ماذا تغيّر في الريف بعد سنتين على الاحتجاجات؟

31 أكتوبر 2018آخر تحديث :
ماذا تغيّر في الريف بعد سنتين على الاحتجاجات؟

اريفينو

في الثامن والعشرين من أكتوبر 2016 اندلعت احتجاجات بمنطقة الريف في المغرب عقب وفاة بائع السمك، محسن فكري، في مدينة الحسيمة شمال البلاد.

السنتان الماضيتان شهدتا تطورات عدة آخرها الحكم بسجن أبرز رموز الحراك، وفي مقدمتهم ناصر الزفزافي، في ظل تواصل ترقب تغير المشهد الاقتصادي والاجتماعي بهذه المنطقة.

سقف الانتظار

يرى عضو هيئة الدفاع عن معتقلي “حراك الريف”، رشيد بلعلي، أن الوضع في المنطقة لم يشهد أي تغيير، مبرزا أن تضحيات نشطاء الحراك لم تُعط أية نتيجة بحجم الاحتجاج الذي شهده الريف.

ويضيف بلعلي أن سكان الريف “مستاؤون من الوضع الذي تشهده المنطقة”، موضحا أن “العائلات بدأت تهاجر في ظل غياب حي صناعي بالحسيمة يوفر فرص شغل للساكنة”.

“تسارعت الهجرة على المستويين الداخلي والخارجي بعد الحراك، إذ أصبح سكان بالريف يهاجرون باتجاه مدن أخرى، في حين يختار آخرون قوارب الموت للهجرة إلى الدول الأجنبية”، يردف بلعلي.

ويفيد المصدر نفسه بأن “بناء مستشفى في مدينة الحسيمة لا يزال في بداياته، في حين لم تبدأ أشغال بناء جامعة”، منتقدا “عدم توفير أطباء لمستشفى أمراض السرطان الموجود في الحسيمة، رغم أنه مجهز بأحسن التجهيزات، مما يدفع مرضى المنطقة إلى الذهاب إلى مدن أخرى للعلاج”.

عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، سعيد قدوري، يرى أيضا أن الوضع في الريف “أصبح أكثر سوءا”، مضيفا: “صار يعتقل ويحاصر كل من مارس شكلا نضاليا بالمنطقة، كما يتم المنع من الحق في التظاهر”.

ويصرح قدوري، بأن أكبر دليل على عدم تحسن الأوضاع بالمنطقة هو ظاهرة الهجرة الجماعية التي تشهدها هذه الأخيرة، مبرزا أن “شباب الريف يغرقون في البحر هربا من الواقع الاجتماعي، بعدما يئسوا من إيجاد عمل”.

نظرة متفائلة

في المقابل، يقول المحلل السياسي المغربي، محمد بودن، أنه “نتجت عن أزمة حراك الريف مجموعة من الأمور الإيجابية، ضمنها ربط المسؤولية بالمحاسبة”، موضحا أنه تم إسقاط وزراء على خلفية الاحتجاجات.

كما يعتبر بودن أن “الحراك سرَّع من وتيرة الأوراش بالمنطقة، خاصة مشروع الطريق الرابطة بين الحسيمة وتازة والمستشفى الأنكولوجي، والبنيات التحتية لمدينة الحسيمة بشكل عام”.

“هناك صعوبات في التشغيل، لكن مشروع الحسيمة منارة المتوسط أخذ طريقه نحو الإنجاز بسرعة أكبر”، يردف بودن.

وخلافا لما قاله بوعلي وقدوري، يفيد بودن بأن “منسوب حرية التعبير قد ارتفع بالمنطقة المذكورة بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، يرى المتحدث أن “الحراك أنتج دينامية مجتمعية أعطت قيمة للشباب”.

“الحراك جعل الاهتمام الإعلامي الوطني والدولي ينصب على الحسيمة، مما أعطاها جاذبية وجعلها معروفة بين الناس خارج أرض الوطن، وهو ما سينتج عنه منحها تنافسية أكبر بعد أن كانت غير حاضرة كثيرا في وسائل الإعلام في وقت سابق”، يستطرد المحلل السياسي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق