خالد قدومي يكتب …مفاهيم وفق منطق” اللامنطق الرسمي المغربي “

11 فبراير 2020آخر تحديث :
خالد قدومي يكتب …مفاهيم وفق منطق” اللامنطق الرسمي المغربي “

-العنصريةI

إن العودة القوية لبعض الطروحات العنصرية في العالم الغربي (و التي كنا نخالها مركونة في أرشيفاتهم التاريخية لما سببته من ماسي للبشرية جمعاء “الحرب العالمية الثانية على الخصوص “) تدفعنا إلى الوقوف  عند سر اكتساحها القوي للحياة العامة بالمغرب في مدة وجيزة من قبل بعض النخب السياسية المنتمية إلى الدولة العميقة ,و التي أصبحت بدورها تقتات من الشعارات الشعبوية ,بأبعادها الشوفينية الخطيرة و المهددة لمسار الدولة المدنية الضامنة لحقوق مكونات  المجتمع بمختلف عقائده و تنوع أجناسه… ففي مغرب اليوم (الرسمي ) أصبح الضحية ينعت بالجلاد و الجلاد بالضحية ,لأن التضليل مازال يستأسد ويفعل فعله هاهنا ,مما يجعل بعض الساسة المغاربة يستندون إلى منطق جائر مفاده أن أحسن وسيلة للدفاع هو الهجوم ,فأصبح الأمازيغ “أصحاب الهوية  الحقيقية للمغرب ” والذين لا سلطة لهم تاريخهم مصادر ,لسانهم معتقل ,وجل مناطقهم محاصرة … بل أصبحوا ينعتون بالعنصريين إذا ما اشتكوا أو بكوا أو ناضلوا,أما أصحاب السلطة و الجاه ،فهم ضحايا لهؤلاء العجم إن لم نقل الكفار .حقا إنها عنصرية بمنطق مقلوب في بلد على أمره مغلوب .

 

– الإستثناء المغربي الرائع!II

في بداية التسعينات من القرن الماضي،كتبت رسالة مفتوحة لوزير السياحة ألتمس منه تخصيص سجن تزمامارت مزاراً للسياح الأجانب على الخصوص ،كي يطلعوا على العبقرية المغربية التي ابتكرت أبشع تعذيب عرفته تاريخ البشرية ، والذي يجعل من المعتقل يتمنى الموت السريع بدل الموت البطىء .و حين تم هدم السجن السيء الذكر لإخفاء معالم الجريمة ،جاء هذا العهد الذي حيرنا في كيفية تسميته ، أ جديد هو بعناصر قديمة  ؟ أم قديم بقشور جديدة ؟…الشيء  الأكيد، هو عبقرية هذا العهد الجديد القديم الذي ابتكر منهجا لم يستطع الغرب بعلمه و لا الشرق بتاريخه أن يتوصلا إليه ،أنه التعذيب الجماعي الذي يلغي و يبتلع إنسانية الإنسان .فلم يسبق أن عرف التاريخ نموذجا يجعل الشعب يتعرض للتعذيب النفسي و الجسدي إلى حد يبتغي فيه الموت غرقا في البحر ، و لايحرك ساكنا .و العجب كل العجب ،أن تجد من الضحايا من يقدس جلاده حد العبودية .

إن فلسفة التعذيب الجماعي كنظرية ، جديرة بأن تدرس في كبريات الجامعات العالمية حتى يستنير بها الطغاة أولا،و أيضا كي يدرك العالم أن حكامنا لا يفترون حين يبجلون الإستثناء المغربي الرائع! .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق