متابعة
أخطأ “هيرفي رينارد” في حساباته التي أعدها لمباراة كان المغاربة يعولون على أنها ستكون باكورة انتصارات مونديال روسيا، ولم يكن أحد يتوقع السقوط أمام المنتخب الإيراني، الذي وإن بدا شرسا في تدخلات لاعبيه العنيفة، فقد كان في المتناول هزيمته وحصد ثلاث نقاط ستريح لا محالة أصدقاء بنعطية، وتمنحهم الثقة والتركيز في مناقشة تفاصيل المقابلتين المقبلتين أمام الإسبان والبرتغال برسم الدور الأول.
وتجلت أخطاء الناخب الوطني للأسود في مجازفته باختيارات غير مفهومة، تتعلق بتغيير تموضع اللاعبين، وفي طريقة اللعب التي تخلى فيها المنتخب عن طريقته المعهودة في التمريرات الأرضية والتبادل السريع للكرة، واعتمد بدل ذلك على التمريرات الطويلة، وكأن المباراة مجرد مقابلة إعدادية، أو مقابلة شكلية بعد ضمان التأهل للدور الثاني.
وتسائل متتبعون رياضيون أنه كيف يعقل أن يتحول أشرف حكيمي الذي اعتاد اللعب مدافعا أيمن إلى مدافع أيسر، ونور الدين أمرابط من مهاجم في الجانب الأيمن إلى مدافع أيمن!!!والسؤال الأهم الذي ينبغي أن يوجه للناخب الوطني هو، أليس بين اللاعبين مدافعا أيسر ليلعب في هذا المركز؟
فلو لعب أشرف حكيمي مدافعا في الجهة اليمنى لتمكن أمرابط من التحرك هجوميا على هذه الجهة وساهم بتمرير كرات في العمق الدفاعي للمنتخب الإيراني نحو الكعبي، الذي لم يتوصل منه بالتمريرات الجانبية ولا من طرف حكيم زياش الذي أخطأ المدرب حين لم يدفع به نحو الجانب الأيسر للهجوم بشكل صريح.
ويبدو أن “رينارد” استهان بمنتخب بلاد فارس، ولذلك غامر بتغيير تموضع اللاعبين على الملعب، وفي مواقع حساسة للأسف، أضعفت أجنحة الدفاع، وأفقدت الهجوم فعاليته. فأدى المنتخب ضريبة ذلك باختلال صفوفه وارتباك لاعبيه، بالنتيجة هي هزيمة كان بالإمكان تفاديها لولا أخطاء الناخب الوطني وغياب التركيز طيلة المقابلة لدى عناصر المنتخب الوطني.