تطورات تعذيب طالب ناظوري في وجدة: أحد المتهمين مدان في حراك الريف والضحية عذب بغابة سيدي معافة

16 ديسمبر 2017آخر تحديث :
تطورات تعذيب طالب ناظوري في وجدة: أحد المتهمين مدان في حراك الريف والضحية عذب بغابة سيدي معافة

نجا طالب ناظوري في السنة الثالثة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، من موت محقق بعد اختطافه واحتجازه وتعذيبه بغابة مجاورة من قبل طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، ثاني ضحية في أقل من أسبوع، بعدما نال المصير نفسه طالب بالسنة الثانية ماستر بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس.
22 شخصا تفننوا في رسم لوحات غضبهم بأنحاء مختلفة من جسمه سيما ظهره وكتفه ويده، بينهم معتقل سابق في حراك الريف محكوم ب8 أشهر حبسا موقوف التنفيذ، شارك الباقي في تعذيبه باستعمال عصا كهربائية وأحزمة جلدية للسراويل وعصي، بالطريقة نفسها المعذب بها زميله طالب جامعة فاس.
كان هذا الطالب المتفوق في مساره الدراسي، المتحدر من الناظور، جالسا مع بعض أصدقائه في كلية الحقوق، قبل مفاجأته بشخصين يتجهان نحوه ويكلمانه باللهجة الريفية، مطالبينه بالسير رفقتهما للحديث عن موضوع معين لم يكشفا عنه. لحسن نيته، لم يرفض طلبهما، دون أن يدري أن سوءا ينتظره.
مباشرة بعد خروجهم من الكلية، حاصره 5 أشخاص آخرين، مطالبينه بالتزام الصمت وعدم طلب النجدة تحت طائلة الانتقام منه. حينئذ أيقن أن أمرا غير عاد سيحدث، دون أن تنفع استفساراته لمختطفيه حول حقيقة الأمر، قبل أن يأتيه الجواب سريعا من أحدهم رد عليه بنبرة حازمة بقوله “سنقطع أصابعك”.
تثاقلت قدماه مسايرة لخطواتهم السريعة، قبل أن يتواروا عن الأنظار، لينزعوا منه هاتفه وينطلق مسلسل تعذيبه النفسي والجسدي بعد سحبه إلى غابة سيدي معافة، بعدما التحق بهم 13 شخصا آخرين التفوا حوله ليتحول جسمه إلى مفرغ لغضب مجهول الأسباب، اللهم ما قد يكون من علاقة بتطاحنات فصائلية.
وكما في حالة طالب السنة الثانية ماستر بفاس، جردوه من ملابسه وهددوا بدفنه في تلك الغابة على إيقاع الضربات المتتالية قبل أن يرموه وسط الأشواك دون رحمة أو شفقة، مستعملين أدوات ووسائل مختلفة، لإيذائه بينها صاعق كهربائي ضربوه بواسطته في أماكن حساسة من جسده، بما فيها جهازه التناسلي.
لم يعرف سبب تعذيبهم له، وهم في حالة سكر، إلا لما واجهوه بتعليقه على تدوينة فيسبوكية لمناضل في تلك الحركة. تساؤله المشروع، تحول إلى تهمة نال إثرها عذابا لن ينساه حتى بعد الإفراج عنه، إذ لم يلتحق من حينها بالكلية، خوفا على نفسه، بل لم يجرؤ حتى على تقديم شكاية ضدهم رغم معرفته بهم. ورغم عدم انتمائه لأي فصيل يمكن أن يبرر اعتداءهم، فإنه لم يسلم من عنف عاد إلى الجامعة، اعتقادا منهم أنه من فصيل منافس، ما يستشف من طبيعة أسئلتهم له حول تيار “المجانية أو الاستشهاد”، إذ طالبوه بإعطائهم أسماءهم بهذا الموقع الجامعي، رغم عدم وجود هذا الفصيل بكليات جامعة وجدة.
ثلاث ساعات ونصف عاشها في جحيم لا يطاق من الضرب والتنكيل، من الثالثة والنصف عصرا إلى السابعة مساء، قبل أن يخلوا سبيله تحت طائلة التهديد بالقتل والتصفية الجسدية إن عاد للتعليق على تدوينات نشطاء الحركة، متوعدينه إن رفع شكاية ضدهم.
وأعاد حادثا اختطاف واحتجاز وتعذيب الطالبين، إلى الأذهان، ما وقع قبل نحو عقد في كلية الرشيدية وجامعة المولى إسماعيل بمكناس، لما سقط الطالبان الحسناوي بالرشيدية والطاهر الساسيوي بمكناس، قتيلين بعد اعتداءات جسدية عليهما من قبل طلبة الحركة الذين توبعوا وحكموا ب10 سنوات سجنا.
حميد الأبيض

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق