ملفات من تاريخ المغرب: في كتاب مولاي هشام “مذكرات أمير منبوذ”: “الحسن الثاني كان يستمتع بحرق مؤخرات الخدم”!

23 مارس 2019آخر تحديث :
ملفات من تاريخ المغرب: في كتاب مولاي هشام “مذكرات أمير منبوذ”: “الحسن الثاني كان يستمتع بحرق مؤخرات الخدم”!

متابعة
حصلت مجلة “بوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية على امتياز نشر مقاطع من كتاب “مذكرات أمير منبوذ” لصاحبه الأمير هشام بن عبد الله العلوي، وابن عم الملك محمد السادس.. نقتطف مما نشرته المجلة الفرنسية هذه الفقرة الطريفة حقا..
“.. كان الحسن الثاني قد اشترى للتو سيارة ميرسيديس جديدة من النوع الأول ل “لابيرلين 500 س”،من بين ما كانت تمتاز به هذه السيارة توفرها على مكيفات هواء خاصة لكل مقعد، فماذا فعل الملك؟..
كان يستمتع بتسخين المقاعد إلى درجة جعلها غير مريحة، وحين كان يتنقل من قصره في مدينة إفران إلى عدة أماكن بها، كان يحب إزعاج الخدم بجعلهم يجلسون على تلك المقاعد الساخنة، لاختبار ردود أفعالهم، بعضهم كان لا يحرك ساكنا، والبعض الاَخر كان يمسك بمقبض باب السيارة ليستشعر بعض البرودة، وبعضهم الآخر كانوا يقومون بلم ملابسهم إلى رُكبهم، في حين كان الملك يحتفظ بجدية تقاسيم وجهه..
وفي نهاية كل رحلة، كنت أنا وابن عمي المتواطئين، نسأل الركاب (الخدم) عن رأيهم في السيارة الجديدة، كانوا كلهم ينكرون انزعاجهم مجيبين بعبارات الثناء على السيارة.. كانوا يفضلون أن يتألموا على أن يثيروا غضب الحسن الثاني..
رجل واحد فقط اسمه “عبد الكريم لحلو” عبر عن انزعاجه، فبمجرد جلوسه استدار نحو الحسن الثاني صارخا: “ولكن يا سيدنا هادشي كايحرق..” فتوقف حينها الملك وسط الطريق، لكي يخرج من السيارة وهو ينفجر ضاحكا..
غير أنه من بين أفضل طرائف لحلو هذا، كانت خلال رحلة صيد، حيث جرت العادة حين كان الحسن الثاني يطلق النار ويصيب أهدافه أن يصرخ الجميع: “برافو سيدنا.. أصبتها من الطلقة الأولى” .. وحين فشل الحسن الثاني مرة في إصابة هدفه، ابتلع الجميع ألسنتهم، ما عدا عبد الكريم لحلو الذي صرخ :”برافو سيدنا لقد عفوت عنها ! “.

محيط من الخداع

مابين 1984 و 1986 التحقت بابني عمي في ممارسة خدعة كان كل من يحيط بالملك يقوم بها،مثال: يمنح الملك للأمراء كل سنة وصولات جمركية تسمح باستيراد سيارات جديدة ، لايتعلق الأمر بسيارات الفيرراي التي نحلم بها و إنما بسيارات قيّمة، مثل المرسديس المصفحة.تقوم خدعتنا على أساس الحفاظ على سياراتنا القديمة و صباغتها بألوان أخرى، و بيع السيارات الجديدة المستوردة، كل هذا بتواطؤ مع ممثل شركة ميرسديس المحلي.
منحني الحسن الثاني سيارتين في سنة، لكي يكرس تقليد كان يقوم به تجاه أبي، ولكني كنت أسند نصيبي من هذه “الهمزات الملكية ” لأشخاص أغنياء لكي يرسلوا المقابل إلى حسابي في الخارج،باختصار كنا نتدرب في نظام فاسد،الملك لم يكن يستطيع فعل شيء لأن هذا نظامه الخاص، وهو روحه وجسده.

الوريث

في كل مكان كان الملك ينتهز الفرصة لتأنيب ولي العهد،في السيارة و أثناء الصلاة أو حتى حين نخرج من مجلس الوزراء، كان شخصا ظالما ،يغار من فكرة أن سيدي محمد سيخلفه على الحكم يوما ما،كان يتألم لأنه لم يجعل ولي العهد على صورته، في أعماقه كان يتمنى لو كان خالدا.

في نوبة غضب قلت لأحد مستشاريه :”الملك ليس خالدا ،سيموت يوما ما”،فنقل المستشار حديثي للملك فرد عليه بأنه سيحكم من قبره،و اليوم اتساءل إن كان فعلا محقا.
عام 1993 صرح سيدي محمد لباري ماتش: “قال لي والدي أني إن لم أكن ملائما فسيختار لولاية العهد أخي أو ابن عمي” لقد كان الحسن الثاني يقوم بكل شيء لكي نتنافس، كان يظن أنه بإذكاءه للصراع بيننا سيجعل ابنه يحظى بالقتالية الكافية ليحكم،في الأخير صنع الحسن الثاني كاريكاتورا بدون أي فائدة للبلاد.

أسوأ السيناريوهات

بعد جنازة الحسن الثاني تشجعت و ذهبت لمقابلة محمد السادس في القصر لكي أعبر له عن أفكاري:في موضوع الملكية و المخزن و الجيش و حكومة التناوب،وكان ذلك بحضور وجهاء القصر و العائلة، قلت له أن تراث العائلة يجب أن يعود للأمة،طلبت منه أن لا يعطي أي ضمانات للجنرلات، وألا يعقد اجتماعاته في قيادة الأركان العامة للجيش،ولأن كل بلدان افريقيا الشمالية كانت تحكم من طرف العسكر و البوليس، فقد طلبت منه أن يزيح إدريس البصري وزير الداخلية بلطف، وفي الأخير أثرت انتباهه إلى إهمية انفتاح النظام تجاه اليسار. لكن محمد السادس لم يجب، وكان يتهيأ لي حينها أنه لم يكن يعرف بما يجيب.
وفي 20 غشت بمناسبة ثورة الملك و الشعب ألقى خطابا رجعيا،أعلن استمرار المخزن و بتعبير أدق ترميمه على أسس جديدة،كان ذلك أسوا سيناريو توقعته، وحين صرحت بذلك للملك كان الجميع يتبرأ مني بالنظرات وكانوا يتحاشونني كأني قنبلة يدوية على وشك الانفجار.
ظل محمد السادس
في كل مرة أرجع فيها إلى المغرب، كان الماضي يأسرني:مكالماتي الهاتفية كانت تحت التصنت، كما كنت ملاحقا أينما أذهب، و كانت هناك دوما سيارة مركونة أما منزلي أو مكتبي.
في صيف 2005 كنت في عطلة مع مليكة (زوجة الأمير ) أبنائي في الساحل الشمالي للمغرب،في منزلنا العائلي على الشاطيء،فذهبت إلى القبو أبحث عن شيء ما لا أذكره بالتحديد، العجائن ربما، و فجأة رأيت عبر نافذة موكب سيارات كثيرة اَتية،وحين ذهبت للصعود وجدت باب القبو مغلقا.. أغلقها أخي الذي ارتعب من إمكانية أن أشوش على زيارة الملك أو أزعج الملك نفسه.
مملكة للجميع
هل حقق المغرب تقدما تحت حكم محمد السادس مابين 1999 و 2010 قبل الربيع العربي؟
ونحن نتخلص من حكم ديكتاتوري مطلق للحسن الثاني، سمحنا لأنفسنا بأن نتدثر بلحاف ناعم لـــ”ملك الفقراء”، العاهل الشاب العصري.كان الأمر كأننا نتخلص من ليلة ظلماء مزعجة بابتلاعنا لحبة منوم،وهكذا أحسسنا بأن كل شيء على مايرام رغم أننا لم نقم بشيء.كنا ننتظر،ونخطط فقط.
ومنذ ظهور الأزمة،هل ستحقق لنا هذه الأزمة الدمقراطية؟ أو فقط تشنجات عنيفة كالتي تخللت تاريخنا منذ الاستقلال؟
الصحوة الديمقراطية في العالم العربي يجب أن تنعكس في المغرب على شكل “عقد اجتماعي” بدل البيعة، يجب أن يصبح الرعايا مواطنين.
إما أن تكون هناك مملكة للجميع وإما أن لاتكون هناك مملكة على الإطلاق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • Magi
    Magi منذ 10 سنوات

    وشهد شاهد من أهلها كما يقال ، الملكية فضائح لا نهاية لها

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق