يواصل رجال التعليم إضراباتهم، خاصة أطر الأكاديميات، الذين يطالبون بإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية، حيث بلغ مجموع أيام الإضراب إلى غاية نهاية الأسبوع الماضي 45 يوما، هذا الموسم، والذي انطلق خلال أكتوبر بدل شتنبر.
في إقليم الناظور بدأت غيابات الأساتذة تثير انتباه واهتمام الآباء والأولياء، لكثرتها وتكرارها كل أسبوع تقريبا، في وقت يتم فيه تسجيل غياب جمعيات الآباء عن الموضوع.
من حيث المبدأ، يسود في الناظور نوع من التفهم لمطالب الشغيلة بصفة عامة، كما تتفهم الساكنة نضالات الشغيلة التعليمية، لكن من الجانب الآخر، هناك ممارسات تضرب في العمق كفاح الأساتذة للرقي بالقطاع.
محمد، أب تلميذ يدرس في ثانوية تأهيلية، أكد أن أستاذ مادة الرياضيات تغيب بشكل متكرر جعل ابنه لا يستوعب المفاهيم الأساسية للمادة، لكن المفارقة أن نفس الأستاذ يشتغل في مدرسة خاصة وسط الناظور.
ذات الأب، اعتبر هذه الممارسة غير أخلاقية، ولا يجب أن تصدر عن رجل تعليم من المفروض أن يكون قدوة للآخرين، ولا يظهر في صورة انتهازي يتحين الفرص.
أب آخر بدا غاضبا وهو يصطحب ابنته إلى ثانوية إعدادية ، ثم يعود رفقتها أدراجه إلى المنزل لأن أستاذها مضرب، وفي الطريق يلتقي بذات الأستاذ يصطحب ابنته إلى مدرسة خاصة. فما كان منه إلا أن قال: “ابنتي محرومة من الدراسة بينما ابنته تقرأ بشكل عادي.. لو عندي ما يكفي من المال لأدخلتها مدرسة خصوصية”.
الإضراب حق مشروع ولا أحد يجادل في ذلك، وهو مقدس، لكن تكافؤ الفرص بين أبناء الشعب المغربي مبدأ أقدس، واستهدافه اعتداء على الناس.
