صورة وتاريخ : قصة الجيش الإسباني عندما شرب جنوده بولهم داخل طاحونة الناظور

3 أبريل 2019آخر تحديث :
صورة وتاريخ : قصة الجيش الإسباني عندما شرب جنوده بولهم داخل طاحونة الناظور

عاشور العمراوي
في خضم حرب الريف ( 1919/1926 ) وقعت حادثة ذي علاقة مع الطاحونة التي بناها الإسبان بالناظور بمحاذاة الكنيسة (la iglesia de Santiago el Mayor de Nador )، وهي تبقى شاهد على التاريخ، فبعد واقعة ادهار أبران ، وصلت إلى الناظور الإسباني أخبار بقرب حصول هجوم يقوده المجاهدون الريفيون، وأمام التهديد الحاصل بين 21 و 23 خوليو 1921 طلب ( El teniente coronel de nador , Francisco Pardo Agudín ) بإخلاء الجرحى المسعفين إلى حين وصول التعزيزات التي لم تأتي أبدا ، ثم طرأت له فكرة صد الهجوم عند بوابة أزغنغان بعدما أمر هو و (el capitán de la policía de Nador )القوات المتمركزة بساحة الكنيسة باللجوء إلى داخل الطاحونة مع أسلحتهم ومعونتهم وذلك يوم 24 خوليو .
فبناية المعمل الطاحونة المحاذية للكنيسة ، كانت الوحيدة التي يمكن أن تقدم شيئا من الحماية ضد الهجوم ، وهذا بناء على شهادة الشاهد (Juan Almeida Vizcarrondo ) حيث قال أن الهجوم بدأ حوالي الساعة التاسعة إلا الربع صباحا، ما أدى إلى إيقاف عملية إدخال الأسلحة ، ليأمر (El comandante de armamento ) بإحراق الأسلحة الباقية قبل أن تتوزع القوات داخل المعمل إلى ثلاث فرق كل واحدة تتمركز في أحد الطوابق .
فكان الطابق السفلي لل : comandante Juan Almeida Vizcarrondo
الطابق الأول لل : uno de los capitanes
الطابق الثاني لل : comandante Wenceslao Sahún
وكانت القوات التي تحرس المعمل تتكون من الحرس المدني ، لواء الجنود والريكولاريس من عدة ألوية ومدنيين، وفي هذه الوضعية وهم يتعرضون للقصف بالقذائف ورصاص القناصة الريفيون ، ضلوا عشرة أيام يمكثون بالبناية ويمسكون الجوع بطحين الشعير الغير المصفى والماء المالح ، وفي داخل الطاحونة كان يتواجد 191 شخصا ، 184 مقاتل مسلح ، ثلاث حراس ريفيين أسرى ، إمرأتين عملاتا مسعفتين دون دراية، وطفلين.
في اليوم الثالث من الحصار قدم المجاهدون راية بيضاء ناصحين الإسبان بالإستسلام ، لكنهم ولكبريائهم رفضوا ، فكان لهم اليقين مما يدور خارجا عندما خرج ضابط عسكري وأحد المدنيين لجلب علبة سجائر في تهور أرديا بعده مقتولين في الحين، ليأتي يوم 27 خوليو حين قام المجاهدون الريفيون بفتح منفذ في جدار المعمل وتمكنوا من الدخول ، فأخذوا بعض الأسرى من الطابق السفلي وقتلوا بعض الجنود بينهم رجل من الحرس المدني حاول النزول من الأعلى . واستمر الحصار إلى اليوم الثاني من غشت عندما قبل الإسبان بالإستسلام بعد عشرة أيام من الصمود نفذت فيها كل الحاجيات والمتطلبات، فقد تيقنوا أنه لا مجال للصمود أكثر خاصة ونفاذ طحين الشعير الشيئ الوحيد المتاح للغذاء ، وكذلك مع تنامي روائح الأجساد الحية والميتة ، وتصدع البناية بفعل القذائف العشرة التي إخترقت الجدران وبثت الرعب في الداخل ، والأخطر كان انعدام مياه الشرب الأمر الذي أدى بالجنود الإسبان إلى شرب بولهم كما أورد المؤرخ الإسباني .
وفي هذه الحالة إنهار كل شيئ وضاعت الأوامر وضاع معها الكبرياء العسكري لأبناء مالولو بسبب الضغط المتواصل لقوات المجاهدين ، توصل القادة وحسب نفس الشاهد بمكالمات تحثهم على الصمود سبعة أيام حتى وصول التعزيزات ، وأخرى تحثهم على استدراج المجاهدين للداخل لقتلهم ، طبعا المتحدث وراء السماعة كان وراء البحار ولم يكن يعرف شيئ عن الموقف حتى قيل له أن عدد المجاهدين حسب لغتنا طبعا، فالمؤرخ الإسباني يصفهم بالمورو مرة ومرة أخرى وصف هجومهم بالسطو، كان يفوق ثلاثة آلاف مقاوم أشداء ومعهم أربعة مدافع غنمت من ادهار أبران.
وفي الأخير خرج المدعو أحمد بن احمد (Hamed-Ben Hamed ) الذي كان ضمن الإسبان ومعه بعض الجنود المجردين من الأسلحة لعقد اتفاق الإستسلام مع المجاهدين الذين احترموا الإتفاق ولم يعمدوا إلى إحداث مجزرة في حق هؤلاء تعبيرا عن تحضرهم وإنسانيتهم وضوابطهم، عكس ما حدث بجبل العروي .
وبعد الإستسلام تمكن المجاهدون من 150 بندقية وصناديق بآلاف الرصاصات ، ثم رافقوا الجنود الإسبان حتى بلوغ منطقة أطاليون ومعهم الكثير من الجرحى ، أما الأموات العشرة فقد استحال دفنهم داخل الطاحونة لوعورة أرضها ، فاختار الإسبان إحراقهم بالبترول.
ويذكر المؤرخ الإسباني أن المستسلمين ولما بلغوا مليلية اعتبروهم أبطال فنادوهم باسم ( أبطال الناظور ) وحاولوا توشيحهم بصليب (la Cruz Laureada de San Fernando ) لكن في النهاية رفضوا ذلك لكونهم ليسوا أبطال بل منهزمين إختاروا الإستسلام ما إعتبروه عارا، خاصة وأن الإستسلام كان لمن كانوا يسمونهم بالمورو وقطاع الطرق وغير المتحضرين ، لكن درس المجاهدين الأبرار كان قاس جدا وكان الله في عونهم .
No pudieron resistir por más tiempo. Se les había terminado la harina de cebada, único sustento. El olor era insoportable por la descomposición de los cadáveres y estar convertida la fábrica en una auténtica letrina. Además, el edificio estaba enormemente debilitado al haber sido cañoneados por el enemigo con diez impactos de artillería procedentes de Ihajen. Lo peor era la falta de agua, que obligaba a los soldados a beber su propio orín.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • omar
    omar منذ 12 سنة

    ON AURAIT JAMAIS DU COMBATTRE LES ESPAGNOLES
    C EST UNE ERREURE STRATIGIQUE GRAVE !DONT LES CONSEQUENCES SONT TOUJOURS D ACTUALITE
    IMAZIGHAN RABDA T9AGI9AN
    DAYSSAN HATTA CHWAY NTAGHYURI

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق