منبر الرأي .. خطاب الحملات الانتخابية بين الادعاء والتحريض

23 أغسطس 2016آخر تحديث :
منبر الرأي .. خطاب الحملات الانتخابية بين الادعاء والتحريض

أريفينو صبحي بوديح

يستغل مختلف الفاعلين السياسيين أثناء الحملات الانتخابية على الأخص تقنيات إنتاج “خطاب إدعائي”بقصد “استمالة” أكبر عدد من الناخبين،أو “تحريض” هيئة ناخبة على مشروع سياسي معين(التحريض يقصد به التعبئة لأفكار وتصورات مغايرة ومختلفة عن التي يحملها الخصوم السياسيون).

فخلال الحملات الانتخابية يتم استعمال لغة تحقق مفرداتها وعباراتها أثرا نفسيا على سلوك الناخب/المتلقي،كما تثير مجموعة من الانفعالات البسيكولوجية تجعله يتفاعل معها إذا ما لامس هذا النوع من الخطاب طموحاته أو مطالبه من العملية الانتخابية.

والدعاية الانتخابية تستند خلال كل مراحلها الإجرائية على هذا النوع من الخطاب عبر استغلال والتلاعب بالمخزون التراثي والثقافي للوسط الاجتماعي الذي يشكل ميدان هذه الدعاية: القبيلة،العائلة،الدين،الانتماء،الثراء،الفقر،الدرجة العلمية… فالحملات الانتخابية في جميع مراحلها ترمي بالأساس إلى توحيد تصورات الناخبين حول “المتَرَشٍّح” بتسويقه أنه القائد الملهم،او حامل مطامح الناخبين،أو المخَلِّصُ من معيقات التغيير…لكن التفاعل الكلي للناخبين مع هذا النوع من الخطاب،خصوصا الفئات التي لم تُمارس العمل السياسي من قبل،أو المنحدرة من أوساط إجتماعية هشة لا تشكل فيه الانتخابات إلا طقسا تَرَفِيََّا،أو ذات تكوين علمي متواضع،تجعل الناخب يفقد حسه التمييزي ويعوِّضه دون أن يتعمد ذلك بحسه التبريري للوقائع،فتفقد مجموعة من المفاهيم الأخلاقية مضامينها،بعد أن يتم تعويضها بسبب التفاعل الكلي مع الخطابات الادعائية بمفاهيم أخرى لا تمت للاخلاق بصلة ،فيتحول مفهوم “العرقية”إلى “الوطنية”،و”التحزب”إلى”الفُرْقَةِ”،ويزكى”الأقل فسادا”على “الأكثر فسادا”عبر تبرير ذلك بالتغيير أو التشبيب…

إن أغلب الجماهير تخضع خلال الحملات الانتخابية إلى مختلف أشكال التدجين وترى في الطرف الذي تتفاعل معه أو تؤمن بمرجعيته أسطورة تتحقق أمام أنظارها.

10072672-16385056

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق