أستاذ العلوم السياسية بكلية الناظور يكتب: الصحة بالناظور: أباطرة القطاع الخاص فوق القانون والمراقبة

17 يونيو 2015آخر تحديث :
أستاذ العلوم السياسية بكلية الناظور يكتب: الصحة بالناظور: أباطرة القطاع الخاص فوق القانون والمراقبة

 

135795450.محمد الرضواني    

أستاذ العلوم السياسية بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور

تقوم الخدمة الصحية المقدمة من طرف الأطباء أساسا على الخبرة والضمير. وعندما يغيب هذا الأخير تصبح الاستشارة والتدخلات الطبية عملية تجارية بحتة، يتحول معها الطبيب من ملتزم أدى قسم أبقراط إلى كائن ربحي جشع محكوم بالعمليات الحسابية المادية، وقياس كل تدخل طبي بمدى مردوديته المالية.

إذا كان الحق في الصحة يعتبر حقا من حقوق الإنسان، تنص عليه أغلب مواثيق حقوق الإنسان والدساتير، وإذا كانت الخدمات المقدمة في جميع القطاعات يفترض فيها أن تقوم على الوضوح والشفافية والمراقبة، فإن الخدمات الصحية المقدمة في المغرب تبقى امتيازا، وتظل تلك المقدمة في القطاع الخاص بعيدة عن كل مراقبة، سواء من طرف السلطات، أو نقابة الأطباء، أو جمعيات المجتمع المدني. ويزداد الأمر سوءا في مناطق المغرب الهامشي، ومنها مدينة الناظور، حيث تحول الأطباء إلى أباطرة يشبهون في ذهنيتهم عقلية المهربين لا يهمهم إلا الربح المادي، مستعملين كل الطرق التدليسية؛ من تكرار للفحوصات والتحاليل، وتضخيم للفواتير، وتشبيك قسري للخدمات، حيث توجيه المرضى إلى هذه المصحة أو تلك وإلى هذا المختبر أو ذاك، وكأن بعض المصحات أو المختبرات حاصلة على شواهد إيزو ! والسطو على التخصص، فترى الطبيب يفتي في الكثير من الأمراض، والسطو على الخدمات، إذ نجد عددا من المصحات تفتح صيدليات داخلها متجاوزة كل الضوابط القانونية في هذا الإطار… ويتم كل ذلك تحت أعين السلطات دون مراقبة، ودون محاسبة، وفي غياب تام للصرامة في تقدير قيمة الضرائب المستحقة عليها لصالح خزينة الدولة، حيث يعتبر الأطباء من أكبر المتهربين من تأدية الضرائب.

وبين غياب المراقبة وسطوة لوبيات المصحات وأطباء القطاع الخاص في إقليم الناظور يبقى المواطن أكبر المتضررين، ليس فقط ماديا، حيث يستغل أبشع استغلال من طرف أطباء بلا ضمير، بل معنويا، حيث تقدم  الخدمات بالكثير من التكبر والعجرفة من طرف الأطباء مستهدفين إذلال المريض وذويه.

وإذا كان الإصلاح وإعادة الاعتبار لهذه المنطقة مس جملة من القطاعات، فإن مجال الصحة يبقى من القطاعات الحيوية التي يجب أن يشملها الإصلاح وتدخل السلطات الوصية المحلية والمركزية، سواء من طرف عامل صاحب الجلالة، أو من طرف وزارتي الصحة والمالية. فهل سيكون التدخل مستقبلا لإصلاح أعطاب قطاع الصحة بالناظور بداية لنوع جديد من التدخلات التي يجب أن تستهدف الحفاظ على كرامة المواطن، ومحاربة تحكم الأباطرة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • rifi
    rifi منذ 9 سنوات

    bravo bravo pour votre courage de parler enfin de ces bouchers de cette mafia de nador malgre que ces soit disant docteurs qui ont fait des etudes pour la plupart d’entr eux à l’etranger mais ils ont pas de coeur ni aucune conscience

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق