سنة بيضاء تنتظر تلاميذ نواحي الحسيمة بعد اغلاق مدرستهم

13 يناير 2017آخر تحديث :
سنة بيضاء تنتظر تلاميذ نواحي الحسيمة بعد اغلاق مدرستهم

أريفينو الحرشي عبد الله / طالب باحث

عندما نطرح مشكل التعليم في بلادنا يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى، مشاكل مثل ضعف المردود، اختلاف المخرجات مع سوق الشغل، إدخال وسائل الاتصال الحديثة والمعلوميات إلى الفصول الدراسية…

لكن المقصود من هذا المقال هو التعريف بمشاكل قلما سمع عنها الكثيرون والتي تتعلق ليس بالمناطق القروية في حد ذاتها، وإنما تتعلق بخصوصية مدرسة إحرشيين بجماعة زاوية سيدي عبد القادر وحدها دون باقي المؤسسات التعليمية بالمنطقة، فالأمر يتعلق بإغلاق أبواب هذه المدرسة في وجه أبناء المنطقة..

إنه غيض من فيض، دون ذكر الاكراهات الأخرى المتمثلة في ضعف إن لم أقل انعدام البنية التحتية، وغياب تام للمرافق الضرورية والأساسية في الحياة المدرسية..

للأسف الشديد نجد أن مدرسة إحرشيين إلى حدود الساعة موصدة الأبواب لأزيد من شهر في وجه تلاميذ المنطقة بعد مغادرة المعلمات لأسباب مجهولة أو ربما شخصية حتى لا نظلمهن، ورغم المحاولات المتكررة للجماعة القروية الاتصال بالمسؤولين القائمين على الشأن التعليمي من السيد النائب الإقليمي والسيد عامل الإقليم، إلا أن سياسة الآذان الصماء والتسويف والوعود الكاذبة هي التي تنتهج في حق أبناء هذه المنطقة، فالحوار القطاعي بين الجماعة القروية والنيابة الإقليمية للتعليم لم يؤتى أكله، ففي كل مرة إلا ونسمع مبررات واهية، الأمر الذي آثار غضب الساكنة  بعد نفاذ صبرهم، وخاصة أباء وأولياء أمور التلاميذ، الذين أبانوا عن استعدادهم للاحتجاج ـ إلى جانب أبنائهم ـ على ما آلت إليه الأوضاع وتحميل المسؤولية إلى الجهات المعنية.

فتجاهل مشكل إغلاق أبواب مدرسة إحرشيين والتغاضي عنه من طرف الجهات المسؤولة عن هذا القطاع، سوف يقودنا إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة إن توسع رقعة المشكل ليشمل جل المدارس القروية بهذه المنطقة المنكوبة.

وبالجملة، على الدولة، من الناحية الرسمية، وفي شخص المسؤولين عن القطاع أن تتحمل مسؤولياتها بجعل المدرسة من جهة، تستجيب لمفهوم الحق في التمدرس بالنسبة لتلاميذ مدرسة إحرشيين، وذلك بالعمل على الحد من هذا المشكل، (غياب المعلمات)هذا من جهة أولى ، ومن جهة ثانية، عليها أن تعمل على صيانة الكرامة المهدورة لرجال ونساء التعليم بالبادية الذي لا شك أنه حينما تتوفر لهم مجموعة من الحقوق الأساسية؛ من سكن لائق، وأمن وأمان في محيط عمله، ومسالك موصلة، واحتضان من طرف الساكنة، فإن قيامه بالواجب تبعا لذلك، يصير أمرا مقضيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق