مغربي في حالة غيبوبة منذ أزيد من 3 سنوات..وامه تطالب السلطات الاسبانية لكشف حقيقة ما وقع

14 نوفمبر 2018آخر تحديث :
مغربي في حالة غيبوبة منذ أزيد من 3 سنوات..وامه تطالب السلطات الاسبانية لكشف حقيقة ما وقع

متابعة من خالد ملوك

سمير شاب مغربي قضى ثلاث سنوات وسبعة أشهر في حالة غيبوبة بالمستشفى الجامعي لمدينة سبتة المحتلة، التي اعتاد دخولها بحثا عن مدخول مادي يعيل به أسرته الصغيرة، قبل أن يتعرض لحادثة سير مؤلمة وهو يقود دراجته الهوائية بأحد الشوارع الواقعة في حي “كويستا باريسيانا”. ومنذ ذلك الحين والأبحاث القضائية جارية بغية التعرف على سائق العربة الذي أدخله قسم العناية المركزة.

المغربي سمير، وهو خياط ستائر معروف لدى أبناء المدينة السليبة، ظل مستلقيا فوق سرير بالمركز الطبي المذكور منذ الـ21 من شهر أبريل سنة 2015، وتلقى خلال هذه المدة أفضل رعاية من أمه السعدية التي لا تفارقه ليل نهار، إذ تطعمه وتقبله وتغسل جسده وتغير ملابسه وتنام بجواره، بالرغم من أنه لا يتحرك ولا يتكلم، فضلا عن أنها ظلت تطالب بتحقيق العدالة بشأن هذه الواقعة طوال السنوات التي قضاها ابنها بالمستشفى.

“لم أفهم لماذا غاب الشهود في هذه الواقعة الأليمة، ولماذا رفضوا تقديم شهاداتهم أمام النيابة العامة المشرفة على الملف”، تقول الأم السعدية في تصريح لصحيفة “إلفارو دي ثيوتا” الإسبانية، مستنكرة عدم تفاعل عناصر الأمن مع رسائل ومحتويات بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن الحادثة، التي خلفت حزنا في نفوس أفراد العائلة وساكنة الثغر، التي عبرت عن تعاطفها مع أسرة الشاب المغربي المصاب.

سمير وأمه يعيشان معاناة يومية في صمت، لا سيما أن الطبيب المشرف على حالته أشار إلى أنه تعرض لضربة قوية لا يمكن أن تنتج إلا عن فعل تعنيف، وأن ذلك ليس مجرد سقطة من فوق دراجة هوائية لم يعثر عليها إلى حدود اليوم، وقال المنبر الإسباني إن الأم المكلومة تلتمس شهادات الأشخاص، الذين كانوا حاضرين أثناء الواقعة، حتى لا تتم أرشفة الملف من قبل الهيئة القضائية المشرفة.

وقال المعهد الإسباني للتدبير الصحي، المعروف اختصارا بتسمية “Ingesa”، إنه من المحتمل نقل المغربي سمير، البالغ من العمر 38 عاما، إلى أحد المستشفيات الإسبانية في إيبيريا من أجل الحصول على رعاية أنسب، خاصة أنه قضى أزيد من ثلاث سنوات بالمستشفى الجامعي لسبتة دون أن تتحسن حالته الصحية، مضيفا أن تنفيذ هذا الإجراء يستدعي تسليم تقرير طبي إلى السلطات المغربية من أجل النظر في إمكانية احتضانه.

ورفضت الأم السعدية تسليم التقرير الطبي إلى السلطات المغربية بحجة غياب أي ضمانات بخصوص السماح لها بدخول تراب الثغر من جديد، إضافة إلى أنها لا تستطيع ترك ابنها ولو لحظة لكونها الوحيدة التي تسهر على الاعتناء به وتقديم الرعاية له بشكل متواصل، مطالبة ساكنة المدينة بعدم نسيان القضية، من خلال توفير الدعم لها ولأفراد عائلتها بغرض تحديد هوية الجاني، الذي كان سببا في المحنة التي تعيشها منذ سنوات.

وسلمت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية الوثائق الشخصية الخاصة بالشاب المصاب إلى أمه فور تعرضه للحادثة، في الوقت الذي لم يعرف مصير دراجته الهوائية؛ الأمر الذي أثار العديد من الشكوك بشأن صحة ادعاءات أفراد الأمن، الذين قالوا إن سمير أصيب بجروح بليغة في الرأس إزاء اصطدامه بعربة خفيفة لاذ صاحبها بالفرار إلى وجهة غير معلومة… لتبقى الحقيقة حبيسة نفس سمير الذي غاب عنه الكلام والحركة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق