لباسا أكثر من يوم شتاء أو صيفـــــا ، ولكن هاأنا ذا بلباس واحد لمدة ستة أيام وسط زنزانة يبيت فيها مـــــــــايزيد عن 50 سجينــــا بنافذتين وباب واحد محكم الإغلاق ومرحاض واحد في زاوية الغرفة وبسب درجــــة الحرارة المفرطة فإنك تجد في كل لحظة واحد يدخل والآخر يخرج من المرحاض الذي يصلح لكل شيء مادام يحتوي على صنبور يسيل بالماء فتخيلوا معي كيف يمكن لأحد أن يعيش وسط هذا الجو وهو يشعر أنه هنا ظلما وجورا وكيف يمكنني أنا العيش هنا جواب هذا السؤال عند والدتي التي تحفظ برنامجي جيدا ، يتبع السبت المقبل إن شاء الله.