الدعم التربوي: آلية للقضاء على الهدر المدرسي ورافعة لإرساء مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء

11 مايو 2023آخر تحديث :
الدعم التربوي: آلية للقضاء على الهدر المدرسي ورافعة لإرساء مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء

يعتبر الدعم التربوي من بين المكونات الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، لكونه يسمح بترسيخ مواطن القوة و تدارك التعثرات الحاصلة لدى المتعلمين في حينها، و تفادي تراكمها حتى لا تتحول إلى عائق حقيقي، يصبح معه المتعلم غير قادر على مسايرة أنشطة التعليم و التعلم مما يؤدي تدريجيا إلى عدم الاهتمام و بالتالي إلى الفشل و الهدر المدرسي.

وهو اجراء علاجي مستعجل صياغة يستهدف التصدي لمختلف مظاهر الهذر المدرسي والانقطاع عن الدراسة من خلال توفير الوسائل الإمكانيات الكفيلة بالاستجابة لحاجات الفئات الهشة , مع جعل الدعم التربوي وسيلة لتحسين المر دودية التعليمية والارتقاء به إلى أن يصبح ثقافة تتجدر في العملية التربوية ومكونا مندمجا في العملية التعليمية – التعلمية واقتراحه كعلاج بيداغوجي لمعالجة كل حالات التعثر الدراسي لدى المتعلمين للحد من التعثر والهدر والتسرب والتكرار.

ومن الاكراهات المرتبطة بالدعم المؤسسي:

تضخم المواد الدراسية وتراكمها مما يؤدي إلى إهدار للوقت وإرهاق للأستاذ والتلميذ معا، مع اضطرار الأساتذة للجوء إلى طريقة الإملاء والملخصات والمطبوعات وإتباع طريقة التلقين المباشر واللفظية الشفوية على حساب التحليل والفهم والتركيب أي الاعتماد على التحصيل الكمي على حساب التحصيل الكيفي , فيضطر التلميذ تحت ثقل المقرر الدراسي للجوء إلى الساعات الخصوصية – وهي مكلفة ماديا للأسر لكن الفئات المعوزة تبقى خارج التغطية التربوية وخارج الدعم التربوي والمادي والاجتماعي والنفسي وحتى الأطر التربوية المنهكة بالمقرر الدراسي بدل أن تنخرط في عمليات الدعم تجد نفسها منهمكة في إتمام المقرر الدراسي.

يبدو أن الكثير من التلاميذ لا يواظبون على حضور أنشطة الدعم لكثافة المقرر الدراسي وطوله و تضخمه، كما أن الحصص الزمنية الأسبوعية تنهك التلميذ لدرجة انه لا يقدر على المواظبة إلى نهاية الأسبوع الأخير من الموسم الدراسي بسبب اعتكافه واستعداده للامتحانات، فينقطع عن عالم المؤسسة ويعتكف للاستظهار والحفظ أو يرتاد المحلات الخاصة بالدعم المؤدى عنه.

اقتراحات لانجاح عملية الدعم التربوي لتجاوز بعض الاختلالات المصاحبة للدعم التربوي والمعيقات التي تحول دون تنفيذ عملياته وإنجاحها نقترح:

  • إعادة النظر في الإيقاعات الزمنية وتدبير الزمن المدرسي , والتخفيف من كثافة البرامج ومن طولها وتضخمها وإدماج أنشطة الحياة المدرسية وحصص الدعم التربوي في صلب المنهاج التعليمي والبرامج البيداغوجية والتكوينية.
  • تمكين المدرسين من عدة بيداغوجية وتكنولوجيات تربوية موجهة للتلاميذ المتعثرين لتسعفهم على الفهم وتخرجهم من ضائقة الوسائط والوسائل التعليمية التقليدية .
  • جعل عمليات الدعم مواكبة لتنفيذ الدروس ومندمجة معها منذ بداية السنة الدراسية حتى نهايتها , حتى يكون الدعم أكثر نجاعة وفعالية إذ يمكن للمتعلم أن يتجاوز المعيقات قبل استفحالها.

إن من شان هذه الإجراءات وغيرها أن تساعد في إرساء مدرسة ذات جاذبية, ومفعمة بالحياة تضمن المواظبة على الدراسة وتيسر المتابعة السلسة لمسارها، وتوفر شروط التفتح والإقبال على التعلم, وتضع حدا لكل أشكال الانقطاع والهدر المدرسي والتكرار.

أسفله صور من حصص الدعم التربوي :

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق