خبراء: جيل كامل من الشباب يواجه الضياع جراء تأثيرات “كورونا”

5 فبراير 2022آخر تحديث :
خبراء: جيل كامل من الشباب يواجه الضياع جراء تأثيرات “كورونا”

أمال كنين
قال خبراء من البنك الدولي إن جيلا كاملا من الشباب سيعاني الضياع جراء تداعيات فيروس كرونا، متحدثين عن بلوغ معدل فقر التعلم 70 بالمائة خلال السنوات القادمة، وهو ما أكده أيضا خبير مغربي أبرز أن الآثار السلبية التي خلفتها الانقطاعات في الزمن الدراسي تسببت في “تدني مستوى المعارف” لدى التلاميذ والطلبة المغاربة.

وفي هذا الإطار، قال البنك الدولي إن الحكومات في مختلف أنحاء العالم ستنفق هذا العام نحو 5 تريليونات دولار على التعليم من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر”، ولكن ما لم يرجع جميع الأطفال والشباب إلى فصولهم الدراسية وينتظمون في دراستهم، ويستعيدوا العناصر الأساسية للتعلم، فإن هذا الجيل قد يخسر ضعف أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ في الدخل في المستقبل”.

وأبرز تقرير البنك الدولي أنه “بنهاية عام 2021، فاق عدد الأيام الدراسية الضائعة مئتي يوم بكثير، أي نحو عام دراسي ونصف العام. ويمكن أن تكون لهذا الانقطاع طويل الأمد في التعلّم تداعيات خطيرة طويلة الأمد، لاسيما في البلدان متوسطة الدخل والبلدان الفقيرة”.

وبهذا الخصوص، قال رشيد الجرموني، خبير تربوي، إن “المغرب ليس خارج مجوعة من الدول التي عانت الكثير من الأمور”، مبرزا أن هناك مجموعة من “التفاوتات السوسيو-مجالية التي تكرست مع أزمة كورونا، خاصة في التعليم”.

وأبرز الجرموني أن “الانقطاع عن الدراسة كرس عدم المساواة في التعليم نظرا للتفاوتات، خاصة المجالية منها، إذ كانت هناك مناطق لا تتوفر لا على الأنترنيت ولا على الحواسيب ولا أي إمكانات لإنجاح عملية التعليم عن بعد”، مفيدا بأن البعض كان يعتمد فقط القنوات الرسمية التي كان “دورها غير كاف”.

وأوضح أن هذا الوضع نتج عنه “تدني مستوى المعارف عند مجموعة من التلاميذ الملتحقين بالجامعة؛ إذ تم اكتشاف أن الطلبة الجدد يعانون من صعوبات لغوية أكثر من زملائهم في سنوات ما قبل كورونا”.

كما رصد الخبير المغربي ذاته من خلال الاشتغال بالجامعة، “ضعف المعارف لدى الطلبة، مما كرس أزمة معارف، وهو ما أفقد الشواهد، خاصة البكالوريا، مصداقيتها من خلال المجال المعرفي”.

وأوضح الجرموني أن الأمر لا يتعلق فقط بمرحلة الحجر الصحي الشامل، بل أيضا ما تلاها من انقطاعات، بما في ذلك خلال موجة “أوميكرون” الحالية التي عرفت إغلاق عدد من المدارس، معتبرا أن الأمر “يحدث نوعا من عدم الاستمرارية في اكتساب المعارف”، ناهيك عما أسماه “قطيعة حتى مع الجو العام للمدرسة وتأثيرات ذلك على التنشئة المدرسية”.

وأشار المصدر نفسه إلى أنه رغم أن الحكومة قامت بمجموعة من المجهودات، إلا أنها رغم أهميتها تبقى دون المستوى، مطالبا بـ”تفعيل تلك المجهودات على أرض الواقع”.

وطالب الجرموني بتجاوز الوضع الحالي بإنشاء “برنامج تعليمي تعويضي على السنة التي لم يلتحق خلالها التلاميذ والطلبة” بالمدارس والجامعات، وتنظيم “برامج مكثفة في الصيف”.

وقال البنك الدولي إن العبء الأكبر لهذه الأزمة سيقع على الأطفال والشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 4 و25 عاما في عامي 2020 و2021، مما سيؤدي إلى خلق تفاوت هائل من جيل إلى آخر.

وحسب تقرير البنك الدولي، فإن “بقاء الأطفال والشباب خارج الفصول الدراسية لتلك المدة الطويلة لا يعني أنهم توقفوا عن التعلّم فحسب، بل أنهم نسوا في العادة الكثير مما تعلموه”.

يذكر أنه أواخر عام 2020، ذهبت تقديرات البنك الدولي إلى أن من شأن غياب لمدة 7 أشهر عن المدارس أن يزيد نسبة الطلاب الذين يعانون من “فقر التعلّم” من 53 بالمائة إلى 63 بالمائة، كما سيتسرب ما يصل إلى 7 ملايين طالب من المدارس، وستكون الآثار على الأقليات المهمشة والفتيات أسوأ من ذلك بكثير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق