ينشر بالاتفاق بين أريفينو و الكاتب د.جميل حمداوي عن كتابه ثقافــــــة الأمازيغييـــن وحضارتهــــــم
مرحلة الأشكال الفرجوية إبان التواجد الاستعماري :
عرف الأمازيغيون منذ مطلع القرن العشرين، وقبل ذلك بكثير، مجموعة من الأشكال الفرجوية التي تنطوي على إرهاصات مسرحية وبوادر درامية. وتتنوع هذه الأشكال الفرجوية ماقبل المسرحية إلى أشكال طقوسية دينية شعائرية أخروية وروحانية، وأشكال لعبية، وأشكال احتفالية شعبية دنيوية.
ويعرف الدكتور حسن المنبعي هذه الأشكال الاحتفالية ماقبل المسرح بقوله:” إذا كان المسرح في شكله الإيطالي إنتاجا بعيدا عن الحضارة المغربية، فإننا نستطيع مع ذلك أن نلاحظ وجود أشكال فرجوية تنطوي على إرهاصات مسرحية إما لاهتمامها بالمقدس وإما لاندراجها في الممارسة اللعبية. وبالتالي، فإن هذه الأشكال تقوم على الأساس على فنون الحكي والرقص والموسيقى والغناء والإنشاد، كما أنها تعنى بالحركة والارتجال في القول…
إن هذه الأشكال كما هو معلوم تعرف عند دارسي المسرح في المغرب بالماقبل مسرح؛ وهو مسرح لايرتبط بمفهوم الدراما التقليدية أو ذلك لعدم قيامه بسلطة وهمية وبروزه كفرجة شاملة يشارك فيها الفرد عن طواعية، وذلك بجسمه وروحه دون أن ينسى أنه يشاهد واقعا ممثلا ينعكس عبر الصور والرموز”[1].
وعلي أي، فلقد عرف الأمازيغيون مجموعة من الفرجات الشعبية ماقبل المسرحية القائمة على الفطرة والعفوية والارتجال واللعب والتذكر اللاشعوري والمشاركة الجماعية ، واستخدام فنون الموسيقى والغناء والإنشاد والرقص والحكي والإيماءة والحركة الكوريغرافية، علاوة على الاحتفالية والشعبية، والاستعانة بالقناع التنكري.
هذا، ومن الأشكال الفرجوية ماقبل المسرحية التي عرفها الأمازيغيون بطريقة فطرية وعفوية لاشعورية الأنواع التالية:
u أشكال احتفالية مناسباتية: أورار(العرس)، وسبحاينو خاليق(سبحان الخالق)، رموروذ (المولد النبوي )، واحتفالات الأعياد الدينية كرمضان وعاشوراء والعيدين…
v أشكال دينية وطقوسية: العمارة الصوفية، وشارح ماجّاح، وثاسريث أونزار، وصلاة الاستسقاء ، وهلالارو، ومراسيم تاغنجا…
wأشكال لعبية: فولعلاع، وقاشقاش، وأقلوز، وإيمدقان، وأقنوفار،، وبيکو صورو تايني، وزيمزامزو، وأوليما، وثيخامين، وموراي تاسريث، ورقام، وريپالاو، وتولاّ، وءاندار ثاشنيفت، وأمسجباذ، وثسريث أوكشوظ، وأقلوز، وبيسو…
أشكال غنائية ورقصية: رقصة أحواش، ورقصة أحيدوس، ورقصة إمذيازان، وشظيح ءيمازيغن، والموسيقى الأمازيغية…
أشكال فنية شعبية: إزران لابويا عند الريفيين، وإزلان في الأطلس المتوسط، وآهال (مجالس الحب) عند الطوارق، وثيحوجا، ورمعاني، وثينفاس حانا ثامزا…
zأشكال فضائية شعبية: ءارماس،ءازاوشت أو الزاوية، السوق، ورمراح…
فهذه الإرهاصات الدرامية التي ذكرناها هي التي شكلت ما يسمى بالظواهر المسرحية الفطرية، أو ما يسمى أيضا بفترة الأشكال اللعبية التي اتخذت أبعادا طقوسية واحتفالية ، وكان يشارك في هذه الأشكال اللعبية الأطفال الصغار والشباب والكبار على حد سواء.
ولم يكن الإخراج المسرحي في هذه المرحلة إلا عملا جماعيا فطريا، يقدم بطريقة عفوية لعبية عشوائية ، وكان الممثلون جميعهم مخرجين يقومون بعملهم بكل بساطة وسذاجة فنية. ولايمكن الحديث هنا عن الإخراج المسرحي بالمفهوم المعتاد للإخراج إلا من باب التجاوز ليس إلا.
[1] – د. حسن المنيعي: المسرح المغربي من التأسيس إلى صناعة الفرجة، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، فاس، الطبعة الأولى سنة 1994م.