أريفينو/ خاص: هلال أوسار
بعد شهور و حتى لا نقول سنوات من الانتظار اخيرا قررت عمالة الناظور تسيير برنامج جدي لاخلاء شوارع الناظور من الفراشة..
فما نشاهده منذ انتهاء أيام عيد الأضحى ليس مبادرة شخصية لاي أحد بل هي خطة استغرق اعدادها وقتا، كانت بدايتها بمحاولة تجنيد الامكانيات من سيارات و رجال قوات مساعدة و امن ثم الاهم من ذلك تواجد مسؤولين قادرين حقيقة على تنفيذ هذه المهمة و لا يتوارون وراء خطر تهديد السلم الاجتماعي؟
ماذا اعدت عمالة الناظور؟
يبدو ان عامل الناظور الذي يتحمل شاء أم ابى نسبة مهمة من مسؤولية انتشار الفوضى و الفراشة بشوارع الناظور بسبب تساهله المستمر مع هاته الفئة و استجابته الغريبة في سرعتها لأي تحركات احتجاجية يقومون بها، قرر ان يصحح اخطاءه بشكل حاسم هذه المرة مع تزايد المطالبات بوضع حد لنزيف هذه الظاهرة الغريبة و ذلك عبر عدة خطوات:
1- اعداد خطة لتزويد كافة مقاطعات الناظور بالسيارات و رجال القوات المساعدة الكافية لمحاربة ظاهرة احتلال الملك العام في نفوذ ترابها.
2- طرد باشا الناظور السابق، الذي كان يفضل النوم في مكتبه و الحصول على حقه “باردا” و تعويضه بانشط رجل سلطة بالاقليم ادريس الدكوج باشا سلوان السابق.
3- طرد بعض القواد من الناظور، الذين كانوا يمثلون رمزا للفساد و يستحيل بحضورهم القيام بأي اجراءات تصحيحية “قائد المقاطعة 5 نموذجا”
4- طلب دعم مصالح الامن في عمليات الاخلاء لكون “المخازنية” يعتبرون على الدوام عنصر فشل في استمرارية أي حملة بسبب نزعتهم الطبيعية لتلقي الرشوة، لا بسبب انحرافات شخصية فقط بل لان هذه هي سياسة الجهاز بالناظور و سياسة من يتلقون نصيبهم في الرباط من “تدويرة” المخازنية في الناظور.
التوقيت: الفراشة مشاو يعيدوا.. يالاه جمع دغيا؟؟
اختارت عمالة الناظور التوقيت الذي رأته مناسبا لتسيير حملتها، فهي تعرف مثلنا أن الغالبية الساحقة من الفراشة ينحدرون من مدن اخرى كبني ملال و ابي الجعد و سيدي قاسم و خريبكة و تازة و غيرها، و هؤلاء في جميع الاحوال يفضلون الرحيل في عيد الاضحى الى مناطقهم الاصلية حيث يقضون عدة ايام قد تصل الى الشهر و يعتبرونها عطلتهم السنوية.
لذلك و مباشرة بعد انتهاء ايام العيد بدات السلطات حملتها التي لم تجد في الحقيقة مقاومة لان الاعداد الضخمة من الفراشة لم تعد بعد.
اخطاء البداية:
و لكن عمالة الناظور لم تستفد من هذا التوقيت كما يجب، فقد كان عليها ان تضرب بقوة في كل الاماكن مستفيدة من الفراغ لكنها بسبب التخوفات المبالغ فيها قررت هذه المرة ايضا العمل بشكل تدريجي و الاكتفاء ببعض الضربات الاعلامية على حساب الضربات الحقيقية.
و هذا ما يهدد نجاح الخطة باكملها و سيزيد من قوة رد الفعل حين ياتي وقتها.
لا تفرحوا الحرب لم تبدأ بعد؟؟
نعم، سبب فشل الحملات السابقة كانت اعتبار الفراشة ساحات الناظور حقا مكتسبا لهم و يعتبرون الرشوة التي يقدمونها لرجال الشرطة و القوات المساعدة بمثابة سند كراء صحيح؟؟
لذا فإن عودتهم المتوقعة بكثافة في الايام القليلة المقبلة بعد عطلة العيد ستكون بداية الحرب الحقيقية، خاصة و ان هؤلاء الفراشة منظمون تارة بوجود البلطجية الذين يستحوذون على الساحات و يقسمونها مقابل اتاوات على اهوائهم او تارة اخرى و للأسف الشديد بسبب مظلات نقابية تستعملهم لتقوية نفسها امام منافساتها او امام عمالة الناظور لأسباب تعرفها بعض النقابات جيدا و كانت هذه الأسباب الخفية وراء حصول إنقلاب ابيض في اكبرها.
لذا، فإن المعركة المقبلة تستوجب حزما و صرامة و ثباتا على المواقف خاصة من عامل الناظور الذي عود الفراشة على تلبية كل مطالبهم تحت الضغط، فهم يعرفون جيدا من أين يأكلون كتفه؟؟
و الآن ماذا؟
سننتظر، هل ستتحمل سلطات الناظور هذه المرة مسؤوليتها في وقف هذه الظاهرة التي تؤثر اقتصاديا و اجتماعيا على كل المدينة ام لا؟؟ هل سيتمكن باشا الناظور الجديد من مواجهة الضغوطات التي سيتعرض لها و هل سيتمكن من تحقيق الاستمرارية و هي الشرط الضروري لمحاربة هذه الظاهرة؟ هل سنرى ساحات الناظور تعود لرونقها كما عهدناها بعد صرف عشرات الملايير على تهيئتها سنة 2010؟؟
الجواب نعم لو،
نعم لو تخلص عامل الناظور من تردده و وضع جانبا التقارير السرية للاجهزة التي يخاف مسؤولوها على رؤوسهم و لا تهمهم مصالح المدينة و يبالغون في تهويل خطر الفراشة..
نعم لو، قرر رئيس امن الناظور الجديد ان يشارك بفعالية في صنع هذا التصحيح التاريخي
نعم لو، قرر مسؤولو المخازنية ان يتوقفوا عن صنع ثرواتهم على ظهر مصالح الناظوريين
نعم لو، كانت الشرطة الادارية لبلدية الناظور أكثر كفاءة و قوة و اقداما و مبادرة و صححت بعض انحرافات موظفيها
نعم لو، توقف الناظوريون عن مد انبوب الحياة لهؤلاء الفراشة عبر التوقف عن الشراء منهم
ثم اخيرا نعم لو، وفرت البلدية و عمالة الناظور حلولا بديلة حقيقية و ليس وهمية، تنظم تواجدهم ببعض الاماكن عدة مرات في الاسبوع فتمنح لهم جزرة الحياة المنظمة رافعة في اليد الاخرى عصا الصرامة…
لانه صراحة فان الوضع في الناظور أصبح لا يطاق فنحن نشعر و كأننا في زريبة…