تبون يستعد لتوجيه ضربة جديدة للمغرب؟

17 أبريل 2024آخر تحديث :
تبون يستعد لتوجيه ضربة جديدة للمغرب؟

تحركات مكثفة بصمت عليها الجزائر ودبلوماسيتها خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع الإحاطة التي يقدمها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، في جلسة مغلقة لمجلس الأمن، والتي جمعت وزير الخارجية الجزائري بكل من دي مستورا وجوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي بمقر بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة.

التحركات الجزائرية المكثفة لا شك في أنها تروم معاكسة المصالح المغربية في ملف الصحراء، والتي أراد حكام قصر المرادية تعزيزها باستقبال الرئيس الجزائري لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، في رسالة للرباط والمنتظم الدولي بأن الجزائر “مستمرة في موقفها الداعم للانفصال”.

وسجل مراقبون أن التحركات الجزائرية “لن تؤثر في شيء” على مشروع القرار الذي تتحكم الولاية المتحدة الأمريكية في صياغته، وهي الحليف الاستراتيجي للمغرب والداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط حلا وحيدا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وتحاول الجزائر استثمار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن من أجل تحقيق انتصار دبلوماسي على المغرب ظلت تطارده لسنوات؛ إلا أن البعض يعتقد أن كل هذا النشاط المفرط تعبير عن التخوف من المستقبل وإمكانية تعزيز الموقف المغربي باعتراف وتأييد مرتقب لسيادة المغرب على الصحراء من قبل باريس، الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق خلال الأسابيع الماضية.

في قراءته للتطورات الجديدة، قال المحلل السياسي الجزائري وليد كبير إن استقبال الرئيس الجزائري لزعيم جبهة البوليساريو، اليوم الثلاثاء، يأتي في خضم الإحاطة التي “يتم تقديمها خلال جلسة مجلس الأمن المغلقة حول ملف الصحراء المغربية”، مؤكدا أن الاستقبال يبعث رسائل إلى المغرب والقوى الفاعلة داخل مجلس الأمن.
وأضاف كبير، أن النظام الحاكم في الجزائر يقول للمغرب والعالم من خلال هذا الاستقبال إنه “يقف إلى جانب جبهة البوليساريو وموقفه لن يتغير رغم وجود الجزائر حاليا كعضو في مجلس الأمن”.

وأفاد المحلل السياسي ذاته بأن هذا الموقف يمثل “ردا على الاستقبال الذي خصصه وزير الخارجية ناصر بوريطة لاستيفان دي ميستورا، عندما رفع اللاءات المغربية الثلاث بخصوص شروط الرباط لاستئناف المفاوضات وبحث إطار التسوية لهذا النزاع الذي بات عمره نصف قرن”.

واستبعد كبير أن يكون للجزائر تأثير على مشروع قرار مجلس الأمن المرتقب حول الصحراء المغربية، حيث قال: “النظام الجزائري يعيش خارج الإطار الزمني الذي نعيشه الآن، وعندما يتحدث عن مخطط يعود إلى سنة 1991، والذي لا تتم الإشارة إليه في قرارات مجلس الأمن”، واعتبر أن الجزائر “تغرد خارج السرب ولا أعتقد أن تحركاتها سيكون لها تأثير على مشروع القرار القادم بخصوص ملف الصحراء المغربية”.

وأشار المحلل السياسي الجزائري إلى أن هناك وساطة أمريكية حاليا يقودها جوشوا هاريس “لم تُعطِ لحد الآن أية نتيجة؛ لكن لا أعتقد أن الجزائر ستؤثر في مشروع القرار المقبل، لأن صاحبة القلم هي الولايات المتحدة الأمريكية”.

ولفت الخبير ذاته إلى أن هناك “ترقبا للاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء، وفرنسا هي عضو دائم في مجلس الأمن والقرار المقبل سيحرج أكثر الجزائر الممثلة في مجلس الأمن”، مبرزا أن هذه التحركات تستبق الوضع.

من جهته، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن الاستقبال “يذكرني عندما عاد زعيم الجبهة الانفصالية من إسبانيا عندما فجّر أزمة بين المغرب وإسبانيا واستقبله تبون في أحد المستشفيات في الجزائر وقال له: أنت في بلدك، ولم يقل له أنت في بلدك الثاني”.

وأوضح الشيات، أن الحدث تم “في بلد واحد وفي دولة واحدة بأقنعة مختلفة”، معتبرا أن تبون يمثل رئيس جمهورية و”الآخر يمثل دور مستقبل رئيس جمهورية لا نعرف الحكمة من ذلك، يجتمعان ليتدارسا موضوعا واحدا وهو معاكسة الحق المشروع والتاريخي للمغرب في أقاليمه الجنوبية”.

وأكد الشيات أن “لا شيء لا يمكن أن يبدد قناعة المغاربة عموما والعالم الذي لديه بصيرة في أن كل ما يقع من طرف النظام الجزائري يدخل في خانة معاكسة المغرب ومحاولة تقسيمه وتقزيمه وليس أي شيء آخر”.

وزاد موضحا “أن يحاول تبون من خلال هذا (الاستقبال) أن يضغط أو يوجه خطابا إلى الأمم المتحدة في إطار ما تتم مناقشته اليوم في قضية الصحراء المغربية، أنه ليس هناك استعداد من طرف الجزائر ولا من طرف البوليساريو أن تذهب في اتجاه المفاوضات، وأنها مصرة على موقفها الذي تسميه حق تقرير المصير”.

ومضى مبينا أن هذا الأمر “ربما يكون رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة وإلى محبي وداعمي السلم العالمي، ومحاولة بائسة للضغط في هذا الاتجاه الذي أعتقد أنه لن يكون فيه أي تأثير على المسارات التي أصبحت الآن ترسمها الأمم المتحدة في إطار حل سياسي متفاوض حوله، قابل للتنزيل بين الأطراف”، خاتما “غير ذلك، فقط تمديد للصراع ومحاولة تمطيطه وجره إلى مستويات غير سلمية كما تفعل البوليساريو اليوم”، وفق تعبيره.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 6 تعليقات
  • محمد
    محمد منذ أسبوعين

    لماذا يحرك المغرب ملف جمهورية القبايل ويضغط على كبرانات طابوريستان وردعهم …ويجب كذلك تحريك المطالبة بالصحراء الشرقية

  • سعيد
    سعيد منذ أسبوعين

    المغرب في صحراءه و الصحراء في مغربها. ملف الصحراء المغربية اقفل و انتهى. طبون و بطوش إنتهى حلمهم.

  • أحمد سرحان
    أحمد سرحان منذ أسبوعين

    الجزائر بل حكام الجزائر المتعاقبون على الحكم هو ذاك السرطان الذي أبثليت به القارة الإفريقية و بالأخص دول شمال إفريقيا حيث دائما ما يكون لها دور في كل النعرات و القلاقل و المشاكل و الصراعات و النزاعات بين دول الجوار، منذ 1962 إلى يومنا هذا و حكامها لا يهمهم مطالب الشعب الجزائري المغلوب على أمره بقدرما يهمهم مصالحهم الشخصية التي تتجلى من قيمة واردات البثرول و الغاز و الذهب و الحديد ووو التي تذهب في جيوبهم و ذويهم و أقاربهم ، المهم هو أن يخلقوا للشعب الجزائري عدو وهمي حتى يتسنى لهم نهب ما تبقى من خيرات الجزائريين و جعلهم يقفون في الطوابير لإقتناء شكارة حليب تزن نصف ليثر و الزيت و العدس و الفاصوليا و قنينة غاز، أين هو الشعب الجزائري الذي هو أغنى دولة بثرواتها و فقير في عمقه.

  • ملاحظ
    ملاحظ منذ أسبوعين

    ما يمنع الرباط على الاعتراف بحمهورية القبائل – والرد على حماقات الكراغلة – خاصة ان هناك تجاوب من دول عربية على الدفع بهذه الخطوة باللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة

  • الطيب بوغالب
    الطيب بوغالب منذ أسبوعين

    رغم أن الجار الشرقي للمغرب من أسوأ الجيران الا أن المنافسة مع الجزائر تجعل المغرب يتطور ويستعد فهو في دينامية مستمرة ونمو…شكرا الجزائر

  • Lakhdar bl
    Lakhdar bl منذ أسبوعين

    هههههه قالك تبون يستعد لتوجيه ضربة للمغرب !؟؟؟,اولا يوفر الحليب والعدس لشعبه وبعد ذلك نتكلم على المغرب ، لكني ارى ان الضربة وجهت للجزائر من طرف دول الخليج التي دعمت منظمة الماك في الامم المتحدة ، والضربة وجهت لتبون لان الجزائر الجنوبية صارت دويلة داخل الجزائر ، وعلى تيون اقتسام مقعده مع ابراهيم الرخيص

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق