سوق البشر… المغرب في خطر

7 أبريل 2008آخر تحديث :
سوق البشر… المغرب في خطر

بقلم : عادل شكري
[email protected]
في رحلة المعاناة انشغالات كبرى لشباب وشابات تذبل بين أيديهم ورود، أبى رب بستانها أن يرويها بمياه تبث فيها الحياة، وترسم على ملامح أصحاب الطموحات الحقيقية ابتسامة مشرقة، و يطلق الوطن ذراعيه ليحضن همومهم، و يتبنى نتاجهم الولاد…

…وطن هو في حاجة إلى شباب ينتج حبا وعشقا لترابه، ويصفق لنشيده، ويقف أمام علمه الخفاق المرفرف بروح وطنية تجري في العروق أيما جريان، وطن نريده قادراً على أن يوقف الدموع المؤلمة للأمهات، الأزواج، والأيتام، على فراق ذويهم، وترحالهم إلى بطون الحيتان، في سواحل لا ترحم، وموت على إيقاع أمواج الجحيم البارد.

حينما نفرط في شاب واحد، وندفع به إلى بقاع البحار، في رحلة بدون عودة، وحينما يختار شاب مغربي واحد أن يضع حياته في يد سمسار في سوق البشر ويشتري حدا لحياته بنفسه، لا شك حينئذ أن في الضفة الأخرى أوطانا واسعة أحضانها لمواطنيها وللراحلين إليها.

أراهن على أنه لو طلب من الشباب المغربي البقاء في الوطن مقابل فرصة للخروج منه لما ترددوا لحظة في طلب الخروج، إلا من رحم ربي، فأين هو الخلل إذن؟

و تبقى التساؤلات المصيرية الكبرى بدون أجوبة من أجلها التنبيه لخطورة الوضعية التي يمكن أن تشكلها الأوضاع الراهنة في مختلف المجالات، فالدولة اذن تعاني من نزيف شبابي خطير من أجله أن يوقف نبضات قلبه، ويضع نهاية مأساوية لجموع الشباب اليائس الواقف أمام قاض في محكمة الحياة والأقدار، تهمته أنه مغربي، وتتواصل المسيرة برضا تام بأن تستنزف البحار العمود الفقري لهذه الدولة… وما تبقى فلا شك أن لا مأوى له خصوصا في الأقاليم الشمالية، إلا ركلات الجمارك أثناء رحلة البحث عن القوت اليومي في نقط الحدود بسبتة ومليلية. أما شاباتنا فإحصائيات دور الفساد وحدها كفيلة بأن ترسم المسار المستقبلي لمغربيات سيطالبن بتقنين مهنة الدعارة حتى تتمكن لقمة العيش من الوصول إلى بطونهن الجائعة… إن هذا ليس تشفي في فئة أو في أخرى بقدر ما هو إشارة إلى واقع حقيقي يجب التنبه إلى خطورة مستقبله على البلاد. ولا أريد من خلال هذا الموضوع أن أزيد من حدة التحديات التي تواجه الشباب المغربي، ولا أكون بهذا أطعن في كرامة المواطن. لكن انطلاقا من غيرة حقيقية أمام مشاهد تتراءى أمام أعيننا وتتكرر سيناريوهاتها اليومية، وينطلق كل واحد من نفسه، فالشاب العامل يعاني، والطالب يعاني، والفلاح يعاني، وكل شاب من موقعه يدفع ثمن مخلفات أصحاب البطون المنتفخة الجهلاء منهم والمثقفين أصحاب البذل الفاخرة والعقول الفارغة الانتهازيين والاستغلاليين والفئات القليلة المنتفعة على حساب الجماهير الشعبية… ولكن في نفس الآن أظن أن الشباب المغربي قد وعى تمام الوعي بما يجب وينبغي أن يكون أو لا يكون. فالكلمة الآن لكل شاب مغربي وشابة وللحديث بقية والسلام ختام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليقان
  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة

    محكمة الحياة…
    قضاتها ذوو البطون المنتفخة والاستغلاليون
    ونحن …تهمتنا أننا مغاربة… والمؤلم أنه لا زلنا في سباتنا العميق …

    حين نصحو سيكون الحكم قد صدر… وما يحق لنا أن نستأنف

    Lagentille

  • غير معروف
    غير معروف منذ 16 سنة
    موضوع أكثر من رائع..
    بالفعل ناقوس الخطر يدق منذ زمن و يصم الآذان لدرجة أننا لم نعد نلقي له بالا.. لكن السؤل الأهم “هل يستطيع المغرب أن يحقق الآن ما عجز عنه أكثر من نصف قرن من الزمان و الذي وصلت إليه العديد من الدول بعد إستقلالها في غضون سنوات..”
    واصل إجتهادك أخي عادل و أتوقع لك مستقبلا واعدا

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق