“حالة طوارئ صامتة”:شلل اقتصادي بقرية اركمان ينبئ بالأزمات ونسبة البطالة فاقت 80% وركود تنموي يفرض حياة البؤس على السكان؟؟؟

3 أكتوبر 2018آخر تحديث :
“حالة طوارئ صامتة”:شلل اقتصادي بقرية اركمان ينبئ بالأزمات ونسبة البطالة فاقت 80% وركود تنموي يفرض حياة البؤس على السكان؟؟؟

اريفينو/محمد سالكة

يعيش سكان قرية اركمان الواقعة بإقليم الناظور ، حياة البؤس والشقاء من جميع مناحي الحياة، بسبب غياب مشاريع التنمية التي ظلت طريقها غير سالكة إلى سكانها، حتى أصبحت الإشاعات ترّوج بين سكان هذه المنطقة المنسية بأن الأمر “قضاء وقدر”.

تبعد قرية أركمان حوالي 24 كيلومتر عن مدينة الناظور، ما زال سكانها يتجرعون مرارة العيش نتيجة الظروف القاسية التي تلاحقهم من كل جهة، فغياب أدنى متطلبات الحياة بهذه القرية أصبح لصيقا بسكانها، ما جعلهم يعبرون عن معاناة هذه القرية قائلين “هنا تنهي الحياة”.

‏”حالة طوارئ صامتة”‏‎:

يعشش الركود والفقر بين ثنايا ساكنة قرية أركمان بفعل ركود الحركة التجارية وارتفاع عدد عاطليها الذين يتجاوزون 80% اذا ما استثنينا الموظفين والمتقاعدين من ابناء الجالية..اضافة الى انعدام الاستثمارات الاقتصادية بها إذ يكتوي الأركماني بنتائج الأزمة الناجمة عن توقف أشغال البناء المحرك الرئيس لناعورة الإقتصاد بالمنطقة بالإضافة إلى مزاولة الساكنة لأشغال موسمية وهشة وبأجور هزيلة وغير ثابتة على حساب العمل القار بأجور تضمن الحياة الكريمة، وهو الوضع الذي فرخ معه جيوشا من العاطلين عن العمل وساهم في تنامي حرف هامشية وأخرى محظورة وأدى إلى بروز حالات من الإجرام.


الحركة الاقتصادية ميتة :

الشوارع مليئة بالعابرين وهم هائمون، أغلبهم يفضل المشي وسط الشارع بدل استعمال الأرصفة أما المحلات التجارية فتبدو مهجورة من المشترين ، في حين تبدو المقاهي غاصة بزبنائها وهم يتابعون مباريات البطولة الإسبانية أو منشغلين في لعب “الكارطة”، يقول نادل إحدى المقاهي، وعلامات التذمر بادية عليه، “القرية ماتت ملي وقفو لحشيش، الرواج ما كاينش، كل شي واقف، ” .. وعلى صعيد متصل صرح أكثر من تاجر بأن عشرات من التجار مهددون بالإفلاس إذا استمر الوضع كما هو لعدة شهور مقبلة، كما صرح أحدهم استنادا على مصادره بأن أثمنة المواد الأساسة مرشحة للإرتفاع خاصة السكر والزيت وغاز البوتان مما قد يأزم الأوضاع أكثر..

وفاكهة مما يشتهون :

شاحنات تحوي مالذ وطاب من الفواكه نظرا لضعف الإقبال تتحول من فواكه استوائية مفيدة إلى مواد محرمة على الطبقة الكادحة لغلاء ثمنها ، وبالتالي يعود البائع والمشتري خال الوفاض وبخفي حنين رغم أن الباعة يقومون بحركات وصراخ للإعلان عن بضاعتهم لشد انتباه المواطنين لسلعهم..

العطالة هي السبب:

يفوق عدد السكان غير النشطين بكبدانة أكثر من نصف سكانها ، ويعود السبب في ذلك إلى انعدام عروض الشغل بالمنطقة، التي يغلب عليها الطابع القروي الصرف، وهشاشة النسيج الاقتصادي المحلي المبني أساسا على النشاط الفلاحي ، وضعف البنيات التحتية القابلة لاستقطاب استثمارات وإنعاش مقاولات صغرى ومتوسطة، وغياب مؤسسات إنتاجية في الميدان الصناعي والحرفي، ومحدودية أوراش العمل في قطاع البناء والتجهيز، بالإضافة إلى الإجهاز على فرص العمل ، وعلاوة على هذه الظروف البنيوية، تساهم عوامل أخرى في استفحال حدة البطالة، خاصة في أوساط حاملي الشهادات، ومنها غياب مركز محلي للتوجيه والإرشاد في مجال الشغل، مما يفوت الفرصة على الشباب لأجل الإطلاع على مستجدات هذا المجال والحصول على الإرشادات والخدمات الرئيسة بالنسبة للراغبين في التشغيل الذاتي، كما تتجلى معاناة المعطلين في ضعف الاستفادة من ما سمي ببرنامج التشغيل الذاتي الذي هدف إلى تمويل مشاريع الشباب بتكلفة تتراوح مابين 50 ألف و250 ألف درهم، حيث لم يستفدوا ؛ دون إغفال وضعية العشرات من الشباب الذين أقبلوا على برنامج التكوين من أجل الاندماج مع بعض المحلات التجارية والمؤسسات البسيطة والجمعيات العاملة في المجال التنموي بالناظور، كما يغيب دور الجماعة في مجال تشجيع مبادرات التشغيل وعجزها عن خلق أوراش للعمل وأحياء حرفية منظمة ومشاتل للمقاولات الصغرى، مع أن المنطقة زاخرة بمؤهلاتها الطبيعية المتنوعة والتي لا تحتاج سوى لإرادة العمل من أجل نفض غبار الإهمال عنها .

مسؤولية من ؟ :

ومن هنا فإن المسؤولون المحليون خاصة بما فيها جماعة اركمان مؤسسة مارتشيكا والدولة يتحملون مسؤوليتهم كاملة في محاربة الفقر وفي ضمان العيش الكريم ووضع حد للغلاء المستمر الذي ينخر القدرة الشرائية للمواطن ، ومن أهم ما يمكن الإشارة إليه هو حاجة اقتصادنا إلى تنويع بنيته حتى لايخال أنه مرتبط بعوامل لاإرادية

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق