صرخات الألم تدوي من مليلية… كيف نجح المغرب في خنق ميناء المدينة المحتلة وتحويل ماضيه المجيد الى الناظور؟
أريفينو.نت/خاص
في اعتراف صريح يعكس حجم النجاح الذي تحققه الاستراتيجية المغربية الهادفة إلى إعادة رسم الخارطة الاقتصادية للمنطقة، تتوالى الضربات الموجعة التي يتلقاها اقتصاد مدينة مليلية، والتي كان آخرها الصرخة التي أطلقها رئيس هيئة ميناء المدينة، مانويل أنخيل كويفيدو، كاشفاً عن عمق الأزمة التي يتخبط فيها الميناء.
شهادة من قلب الأزمة… مدير الميناء يعترف بتفوق الخطة المغربية!
لم يتردد المسؤول الإسباني، في تصريحات نقلتها الصحافة الإسبانية، في توجيه اتهام مباشر للمغرب بتنفيذ خطة محكمة لـ “عرقلة” حركة العبور بمعبر بني أنصار، بهدف إرغام المسافرين على التوجه الحتمي نحو ميناء الناظور غرب المتوسط. وأعرب كويفيدو عن استيائه البالغ من طوابير الانتظار الطويلة التي أصبحت مشهداً يومياً، مؤكداً أن الوضع يزداد سوءاً مع استمرار إغلاق الجمارك التجارية، وهو ما يخدم بشكل مباشر الرؤية المغربية لإضعاف شريان مليلية التجاري.
شرايين مليلية البحرية تُقطع… انخفاض دراماتيكي يهدد بزلزال اقتصادي!
تتجلى آثار هذه الاستراتيجية بوضوح في الأرقام التي كشف عنها المسؤول المينائي، حيث أقر بتقليص هائل في عدد الرحلات البحرية التي تربط مليلية بالجنوب الإسباني، إذ هوى عددها من 21 إلى 12 رحلة فقط. هذا الانخفاض الحاد لا يمثل مجرد ضربة لقطاع النقل، بل هو بمثابة قطع للأكسجين عن اقتصاد المدينة الذي يعتمد بشكل كبير على هذه الحركة، مما يحد من قدرتها على المنافسة أو حتى الاستجابة لأي طارئ. وحذر كويفيدو من أن المغرب، عبر تسهيل الإجراءات في ميناء الناظور حيث يتم تفتيش الجوازات على متن السفينة، يقدم بديلاً فعالاً وجذاباً يسحب البساط بثبات من تحت أقدام مليلية.
الضربة القاضية… هل تحولت عملية العبور إلى كابوس يطارد مليلية؟
حذر كويفيدو من أن ما يحدث حالياً ليس سوى مقدمة لما هو قادم، متوقعاً أن تبلغ الأزمة ذروتها مع انطلاق مرحلة العودة بعد منتصف شهر غشت. ورجح أن تلك الفترة ستشهد فوضى حقيقية ونقصاً حاداً في التذاكر والمقاعد المتاحة، وهو ما ينذر بـ “صيف معقد” وكارثي على العابرين وعلى ما تبقى من حيوية اقتصادية في مليلية، في مشهد يؤكد سنة بعد سنة نجاح المغرب في قص أجنحة المدينة وتوجيه مستقبلها نحو مصير أكثر عزلة.