منبر الرأي: ألم يحن الوقت لإنشاء قنوات جهوية تُغطي منطقة الريف و”زلازلها” ؟

27 يناير 2016آخر تحديث :
منبر الرأي: ألم يحن الوقت لإنشاء قنوات جهوية تُغطي منطقة الريف و”زلازلها” ؟

محمد سعيد أرباط

أمر محبط ومؤسف وحتى مؤلم، أن ترى نفسك مضطرا للتوجه إلى قنوات تلفزية لدولة أخرى لتستعلم منها عما يجري في محيطك، في حين أن قنوات بلدك تتقيأ عليك برامج تافهة ومسلسلات أتفه لا علاقة لها لا بمحيطك ولا ببلدك بأكمله.
هذا هو الحال الذي عاشه ولا زال يعيشه المغاربة في الشمال بعد حدوث هزة ارضية قبالة سواحل الناظور والحسيمة في الساعة الرابعة و 20 دقيقة بدرجة 6,3 على سلم رشتر، وهي الهزة التي غطتها وسائل اعلام اسبانيا في مليلية المحتلة وجنوب اسبانيا بتغطيات متواصلة، في حين غاب عنها الاعلام المغربي الرسمي.
هذا الحال المخزي ليس جديدا، بل هو نسخة مكررة عن سنة 2004 عندما ضرب زلزال قوي مدينة الحسيمة وكانت قناة الجزيرة تذيع بعد وقت قصير أحداث ومخلفات هذا الزلزال، فيما القنوات المغربية كانت لا تزال تغط في سبات عميق، رغم أن أزيد من 600 شخص كانوا جثثا هامدة تحت الانقاض حينها.
هذا يدفعنا للتساؤل من جديد، ألم يحن الوقت بعد لإنشاء قنوات جهوية تغطي كل جهة على حدا بكل مميزاتها ومشاكلها وحتى “زلازلها” بعدما فشل الاعلام الرسمي في أن يقوم بهذا الدور؟، وبعدما أثبت أنه ليس قادرا على تغطية سوى المركز الممثل بالدرجة الاولى في العاصمة الادارية والعاصمة الاقتصادية؟
أقرب مثال ندرجه هنا، هما مدينة مليلية وسبتة المحتلتين، فمدينة مليلية لها قنواتها التي تغطي كل ما يتعلق بالمدينة، وكذلك الحال مع سبتة التي تمتلك أكثر من قناة محلية، وهذا كله رغم أن الاعلام العمومي الاسباني كالقناة الاولى والثانية لهما القدرة على تغطية كافة مناطق اسبانيا وكل ما يجري في شبه الجزيرة الايبيرية.
لا نعرف لماذا هذا التحفظ المغربي في فتح الباب أمام انشاء قنوات تلفزية خاصة وجهوية عمومية، رغم إن اعطاء مثل هذه الخطوة أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر الرقمي السريع، والذي أصبحت فيه المعلومة مطلوبة بشكل أسرع أيضا.
سكان الشمال خاصة في الناظور والحسيمة يعيشون حالات نفسية صعبة جراء تكرار الهزات الارضية، وهم الان احوج إلى المعلومات والارشادات عن هذا التهديد المدمر الذي يرعبهم، وبالتالي نقولها مرة أخرى، ألم يحن الوقت بعد لإنشاء قنوات تلفزية تمدهم بهذه المعلومات إسوة بجيرانهم النصارى في مليلية المحتلة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق