اريفينو: مراد هربال
كثر القيل والقال والمطالبة بالإجابة على السؤال. من يقف وراء هذه الكارثة البيئية بالناظور في الشهور القليلة الماضية خصوصا وان الجميع يتغنون ب” النظافة من…الايمان” ولا يعملون بها.
الواقع، إذا حدثت أي شخص عن النظافة يجيبك بدون تردد أن النظافة من الإيمان وأنها من الصدقات الهامة التي حث عليها الدين ، وتتكرر الإجابة على لسان الجميع حتى أضحت هذه المقولة شعارا يتشدقون ويتغنون به في كل وقت وحين، غير أن الحقيقة للأسف الشديد مناقضة تماما لتلك الشعارات، فالأدلة كثيرة بل لا تعد ولا تحصى، ففي كل مكان من شبر هذه المدينة الحزينة ، يقوم الكثير من المواطنين والمواطنات إلا من رحم ربي برمي مختلف الأوساخ وبقايا الطعام والأكياس وبقايا السجائر و و
حتى ان الكورنيش الذي يستقطب العائلات والذي يعد ملاذا وحيدا لساكنة الناظور والنواحي نظرا لارتفاع تكاليف عطل الاستجمام خارج المدينة سيما في موسم الصيف ، حيث يفرون بذلك من ضغط الحياة الصعبة والمعيشة القاسية التي أضحت عنوانا رئيسيا لحياة الكثير منهم، وبغية التنفيس والترويح عن أنفسهم من جهة أخرى، لكن بقدر ما يجدون ضالتهم في الراحة والهدوء في هذه الفضاءات الرحبة، فهم يضرون بالبيئة الى درجة كبيرة ويساهمون بالتالي بشكل مباشر أو غير مباشر في تحطيم الحياة الطبيعية لفضاء بحيرة مارتشيكا. وأيضا القضاء على عنصر هام وحيوي في حياتنا اليومية ألا وهي النظافة من خلال إهمالهم وعشوائيتهم التي لا حدود لها، وهو ما بدا لنا جليا من خلال الصور التي عايناها يوم أمس والتي تعبر عن سلبية الثقافة البيئية لدى غالبية الزوار خصوصا وانهم لا يجيدون إلا لعبة رمي الأوساخ والمهملات هنا وهناك ولا يفقهون من قيمة النظافة شي.
وفي خضم هذا الجو المنفر يتكشف لنا مشهد سلبي كذلك ليضم الى بقية التصرفات السلبية والسلوكيات المنافية للأخلاق. يكون المواطن الناظوري الحلقة التي يجب ان تصلح اولا قبل القاء اللوم على البلدية وعلى عمال النظافة وتحميلهم مسؤولية الانتشار الرهيب، لمختلف أنواع الأوساخ والفضلات بالشوارع و التي من المفروض أن يكون مكانها الأصلي داخل حاويات القمامة وفي أكياس مغلقة، لتجنب هذا المنظر سلبي لمحيط الناظور الغارق في الأزبال، يحيث ان الوقائع يؤكد بكل أسف الحجم الكبير من مسؤولية المواطن و كذالك لوبي الفساد في موضفي الشركة المفوضة بتدبير القطاع .