الركود التنموي يحول زايو الى مدينة شبه مهجورة

5 سبتمبر 2019آخر تحديث :
الركود التنموي يحول زايو الى مدينة شبه مهجورة

عادل شكراني

يصل تعداد ساكنة مدينة زايو ما يقارب 40 ألف نسمة، حسب الاحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2014، تعداد سكاني مهم لم ترافقه مشاريع تنموية، لتظل المدينة محرومة من أي وحدة انتاجية أو مصانع تستقطب اليد العاملة، وتمتص شبح البطالة الذي يخيم عليها لسنوات.

تزخر زايو بموقع جغرافي مميز، يقع تحديداً بين الشرق والشمال عبر الطريق الوطنية رقم 2، التي تربط بين مدينة بركان والناظور، رغم ذلك لم تنل حظها من الشهرة التي نالتها مدن عديدة بالمغرب، لتظل مدينة نكرة، مهمشة، متروكة لحالها، ضعف في البنيات التحتية، وخيبات متراكمة عصفت بأحلام شبابها وساكنتها.

هذه التحديات كلها جعلت شباب المدينة يضظر إلى هجرتها، نحو مدن أخرى كطنجة والدار البيضاء ومراكش، ومنهم من هاجر أرض الوطن، للبحث عن فرص عمل، عوض الجلوس ومشاهدة التلفزيون، وانتظار مستقبل وأحلام قد لا تأتي.

تتوفر مدينة زايو على مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، ومنتجات مطلوبة محليا ووطنيا ودوليا، كالبرتقال باعتباره الأجود في العالم، ويعد سهل “صبرا” مصدر رزق لعدد كبير من الأسر، رغم ذلك لم يتم التفكير في خلق وحدات انتاجية لتسويق المنتوج المحلي، وجذب استثمارات فلاحية، للدفع بعجلة التنمية الاقتصادية بالمدينة، لتشغيل الشباب الذي يئن في صمت تحت وطأة البطالة.

أوضح العديد من شباب المدينة للجريدة الالكترونية “زايو سيتي”، أنهم اكتووا بلظى البطالة والتهميش، رغم حصولهم على مؤهلات علمية عالية، ويرون أن رحيلهم عن مدينتهم يتجلى في فقدان الثقة بالمسؤولين، وبالمستقبل الآمن.

يقول محمد: “رحلت عن زايو منذ سنة 2016، ووجدت فرصة عمل في مصنع للخياطة بطنجة، وتأسفت جدا لأنني وددت أن أحظى بعمل في مدينتي، “لكن الله غالب”، ويضيف” أتأسف كثيراً لأن المسؤولين لايحركون ساكنا لجذب الاستثمارات لتتحرك المدينة اقتصاديا”.

في نفس السياق يقول ياسين : “انعدام فرص الشغل، وتفشي البطالة في صفوف شباب المدينة، يزيد من تأزم الوضع، ويسبب يأسا في نفوسهم، ويدفعهم إلى البحث عن بدائل، وهجرة مدينتهم، والأكثر من هذا لايفكرون في العودة إليها الا في الأعياد والمناسبات”، ومضى يقول ياسين: ” ليس هناك مخرج، أفكر في الرحيل عن زايو”.

يطالب جل شباب زايو من المسؤولين بإقامة مشاريع تنموية، لجذب الاستثمارات للمدينة لاستيعاب أعداد العاطلين، وأضافوا في حديثهم للجريدة الالكترونية “زايو سيتي”، أن المنطقة بحاجة إلى نهضة تنموية شاملة، تطال كافة نواحي الحياة، كونها تواجه عدة معيقات وتحديات، ودعم السياحة المحلية لما تزخر به المدينة وضواحيها من مواقع أثرية وتراثية والتي ستشكل عناصر جذب للمستثمرين، بهدف مساعدة أبناء المدينة على البقاء فيها، وخلق نشاط اقتصادي انتاجي يساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين، من خلال فرص عمل وأنشطة تجارية مرافقة، وعدم الهجرة إلى المدن الأخرى، من أجل المشاركة الفاعلة في عملية التنمية.

وكان تقرير للمندوبية السامية للتخطيط كشف أن عدد العاطلين حتى نهاية 2018، بلغ 1.168 مليون فرد، فيما سجلت البطالة 26 في المائة لدى الشباب بين 15 و 24 سنة، مقابل 15.1 لدى الأشخاص بين 25 و 34 سنة.

وأوضحت المندوبية في ذات التقرير أن معدل البطالة يصل إلى 23 في المائة، لدى الحاصلين على الشهادات الجامعية العليا، مقابل 14 في المائة بالنسبة للحاصلين على شهادات متوسطة، فيما تبقى نسبة البطالة مرتفعة وسط الشباب القاطنين في الوسط الحضري، والمتراوحة أعمارهم بين 15 و 24 سنة، إذ تبلغ نسبة 43.2 في المائة، وفق نفس التقرير.

وأصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في وقت سابق تقريرا حول ” مشاكل الشباب وتحديات التنمية”، جاء فيه أن نمو قطاع التشغيل لن يتم بوتيرة سريعة “لاسيما أن التدابير المزمع تنفيذها لتحسين تشغيل الشباب تظل محدودة، ولم تأت بأي تحفيزات جديدة”.

وتوقف ذات التقرير عند معاناة الشباب المغربي مع براثن البطالة التي تمثل العقبة الرئيسية التي تعترض الادماج الاقتصادي والاجتماعي لمجموع السكان، مٌوردا أن برنامج العمل الذي تم وضعه لمواجهة هذا المشكل الاجتماعي، لم يأت بأي تحفيزات جديدة، وهو ما يجعل آفاق العمل الشبابي تتسم بـ “الضيق”، وعدم الكفاية لتحقيق تغيير فعلي.

وتظل أحلام وآمال شباب وساكنة زايو مؤجلة، معقودة على جذب المشاريع والاستثمارات التنموية الرامية إلى تحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، وفي انتظار أن يتحسن الوضع، ويرفع التهميش، ويتوقف الألم، يظل شباب المدينة متذمرا من الوضع، إلى أجل غير مسمى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق