انتقاد حقوقي يطال إبعاد المهاجرين غير النظاميين عن سياجات مليلية

3 يوليو 2022آخر تحديث :
انتقاد حقوقي يطال إبعاد المهاجرين غير النظاميين عن سياجات مليلية

– عبد السلام الشامخ
بعد أحداث سياج مليلية المحتلة، شرعت السلطات المغربية في ترحيل أفواج من المهاجرين غالبيتهم من إفريقيا جنوب الصحراء صوب مدن الداخل، لا سيما تزنيت وأزيلال وطاطا.

وتسعى السلطات المغربية إلى تشتيت تكتلات الأفارقة وتفريقهم على مدن عديدة في الداخل المغربي، بتيزنيت وأزيلال وطاطا وغيرها من مدن جنوب الوسط، حيث سبق أن تم نقل العديد من الأفارقة من الأقاليم الجنوبية (الداخلة والعيون وطرفاية…) نحو الجنوب الشرقي، أي ورزازات وزاكورة.

وتُظهر الأقوال التي أدلى بها المهاجرون المحتجزون في المحاولة المأساوية للعبور إلى مليلية أمام الشرطة المغربية وجود شبكات إجرامية تنشط على امتداد 5 آلاف كيلومتر، أولاها في السودان وآخرها في الجزائر بقيادة زعيم’ (Boss)، وهو رجل مالي يسهل الوصول إلى جبال الناظور بالمغرب.

وقال عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن ما جرى يوم الجمعة 25 يونيو الماضي بسياج مليلية يشير إلى معضلة حقيقية، بات يواجهها المغرب، في تدبيره لملف الهجرة العابرة للأفارقة.

وأضاف الفاعل الحقوقي ذاته أن “سياسة الهجرة التي انتهجها منذ سنة 2014 تحتاج إلى إعادة النظر؛ لأن غالبية الأفارقة المهاجرين يعتبرون المغرب بلد إقامة مؤقتة وعبور ولا يفكرون في اعتباره بلد إقامة نهائية”.

وشدد الفاعل الحقوقي ذاته على أن أحداث سياج مليلية عرت عن أوجه القصور في السياسة ذات المعاجلة المحلية التي اتبعها المغرب لإشكالية الهجرة واللجوء؛ فالمعالجة لم تأخذ بالحسبان الطبيعة التدفقية لهجرة الأفارقة نحو المغرب.

ومن المرجح، وفقا لإفادات الحقوقي، وجود أياد غاشمة، متورطة في الاتجار بالبشر؛ لكنها تنفذ أجندات معادية لاستقرار المغرب، داعيا إلى تعميق البحث في الأزمة، من أجل استشراف حلول مبتكرة.

وأورد الخضري أن “إعادة نشر الأفارقة في بعض المدن في المغرب هي حلول ترقيعية مؤقتة، من شأنها أن تزيد الأعباء الأمنية على المدن المستقبلة، ناهيك عن الضغط الذي ستعانيه المرافق الصحية العمومية ضعيفة الاستيعاب”.

واستطرد قائلا: “في غضون أقل من عشر سنوات، سنصبح أمام جيل عريض من الشباب الأفارقة المولودين هنا بالمغرب، والذين لا يعرفون وطنا لهم سوى المغرب، وستتفاقم محاولات الهجرة نحو أوروبا، بسبب تواجدهم وبسبب اندماجهم مع شرائح عريضة من أطفال الشوارع المغاربة، ليخلقوا تكتلات ستشكل عبئا أمنيا مضاعفا لا يمكن التهاون بمخاطره.

وقال بأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب غير مؤهل لامتصاص كل هذه الأعداد المتصاعدة من الأفارقة الذين يلجون إلى المغرب من أجل العبور نحو أوروبا والذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى البقاء فيه رغما عنهم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق