الطوابير تتزايد في رمضان..ماذا يجري في الجزائر؟

29 مارس 2024آخر تحديث :
الطوابير تتزايد في رمضان..ماذا يجري في الجزائر؟

تتواصل معاناة المواطن الجزائري مع ازمات نفاد المواد الغذائية الاساسية من الاسواق، في بلاد البترول والغاز والثروات الضخمة، حيث وجد المواطنون أنفسهم أمام طابور جديد في سبيل الحصول على قطعة لحم، ينضاف إلى طوابير الحليب والزيت والقطاني…

وأدى غلاء اللحوم الحمراء بالجزائر إلى إغراق الأسواق بلحوم الحمير والبغال، حيث يتم بيعها للمواطنين على أنها لحوم أبقار، بأسعار لا تقل عن 1200 دينار للكيلوغرام (90 درهم مغربي)، في وقت فشلت فيه السلطات الجزائرية في القضاء على مذابح سرية تزود الأسواق بلحوم وأحشاء الحمير والبغال.

وأثار خبر تداولته وسائل الإعلام الجزائرية، بحر الأسبوع الماضي، بشأن العثور على كميات ضخمة من لحوم الحمير كانت موجهة للاستهلاك خلال شهر رمضان، داخل مذبح سري ببلدية عيون الترك، غضب الجزائريين الذين استنكروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوه بـ “الاستهتار بصحتهم “، واعتبروا هذه الواقعة المتكررة ” وصمة عار على جبين حكام الجزائر الذين يتفرجون يوميا على مآسي الشعب رغم الثروات الخيالية التي تزخر بها بلادهم “.

وفي خضم أزمة اللحوم الحمراء التي تنضاف إلى مآسي الشعب الجزائري، لجأت السلطات الحاكمة بالجزائر إلى حلول وصفت بالارتجالية والترقيعية، تمثلت في استيراد أعداد ضئيلة من رؤوس الأغنام والأبقار لسد الخصاص من هذه المادة الغذائية الأساسية في موائد الجزائريين.

ويبدو أن الجزائريين فقدوا ثقتهم في الحكام وما عادوا يصدقون كل خطاباتهم، إذ أثار وصول أول دفعة من اللحوم المستوردة، الأسبوع الماضي، شكوك الجزائريين حول جودة هاته اللحوم وسلامتها ومدى مطابقتها لشروط الذبح الإسلامي، ما أدى إلى الإحجام عن اقتنائها على الرغم من عرضها بأسعار وصفت بالمعقولة: 1180 دينار (88,5 درهم مغربي).

وأمام ما يشبه المقاطعة لهذه اللحوم المستوردة، اضطرت السلطات الجزائرية إلى تسخير بعض وسائل الإعلام الموالية لها من أجل تصوير «إقبال الجزائريين على شكل طوابير لاقتناء اللحوم المستوردة»، حيث ركزت الربورتاجات على دحض كل مخاوف الجزائريين بشأن هذه اللحوم، وبدا نظام الكابرانات من خلال هذه الربورتاجات كما لو أنه يستعطف المواطنين بسذاجة ليشتروا اللحوم المستوردة، دون أن يتحرج من ذكر كلمة « طوابير » التي مرغت وجه «القوة الضاربة» في الوحل.

من جانب آخر، اتهمت وزارة الزراعة المنتقدين الذين يشككون في جودة اللحوم بـ”ترويج الدعايات”.

ويناقض قرار الجزائر استيراد 100 ألف طن من اللحوم الحمراء في رمضان سياسة سابقة تحظر استيراد هذا المنتوج. وكانت تهدف إلى زيادة دعم المنتجين المحليين، لكنها شهدت مقاومة شديدة إثر زيادة أسعار اللحوم المحلية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق