– محمد الراجي
لحظات صعبة مرّ بها عدد من المغاربة خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة فيروس كورونا، زعزعت استقرار الحالة النفسية لكثيرين منهم ودفعت ببعضهم إلى حد التفكير في الانتحار.
كانت هذه إحدى الحقائق التي وقف عليها أعضاء خلية الدعم النفسي عن بعد التي شكلتها كلية علوم التربية بالرباط لتقديم الدعم النفسي للمواطنين خلال فترة الحجر الصحي، والتي لا تزال مستمرة في تقديم هذه الخدمة إلى الآن.
وأكد عميد كلية علوم التربية، عبد اللطيف كيداي، في حفل استقبال لأعضاء خلية الدعم النفسي عن بعد، مساء الجمعة، أن من بين الأشخاص الذين استفادوا من الدعم الذي تقدمه اللجنة مَن كان على شفا الانتحار.
وأوضح كيداي أن الأسَر المغربية شهدت خلال فترة الحجر الصحي ضغطا كبيرا نجمت عنه جملة من المشاكل، مثل العنف المنزلي، لافتا إلى أن فترة الحجر الصحي “كانت صعبة جدا، وقد تلقت خلية الدعم النفسي اتصالات حتى من طرف مواطنين مغاربة مقيمين في الخارج”.
وتتكون خلية الدعم النفسي بكلية علوم التربية من 25 أستاذة وأستاذا، ينتمون إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، ووزارة الصحة، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وجامعة الحسن الأول بسطات، وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس.
وأنجزت خلية الدعم النفسي دراسة حول الصحة النفسية للمغاربة شملت حوالي 1000 شخص، اقتنع أعضاؤها، بناء على النتائج المستخلصة منها، بضرورة مواصلة تقديم خدمة الدعم النفسي الذي قدموه للمغاربة طيلة فترة الحجر الصحي.
وتطمح خلية الدعم النفسي بكلية علوم التربية، بحسب منسق الخلية، حمزة شينبو، إلى إجراء دراسة حول الصحة النفسية للطلبة، بشراكة مع مديرية الصحة النفسية بوزارة الصحة، ومنظمات وهيئات مشتغلة في مجال الشباب.
ولفت حمزة شينبو إلى أن الطلبة الجامعيين، لاسيما طلبة السنة الأولى، يواجهون صعوبات كبيرة في الاندماج في الوسط الجامعي، ما حدا بأعضاء الخلية إلى التفكير في استقبال الطلبة ابتداء من الموسم المقبل.
وتنكّب الخلية أيضا على إعداد دلائل التربية النفسية موجهة إلى الطلبة والعاملين بكلية علوم التربية، وتنظيم المؤتمر الأول للصحة النفسية الجامعية، بتنسيق مع الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وإصدار العدد الثاني من النشرة العلمية.
ونوّه محمد غاشي، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، بالعمل الذي تقوم به خلية الدعم النفسي بكلية علوم التربية، مبرزا أن “هذه المبادرة أظهرت مدى تجاوب الجامعة المغربية مع قضايا المواطنين”.
