هكذا نجا محمد السادس من الموت في الصخيرات !

1 أكتوبر 2017آخر تحديث :
هكذا نجا محمد السادس من الموت في الصخيرات !

 هكذا نجا محمد السادس من الموت في الصخيرات !

صورة تعبيرية

كاد الكولونيل عبابو أن يقضي على مملكة الحسن الثاني حيث كانت البلاد بعد 10 يوليوز 1971 ستدخل الى متاهات لا آخر لها. لم يحدث ذلك، لكن ضيوف الملك الدين حضروا لقصر الصخيرات عاشوا تفاصيل مجزرة كانت ستغير من مجرى التاريخ في مملكة الحسن الثاني.

لقد ظل الملك الراحل يتابع من مخبئه بقصر الصخيرات مشاهد الرعب، وقد ازداد الملك غضبا لدرجة ان فقد أعصابه حينما سمع أصوات عائلته يبكون ويستنجدون دون جدوى وفهل كان من بينهم ولي العهد سيدي محمد؟ ومن انقده من كماشة رجالات عبابو الذين قتلوا العشرات من الضيوف؟ وما قصة الرواية المثيرة التي جاءت على لسان أحمد المرزوقي في قناة الجزيرة حول اتقاده لأمير لا يتجاوز سنه الثامنة؟ هل يتعلق الامر بولي العهد؟

لقد كانت لحظة عصية على الاستساغة بالنسبة للحسن الثاني، لم يتم تجميع أطراف حقيقتها الا بعد خروج رفاق محمد الرايس من جحيم تازممارت الدين قضوا فيه حوالي عقدين من العذابات الجهنمية، فقد عاش الرايس جزءا من المشاهد المرعبة لانقلاب الصخيرات، وكان أحد المقربين للكولونيل عبابو القائد الميداني للانقلاب، وهي التفاصيل التي رواها في مدكراته/الشهادة من الصخيرات الى تازممارت، تذكره ذهاب واياب الى الجحيم ومثلما عاش صديقه أحمد المرزوقي تفاصيل أخرى من الرعب والتي حكاها في كتابه المتميز الزنزانة رقم10.

والمثير في هذين الكتابين انهما يحكيان عن ضابط أنقد ولي العهد سيدي محمد وعن ضابط آخر أنقد أخيه مولاي رشيد..

نجا الحسن الثاني بأعجوبة من الانقلاب الذي قاده رجالات الكولونيل عبابو بالمدرسة العسكرية أهرمومو بعدما اقتحموا قصر الصخيرات في الذكرى الثانية والأربيعين لعيد ميلاد الملك، من الساعة الثانية بعد الزوال الى منتصف الليل من العاشر من يوليوز سنة 1971، كان المغرب كله يعتقد بأنني توفيت عبى نحو ما قاله الحسن الثاني الدي حكم البلاد بقبضة من حديد في أول ندوة صحافية عقدها بعيد فشل الانقلاب بأيام.كان الملك الراحل يتصبب عرقا وهو يتابع من مخبئه بقصر الصخيرات وقائع مريبة حولت أجواء عيد الميلاد الى مجزرة

هكذا أنقدت أميرا من الموت في انقلاب الصخيرات

 

لم يكن أحمد المرزوقي يرغب في الحديث عن رواية انقاذه لأمير في انقلاب الصخيرات، لأنه سيتهم بالبحث عن النجومية والبطولة، لكن الاصرار  على المزيد من القاء الضوء على واحد من الأحداث الخطيرة في تاريخ المملكة جعل صاحب الزنزانة رقم 10 يستجيب و يؤكد في هذا الاستجواب أنه متأكد من أنه أنقد أميرا أثناء الانقلاب في يوليوز1971، غير أنه يصر بتواضعه المعهود أن يشير الى انه غير متأكد إذا كان الأمر يتعلق بولي العهد، على الرغم من أن تركيب الاحداث بجزئياتها الدقيقة بعد هدوء العاصفة تؤكد أن الطفل الدي أنقده وسلمه لمربيته أمير يلقب بسميت سيدي…

 

-ما حقيقة انقاذك لولي العهد من الموت في انقلاب الصخيرات؟

 

*في الحقيقة لم أكن أود اطلاقا أن أروي هده الحكاية حتى لا تفهم من طرف البعض أنني أبحث عن بطولة أو مجد أو انني أتقرب أو أتزلف، والدليل على أنني لا أبحث عن أي مقابل هو أنني رويت تفاصيل هده الحكاية في كتابي الزنزانة رقم10 دون ان أنسبها الي، حيث تحدثت بصيغة المجهول عن الضابط الذي قام بتسليم أمير لمربيته بالقصر، دون أن أقول أن هذا الضابط هو أحمد المرزوقي، ومع ذلك فان الجواب على هذا السؤال يفترض أولا أن أحيطكم ببعض التفاصيل الدقيقة التي منا نعيشها في قصر الصخيرات يوم 10 يوليوز 1971.

-فكيف أنقدت الطفل؟ وهل يتعلق الأمر بولي العهد؟

 

*أريد ان أؤكد أننا لسنا مجرمين بل ضباطا نفذوا أوامر تتعلق بأهداف وضعها رؤسائهم لم يكن في علمنا، لقد كنا وسط آلة جهنمية خطيرة كانت ستحصد المئات من الأرواح، والجينرال المدبوح الذي التقيته قرب المسبح كان نفسه لا يستطيع التحكم في مجريات الأمور وكان يبدو متجاوزا يمسك منديلا يمسح به فمه وجبينه بين الفينة والاخرى ويتابع ما يجري من حوله دون أن يستطسع التحكم في جزئياته.

لم نكن على اطلاع بالعديد من التفاصيل التي ظهرت في ما بعد في المحاكمة العسكرية، ومن بينها أن الكولونيل اعبابو كان يريد تصفية الملك الراحل، وهدا ما لم يقله لنا سواء عندما كنا في مدرسة اهرمومو أو حينما كنا في الطريق الى قصر الصخيرات.

في هده الأجواء التي تشبه يوم الحشد، شاهدت سيدة تخرج من أحد مرافق القصر,حيث اعترض سبيلها أحد الجنود التلاميد من المدرسة وانتزع سلسلتها الذهبية التي كانت تزين خصرها، فقمت بضربه الى أن سقط أرضا، لكنه وقف بسرعة ووجه رشاشه نحوي وهددني والله كون كان شي واحد غيرك او ما كانش خيرك سابق حتى نطيحك هنايا…مون ليونتون حنايا ما شي فأهرمومو…

بطبيعة الحال، كان علي أن أضبط أعصابي وإلا قتلني، حيث قررت تأجيل عقاب هدا الجندي الى حين عودتنا الى المدرسة، قبل أن أسمع تلك السيدة تناديني:

هل انت ضابط؟

نعم سيدتي

هل يمكنني أن أثق بك؟

بالتأكيد سيدتي هل من مشكل؟

هل ترى ذلك الفل الدي يوجد قرب المسبح؟

نعم

هل بامكانك أن تحضره لي ذاك الطفل

وبطبيعة الحال قمت باحضار الطفل الذي سلمته لها قرب باب القصر.

-وماذا جرى بعد دلك؟

*ارتمى علي شخص أسود اللون يرتدي جلبابا أبيض وطربوش أحمر كان يبدو أنه من خدام القصر أنا مزاوك فيك…حنايا غي عبيد…ما درنا والو…أي حاجة بغيتها نديرها ولكن غير طلق سراحنا…أوهاديك السيدة راها مربية ديال داك الولد ثم قال لي أيضا معناه الى بغيتي سميت سيدي نوريه ليك.

بطبيعة الحال لم أكن أعرف في تلك الأوقات معنى سميت سيدي لأنني رجل عسكري ضابط في الجيش ومدرب ومدرس في المدرسة العسكرية بأهرمومو، لكن هدا لم يمنعني أن أفهم أن الأمر خطير وأن الطفل الدي أنقدته شخص يبدو مهما.

-وهل فهمت من كلام هدا الخادم أن دلك الطفل هو ولي العهد؟

*الذي يمكن أن أؤكده لكم من خلال ما احتفظت به ذاكرتي بعد عقود من انقلاب الصخيرات، انني انقدت اميرا، ولا يمكنني ان أؤكد اذا كان ولي العهد ام لا. يجب أن تنتبهوا جيدا الى أن هذا الامر جرى ونحن في حالة انقلاب عسكري، وبالتالي فان الكثير من التفاصيل الدقيقة التي رجت في أجواء الرعب التي كانت تغى على القصر لا يمكن أن تصمد أمام عقود من الزمن منها حوالي عقدين قضيناها بتازممارت، ولكن هناك بعض الحيثيات التي استطاعت ذاكرتي أن تحتفظ بها تؤكد بالنظر لما رواه لي خادم القصر أن تلك السيدة هي مربية أوروبية لأحد الامراء، وأنه اذا أردت أن أعرف مكان سميت سيدي والدي فهمت في ما بعد أنه ولي العهد فانه يستطيع أن يكشف لي ذلك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق