ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 11:السينما الأمازيغية بالمغرب التاريخ و الكائن والممكن

27 يونيو 2015آخر تحديث :
ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 11:السينما الأمازيغية بالمغرب التاريخ و الكائن والممكن

filmamazigh2536ينشر بالاتفاق بين أريفينو و الكاتب د.جميل حمداوي عن كتابه ثقافــــــة الأمازيغييـــن وحضارتهــــــم

السينما الأمازيغية بالمغربhamdaoui ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 5: الأمازيغ والديانة المسيحية: أوغستـــــان ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 6: الأمازيغ و الإسلام ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 7: المسرح الأمازيغي، مرحلة التأثر بالمسرح اليوناني واللاتيني: ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 8:المسرح الأمازيغي: مرحلة الركود  والكساد إبان الفتوح الإسلامية؛ ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 9:المسرح الأمازيغي: مرحلة الأشكال الفرجوية إبان التواجد الاستعماري ملفات من تاريخ الريف و الامازيغ: الحلقة 10:المسرح الأمازيغي: مراحل النشأة والتأسيس و  التجريب والتأصيل بين الكائن والممكن

 لا أحد ينكر بأن السينما الأمازيغية قد حققت بالمغرب في السنوات الأخيرة شأوا عظيما ، بعد أن تكاثر إنتاجها كما وكيفا، وصارت تجذب نسبة كبيرة من المشاهدين والراصدين، مهما كانت ميولهم الثقافية، ومهما اختلفت منازعهم الوجدانية، ورغباتهم الدفينة. ولم تعد هذه السينما الحديثة العهد سينما هوياتية فقط، تتغنى بالهوية والكينونة الأمازيغية، وتدافع عن وجودها القانوني واللغوي والأنطولوجي، بل أصحبت تطرح مواضيع وقضايا محلية وجهوية ووطنية وقومية وإنسانية. بمعنى أنها تخطت النطاق الضيق، لتصبح سينما عالمية بمواضيعها الإنسانية. ومن ثم، أضحت تشارك في المحافل الدولية، حتى في معارض الولايات المتحدة الأمريكية ومهرجاناتها السينمائية. ويعني هذا أن السينما الأمازيغية متجذرة في واقعها الاجتماعي، مسايرة لكل ما يجري وطنيا، ومنفتحة على القضايا الإنسانية والعالمية. وعلى الرغم من تطور السينما الأمازيغية بالمغرب كما وكيفا ، بشكل من الأشكال، فإنها مازالت تعاني من مشاكل عدة ، تحتاج إلى حلول ومعالجات شمولية حقيقة، ومقاربات نسقية، واقتراحات جماعية تشاركية. إذا، ما واقع السينما الأمازيغية؟ وما مجمل مشاكلها ؟ وما أهم الحلول المقترحة للحد من هذه المشاكل المستعصية؟ هذا ماسوف نرصده في مقالنا هذا.

 

¿ التعريف بالسينما الأمازيغية:

 

يقصد بالسينما الأمازيغية تلك الأفلام التي تستعمل اللغة الأمازيغية باعتبارها وسيلة  في التعبير والأداء و التبليغ، أو تتحدث عن الإنسان الأمازيغي بشكل أو بآخر، فترصد قضاياه الأساسية والثانوية، ثم تعبر عن همومه وطموحاته وآماله، ثم تطرح رؤاه الهوياتية، ثم تستكشف ثقافته وحضارته وعاداته وتقاليده. وينضاف إلى ذلك، أنها تسبر كل التجليات الأنتروبولوجية التي تتمظهر في واقع الإنسان الأمازيغي. وبالتالي ، يستقرىء الفيلم الأمازيغي تاريخ الإنسان المحلي في صراعه مع الذات والموضوع والغير.  ومن ثم، يتميز الفيلم الأمازيغي عن الفيلم الأمريكي، أو نظيره الفرنسي، بكونه يعبر عن ساكنة أفريقيا الشمالية بصفة خاصة، ويعكس قضايا الإنسان الأمازيغي بمختلف إثنياته العرقية بمنطقة تامازغا.

 

¿ مراحـــل السينمــا الأمازيغيـــة:

 

عرفت السينما الأمازيغية، في مسارها التطوري، مجموعة من المراحل المفصلية التي يمكن إجمالها في مايلي:

1- مرحلة التأسيس أو مرحلة أفلام الفيديو، فقد تم إنتاج مجموعة من أفلام الفيديو وأفلام الروايس في سوس من قبل الجالية المغربية بفرنسا التي تملك – هنالك- محلات وعقارات تجارية. وكانت مجمل الأفلام تصور مشاهدها الداخلية والخارجية بالمغرب. في حين،  يتم المونتاج والتوزيع معا بفرنسا.

2- مرحلة الفيسيدي(VCD): تفشت ظاهرة القرصنة مع مرحلة الفيسيدي، حيث ظهرت شركات موازية تعمل على قرصنة الأفلام والأقراص والأشرطة السينمائية، و تنافس الشركات المتخصصة في مجال إنتاج الفيلم الأمازيغي وترويجه؛ مما أوقعت الفيلم الأمازيغي في مشاكل عدة لاتحصى. وفي تلك الفترة، حققت تلك الشركات المقرصنة أرباحا مهمة. وفي  هذا الوقت بالضبط، ظهر المخرج الأمازيغي الحسين بيزكارن بأفلامه المتنوعة، من حيث التيمات والقضايا والأساليب الإخراجية.

3- مرحلة النبش في الذاكرة الأمازيغية ، حيث عمدت مجموعة من الأفلام السينمائية إلى النبش في الذاكرة الأمازيغية هوية، وثقافة، وحضارة، إما بطريقة تخييلية، وإما بطريقة توثيقية. وخير من يمثل هذه المرحلة فيلم: ( سنات تضانكوين ن إيموزار) لعبد الله داري…

4– مرحلة صناعة السينما. ويعني هذا أن السينما الأمازيغية قد تخطت الهواية والارتجال والعفوية ، لتنتقل- بعد ذلك- إلى مرحلة الصناعة والتخصص والاحتراف والمهنية ، مع مجموعة من المخرجين الأمازيغ  أو الذين تعاملوا مع الفيلم الأمازيغي ، كإبراهيم الشكيري، وجمال بلمجذوب، وعلي الطاهري،…

 

¿ تاريـــخ السينما الأمازيغية:

 

لم تظهر السينما الأمازيغية إلا في سنوات التسعين من القرن الماضي، حيث ظهر أول فيلم أمازيغي سنة1990م تحت عنوان (تامغارت ن- وورغ/امرأة من ذهب) ، سيناريو وإخراج للحسين بيزكارن. لكن هذا الفيلم لم يتم تسويقه وتوزيعه إلا في سنة 1991م. وهناك من يقول بأن أول فيلم هو ( تيليلا) لمحمد مرنيش، وقد لقي نجاحا جماهيريا كبيرا. وبعد خطاب أجدير مباشرة، عرض أول فيلم أمازيغي على شاشة تلفزيون القناة الأولى، وكان يحمل عنوان(سات تضانكوين/ سبعة أمواج)، وقد قدم هذا الفيلم للتلفزيون مجانا. وقد لقي نجاحا لانظير له. علاوة على ذلك، لم يدعم المركز السينمائي المغربي الفيلم الأمازيغي إلا في السنوات الأخيرة، بعد انتظار دؤوب، ومفاوضات استمرت وقتا طويلا . وبعد ذلك، حاول بعض الأمازيغيين السوسيين ببلجيكا الدخول في مغامرة إنتاج السينما الأمازيغية، وهم: إبراهيم الشكيري، ورشيد الشكيري، والحسين الشكيري. وقد كلفوا نبيل عيوش بعملية الإنتاج والتوزيع ، بعد أن دخل في صفقة إنتاجية مع وزير الاتصال السابق، والمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل العريشي، حيث خصص لها مليارا و 300 مليون سنتيم، وأنتج بهذا المبلغ ثلاثين( 30 ) فيلما، ومنها أفلام أمازيغية مدبلجة إلى لغات مغربية أخرى.

وهكذا، فقد ظهرت السينما الأمازيغية في البداية بجهة سوس، وبالضبط في أكادير، وتزنيت. ثم، انتقلت إلى باقي المناطق الأخرى. وقد اكتسحت السوق الوطنية والسوق الخارجية، وتعتبر مدينة الدار البيضاء أكثر استهلاكا للفيلم الأمازيغي. وأكثر من هذا، فقد وصل هذا الفيلم إلى عواصم غربية كثيرة، إن إنتاجا، وإن توزيعا، وإن مبادلة، وإن استهلاكا.

ولم يظهر الفيلم الأمازيغي بالريف بمفهومه التقني والصناعي إلا مع الفيلم ( ميغيس / المناضل) لجمال بلمجذوب، وسيناريو الحسين رامي وأحمد زاهد سنة 2012م…

هذا، وقد شاركت كثير من الأفلام الأمازيغية في مهرجانات وطنية ومغاربية ودولية، كفيلم (واك واك أتايري) من إخراج محمد مرنيش، حيث عرض بالمهرجان الوطني للسينما بطنجة..

 

¿كتابات نقدية حول السينما الأمازيغية:

 

ثمة مجموعة من الكتابات النقدية حول السينما الأمازيغية، وإن كانت معظم هذه الدراسات عبارة عن مقالات ورقية ورقمية ليس إلا، ونستثني من  هذا كله بعض الكتب النقدية  التي ظهرت في السنوات الأخيرة، ككتاب عمر إذثنين تحت عنوان (عن الفيلم الأمازيغي: مقالات وآراء)، وقد صدر في طبعته الأولى عن مطبعة البوكيلي بالقنيطرة سنة 2006م، ضمن منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل بالرباط . وبعده، صدر كتاب ثان للدكتور جميل حمداوي تحت عنوان(مدخل إلى السينما المغربية، من السينما الوطنية إلى السينما الأمازيغية)، وقد صدر هذا الكتاب ضمن منشورات مطبعة المعارف الجديدة بالرباط، وكانت طبعته الأولى سنة 2010م. أما الكتاب الثالث، فهو تحت عنوان ( الفيلم الأمازيغي: أسئلته ورهاناته) لمحمد بلوش، وهو من منشورات جمعية اسني ن ورغ بأكادير سنة 2012م، والكتاب الرابع عنوانه (إضاءات حول الفيلم الأمازيغي) لمحمد زروال، وهو من منشورات جمعية اسني ن ورغ بأكادير سنة 2013م…

 

¿ مهرجانـــات الفيلم الأمازيغي:

 

شارك الفيلم الأمازيغي في مهرجانات سينمائية مختلفة ومتنوعة محليا وجهويا ووطنيا ومغاربيا وعربيا ودوليا، من أجل التعريف بالتجربة السينمائية الأمازيغية موضوعا وقضية وتقنية وأداء وإخراجا، والاستفادة من التجارب السينمائية الأخرى في مختلف لغاتها التواصلية. ومن بين المهرجانات التي عرض فيها الفيلم الأمازيغي نذكر: المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والمهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة، ومهرجان سطات لسينما الهواة، ومهرجان سيدي قاسم للسينما الوطنية، ومهرجان إيموزار، والمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بورزازات الذي تشرف عليه الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، والمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير، ومهرجان الفيلم الأمازيغي بالجزائر، ومهرجان هليوود للفيلم الأمازيغي ، والمهرجان الدولي للفيلم المغاربي بليل (فرنسا)، … وتهدف هذه المهرجانات كلها إلى التعريف بالسينما الأمازيغية، واستعراض مختلف تجاربها البصرية والفرجوية قراءة، ورصدا، وتحليلا، وتقويما، وتوجيها.

 

¿ خصائص السينما الأمازيغية ومميزاتها:

 

تتسم السينما الأمازيغية بمجموعة من الخصائص والمميزات التي تحدد مسارها الفني والجمالي والصناعي، ومن بين هذه السمات ضعف الجانب التقني، سواء أكان ذلك على مستوى التصوير، أم على مستوى السينوغرافيا، أم على مستوى الإضاءة والموسيقى والتصويت والتركيب، ناهيك عن  رداءة الإنتاج والمونتاج، وضعف الكتابة السينارستية ، واجترارها لموضوع الهوية الأمازيغية، وكينونتها الإنسية ، وعدم انفتاحها بشكل جاد على قضايا الإنسان المعاصر في مختلف تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية بصفة عامة . كما تنقص السينما الامازيغية خاصية العمق في التحليل والرصد والتوثيق . ولم تستفد هذه السينما أيضا من أرشيفها التاريخي والوثائقي لإغناء منتوجها الفني والجمالي والصناعي والتقني. علاوة على ذلك، يعتمد الفيلم  الأمازيغي على المسرح تشخيصا وتأطيرا وتكوينا. أي: يعتمد على تقنيي وممثلي المسرح المحلي. ويعني هذا أن السينما الأمازيغية لم تتخلص بعد  من إسار  المسرح الأمازيغي. كما أنها ترتبط تحفيزا وأدلجة بالجمعيات الثقافية الأمازيغية التي مافتئت تناضل من أجل تطوير الفيلم الأمازيغي. لذا، يدافع هذا الفيلم عن المطالب الثقافية والحقوقية للإنسان الأمازيغي، والدفاع عن كل ما يتعلق بالقضية الأمازيغية  في شتى تمظهراتها الذاتية والموضوعية والإيديولوجية، بله عن الدفاع عن الهوية واللغة والثقافة والحضارة الأمازيغية. ومن ثم، فالفيلم الأمازيغي قادر على إرجاع الجمهور إلى القاعات السينمائية ، لو توفرت له الإمكانيات المادية والمالية المناسبة، مع دعمه بالتشجيع  المعنوي والرمزي.

 

¿مشاكل السينما الأمازيغية:

 

من المعلوم، أن السينما الأمازيغية تعرف مشاكل وعوائق وسلبيات عدة، وهي المشاكل نفسها التي تعاني منها السينما المغربية بصفة عامة، بدون استثناء.  ويمكن حصرها في  تراجع الإنتاج السينمائي المغربي؛ بسبب إكراهات المرحلة وظرفيتها الصعبة داخليا وخارجيا، خاصة مع اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية، ناهيك عن قلة رؤوس الأموال المستثمرة في مجال السينما الأمازيغية. و يلاحظ أيضا انعدام الدعم المادي من التلفزيون المغربي والمركز السينمائي المغربي على حد سواء، و ضعف السيناريو الأمازيغي، والسقوط في التكرار والنمطية ، من خلال التركيز على الإنسان الأمازيغي، وهو مرتبط بعالمه القروي، أو تصوير سذاجته، وجهله، وفقره، وانبطاحه واقعيا ، ووجوديا، وثقافيا ، وقيميا، وحضاريا ، وهو ينتقل إلى عالم المدينة،  فيتعرض إما للسرقة، وإما  للغش والتدليس، وإما لتجسيد أميته وتخلفه وغبائه. وثمة مشاكل أخرى تتعلق بالجوانب التقنية، ومشكل التشخيص، ورداءة الصورة والصوت، وقلة المؤثرات الموسيقية، وانعدام الخدع والحيل البصرية، والتركيز على التصوير الداخلي كثيرا، بدلا من التصوير الخارجي المكلف، والاكتفاء بعالم القرية بدل الانفتاح على الأفضية الأخرى، وتعرض الفيلم الأمازيغي لمشكل القرصنة ، وتأثيره السيء على وتيرة الإنتاج، ناهيك عن مشاكل التوزيع. ومن جهة أخرى، هناك تخوف من توقف المهرجانات الأمازيغية التي تعنى بعرض الأفلام الأمازيغية الطويلة أو القصيرة؛ بسبب غيابها أو قلتها أو انعدامها، أو لغياب الدعم لتنظيم هذه المهرجانات والملتقيات ، كما هو حال مهرجان الفيلم القصير بمدينة الناظور الذي كان يشرف عليه نادي أكسيون، وقد توقف هذا المهرجان بسبب غياب الدعم المادي والمالي من جهة، وغياب التشجيع المعنوي من جهة أخرى. وينضاف إلى ذلك، عدم مواكبة النقد المغربي للسينما الأمازيغية بشكل مستمر، وبمقاربات منهجية علمية جادة…

 

¿ حلـــول واقتراحات:

 

ثمة مجموعة من الحلول والاقتراحات للحد من مشاكل السينما الأمازيغية، ومن بينها: وضع إستراتيجية واضحة للفيلم الأمازيغي من خلال الزيادة في الإنتاج كما وكيفا ، وخاصة إنتاج الأفلام الطويلة من مقاس(35) ملم، وإنتاج أفلام أمازيغية عالية الجودة، لتصل إلى كل الجماهير المغربية والعربية والعالمية على حد سواء، على غرار الأفلام الهندية التي لا نفهم لغتها إلا بتشرب حركاتها وأغانيها ورقصاتها المثيرة والمدهشة. وفي هذا الصدد، يمكن استثمار موروثنا الفني والثقافي والشعبي ، كتوظيف الأغاني الأمازيغية، والرقص الفلكلوري المحترم، واستعراض الأفضية الأمازيغية ذات الطابع السياحي، وكتابة سيناريوهات حول تاريخ المقاومة الأمازيغية من البطل صيفاقس إلى محمد بن عبد الكريم الخطابي.

هذا، وإذا كان المغرب ينتج كل سنة خمسة عشر( 15) فيلما طويلا ، وأربعين (40) فيلما قصيرا ، فعلى صندوق الدولة والمركز السينمائي المغربي معا أن يدعما السينما الأمازيغية ماديا ومالياومعنويا، مع ضرورة تطوير السينما الأمازيغية والحسانية على حد سواء، تقنيا ومعرفيا ودراميا، والإكثار من ورشات التكوين والتأطير لكتاب السيناريو وصناعة السينما ، كما يفعل حاليا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يقدم دورات تكوينية في مجال السيناريو السينمائي لصالح الأمازيغيين. وليس لدينا إلا القليل من كتاب السيناريو، وعددهم لايتجاوز العشرة . ومن ثم، لابد من تشجيع السينما الأمازيغية بجميع الطرائق الممكنة، وعرضها في المهرجانات الوطنية والدولية والعالمية، لكي تنهض بدورها في التنوير والتوعية والتأطير ، وتطوير آلياتها التقنية والفنية والجمالية. وبالتالي، تستفيد من التجارب العالمية الأخرى في ميدان السينما.

وأضحت الحاجة اليوم ماسة إلى بلورة سينما أمازيغية حقيقية ، تعكس بكل صدق مشاكل الأمازيغ، وإبراز قضاياهم، ومخاطبة كل الشعوب في مختلف لغاتها على غرار السينما العالمية.

وخلاصة القول: على الرغم من أن السينما الأمازيغية قد حققت كما لابأس به على مستوى الإنتاج بمختلف أوعيته التواصلية ( الفيلم، والفيديو، والفيسيدي، والأقراص، والأشرطة، والأفلام السينمائية القصيرة والطويلة…)، إلا أن السينما الأمازيغية ما تزال تنقصها الجودة الفنية والجمالية والسينيماتوغرافية؛ بسبب النقص في الإمكانيات المالية والمادية، وغياب التشجيع المعنوي والرمزي. ناهيك عن الموقف السياسي العدائي تجاه الأمازيغية بصفة عامة؛  مما يؤثر ذلك سلبا على رواج السينما الأمازيغية إنتاجا ومبادلة وتوزيعا واستهلاكا، بالإضافة إلى غياب النقد الحقيقي المواكب لهذه السينما، وقلة المهرجانات التي تعنى بالتعريف بالسينما الأمازيغية محليا وجهويا ووطنيا ودوليا.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق