مقال لهسبريس يصف الريفيين ب”الأوباش” يثير سخط الناظوريين على فيسبوك

20 يناير 2020آخر تحديث :
مقال لهسبريس يصف الريفيين ب”الأوباش” يثير سخط الناظوريين على فيسبوك

اريفينو خاص

عبر عدد من الناظوريين على فيسبوك عن استنكارهم لاستخدام جريدة هسبريس الالكترونية وصف “الاوباش” في مقال لكاتبها عبد السلام الشامخ عن الاحداث.

و رغم ان المقال لا يضم اي تحامل على الريف و استعمال كاتبه مصطلح “الاوباش” بين مزدوجتين مما يعني انه لا يتبناه و انه يقصد حمولته التاريخية الا ان هذا الاختيار اعتبر غير موفق على الاطلاق و كان على الكاتب تغييره تفاديا لسوء الفهم الذي وقع فعلا..

نص المقال الاصلي

عندما واجهَ الحسن الثاني “الأوباش” في الشمال بالدّبابات والاعتقالات
هسبريس – عبد السلام الشامخ
20-يناير-2020 17:00
يوم 19 يناير 1984، نزلَ الجيشُ بثقْلهِ إلى الشّارع مُواجِهاً أفواجاً من المحتجّين في مدنِ الشّمال ومراكش عقبَ قرار الزّيادة في أسعار المواد الغذائية. دبّابات ومدرّعات تزمجر بشوارع الناظور والحسيمة والقصر الكبير؛ مشهدٌ لمْ يألفه المغاربة آنذاك، بينما صعدَ آخرون إلى الجبال مقرّرين تأجيج “الانتفاضة” وتحدّي “قوات الحسن الثّاني”.

سال الدّم بغزارة في الشّوارع وأقيمت مقابر جماعية في الرّيف المغربي، قُتلَ مئات المتظاهرين ولم يتوقّف الزّحف العسكري في الشّمال إلا بسحْقِ كلّ المظاهرات التي كانت تطالبُ بالعيشِ الكريمِ وخفضِ الأسعار. كان الأساتذة والعاطلون في طليعة الاحتجاجات قبل أن يلْتحقَ بهم الطّلبة والتلاميذ الذين نالوا النّصيب الأكبر من الاعتقال.

بعد أن هَدأ الشّارعُ وأعلنَ الجيشُ سيطرته على كلّ أرجاء الشّمال “الثّائر”، خرجَ الملك الرّاحل الحسن الثّاني في خطابٍ متلفزٍ يهاجمُ فيه “المحتجين والعاطلين والمهرّبين”، في إشارة إلى تعاطي ساكنة الشّمال للتّهريب المعيشي، الذين وَصفهم بـ “الأوباش والدراري”، كما هاجم الأساتذة والماركسيين ومنظمة “إلى الأمام” التي كانت تتبنّى الخيار الراديكالي.

وتابع العمراني في سردِ شهادته: “لم ننم في الداخلية ذلك اليوم خوفاً من الاعتقال، وقضيت الليلة مع أحد الأصدقاء لي في الحسيمة. في اليوم الموالي، جاءت تعزيزات عسكرية ضخمة حتى أضْحى من المستحيل التّجول في شوارع الحسيمة؛ إذ كان بين كل مترين أو خمسة أمتار عنصر من عناصر الجيش، ما كان مثيرا بالنسبة لي هو لأول مرة أرى عناصر للجيش بذلك الحجم (طوال القامة وأقوياء البنية)”.

الجيش في الواجهة

محمد محمدي كان واحداً ممن خرجوا إلى الشّارع صبيحة 19 يناير 1984، يتذكّر جيداً هذا التّاريخ ويحكي لهسبريس قائلا: “كانت تجربة قاسية نظرا لصغر السّن حينذاك. كنّا نواجهُ القمعَ في أبشعِ تجلّياتهِ، لم نكن نملكُ إلا حناجرنا أمام قوة مدجّجة بالهراوات والسّلاح”.

ويضيفُ المتحدّث الذي كان مستقراً في الناظور خلال انتفاضة 1984: “كان يوم الخميس، وكنت أدرس في الابتدائي. كانت التظاهرات انطلقت من الاعدادية تجوب الشوارع وانضم إليها بقية المواطنين. جاء بعض المتظاهرين إلى مجموعتنا المدرسية كما كل المجموعات الأخرى. هكذا انضممنا نحن أيضا الى التظاهرات مرددين شعارات ترفض الغلاء والفساد، وتطالب بتحسين مستوى المعيشة للمواطنين”.

لم يتردّد “النّظام” في استخدام الوسائل التقليدية في مواجهة أيّة انتفاضة: الدبابات، المروحيات … سقط مئات القتلى تحت رصاصات “قوات الأمن”. وخلال يوم الجمعة 20 يناير 1984، دعت منشورات مختلف شرائح المغاربة إلى بدء إضراب عام كما اشتعلت النيران في الثكنات.

ويحكي المحمدي لجريدة هسبريس الإلكترونية قائلا: “في الأول كانت الأمور تسير بشكل عاد، لكن تطور الأحداث في الناظور جعلَ القوّات العمومية تتدخّل بقوة لتفريق المتظاهرين، وكان تدخلا عنيفا صادما. في باقي الريف كان الجيش هو المتحكم في الشارع. في منطقتنا كان الدرك الملكي هو صاحب الكلمة. فرّ المتظاهرون إلى الجبال خوفاً من الاعتقال”.

قتلى وجرحى

نقلت وكالة “فرانس بريس” يوم 20 يناير 1984 وقوع ما بين 150 و200 قتيل نتيجة الأحداث، فيما تحدثت وكالة الأنباء الاسبانية عن سقوط أكثر من 100 قتيل بمدينة الحسيمة وحدها. وأشار المصدر ذاته إلى أنّ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أعلن أنّه وجه سؤالا كتابيا إلى الوزير الأول كريم العمراني لطلب توضيح حول الأحداث، وأن منظمة “إلى الأمام” دعت العمال والتجار والطلاب إلى إضراب جديد.

تعهّدت الحكومة المغربية بمراجعة أسعار المواد الغذائية، ووفقاً لقصاصة “فرانس بريس”، فقد طالب الملك الحسن الثّاني من الوزير الأول كريم العمراني “التراجع عن جميع المشاريع الرامية إلى الرفع من أسعار المواد الغذائية التي تسببت في الاضطرابات في الشمال”، متّهماً “الشيوعيين والمخابرات الاسرائيلية وإيران بالوقوف وراء الاضطرابات”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق