استنساخ المشاريع التجارية.. ظاهرة تقتل التجارة باقليم الناظور

21 مارس 2024آخر تحديث :
استنساخ المشاريع التجارية.. ظاهرة تقتل التجارة باقليم الناظور

قرر أحد الأشخاص أن يستثمر جزء من مال جمعه بعد أن اشتغل لسنوات بتجارة التهريب المعيشي عبر الحدود الشرقية، فافتتح مشروعا تجاريا بحي السوق رأى فيه بديلا لتجارة التهريب التي توقفت بشكل نهائي.

تجاوز صاحبنا الضروريات إلى الكماليات في تجهيز محله، وهو ما جلب له زبائن كثر، خاصة أن مشروعه من النوعية غير المتواجدة بكثرة بالمدينة، فأحس بأن تجارته ماضية نحو تحقيق النجاح، وهذا ما بدا للكل. لكن سرعان ما ستنقلب الأمور رأسا على عقب.

فنجاحه أثار التحفيز حتى لا نقول “الحسد” لدى الكثيرين الذين قرروا استنساخ نفس المشروع وبعدة أحياء بالمدينة، ولكم أن تتصوروا مدى ما سيخلقه ذلك من ركود لأصحاب هذه المشاريع في مدينة تعاني أصلا من ويلات الركود القاتل.

وبعد سنوات ليست بالكثيرة أغلق مشروعه التجاري، بل قرر مغادرة اقليم الناظور نحو وجهة أخرى بحثا عن عمل آخر يعيل من خلاله أسرته، ليفتح النقاش حول ظاهرة باتت تتكرر بشكل كبير باقليم الناظور. إنها ظاهرة استنساخ المشاريع التجارية بالمدينة.

باقليم الناظور قد تجد نفسك أمام نقص في العديد من الخدمات والمشاريع، لكن بمجرد أن تفكر في الاستثمار في الناقص من الخدمات أو المشاريع حتى تجد نفسك أمام ظاهرة (كوبيي/كولي)، التي تستنسخ مشروعك لتحكم عليه بالركود، والأمثلة أكيد لديكم منها الكثير.

باقليم الناظور تشعر أن الأفكار والإبداع في المجال التجاري غائبين، فالكثير من المشاريع غائبة، لكن المستثمرين وكأني بهم ينتظرون تجربة أحدهم، فإن هو نجح مشروعه استنسخوا مثله، وإن فشل فكروا في استنساخ تجربة أخرى بالمدينة، أما أن يخلق المستثمر مشروعا من بنات أفكاره، فذاك من شبه المستحيل.

وتعد الاسواق باقليم الناظور من الأمثلة البارزة على المشاريع المستنسخة، حيث تجد بها أكثر من مشروع من نفس النوع، مما يؤثر على المردود التجاري لكافة هذه المشاريع، ويدفع المدينة إلى الإفلاس تجاريا واقتصاديا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق