صديق بوعلام
دعا الاتحاد المحلي للنقابات بالدريوش المنوى تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، الفعاليات المناضل إلى نقاش مفتوح و منظم حول مستقبل اقليم الدريوش، مجددا مطالبه للمسؤولين بوضع و تنفيذ مخطط تنموي شامل يخرج الإقليم من نفق الإقصاء و التهميش المستمرين.
و تأتي الدعوة وفق بيان بعد اجتماع عقده ذات التنظيم النقابي بحر الأسبوع الجاري، حيث تدارس خلاله جملة من القضايا التي تهم الطبقة العاملة و طنيا ومحليا، مستحضرا السياق العام المتسم باستمرار السلطة الحاكمة في تدمير مكاسب الشعب المغربي الاجتماعية، وسعيها المتواصل إلى تقييد الحريات العامة وتجريم الحق في الاضراب، والتوجه نحو تعزيز الخيارات الأمنية بعد أن انكشفت كل الأضاليل الرسمية حول الديمقراطية والتنمية المزعومتين، وفق تعبير البيان.
و وقف التنظيم النقابي عند الوضعية التنظيمية لمختلف الفروع و النقابات القطاعية التي تنشط في إطاره بالاقليم، مركزا على تحليل الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجماهير الشعبية بالدريوش وسبل المساهمة في النضال من أجل تحقيق تنمية شاملة تضع حدا للإقصاء و التهميش الذي لازال قائما رغم كل الادعاأت التي يكذبها واقع انتشار البطالة في أوساط الشباب و تهجيرهم، و تدني الخذمات الاجتماعية من صحة وتعليم..، و عدم بلورة أي مشروع “تنموي” حقيقي و متكامل من طرف الدولة يساهم في توفير البنيات التحتية الأساسية ويخلق فرص الشغل وينعش الحياة الاقتصادية، وعدم توفير وسائل التخفيف من المخاطر الطبيعية التي ما فتئت تحدث خسائر كبيرة في ممتلكات الساكنة وتتهدد أرواحها (حريق غابة تفرسيتأفرني، الفيضانات، الزلازل..).
في ذات السياق، دعا ذات التنظيم النقابي إلى وضع برنامج تنظيمي وتكويني و عرضه على اللجنة الإدارية قصد الدراسة، يتضمن هيكلة قطاعات جديدة و تطوير أداء النقابات القائمة وتجديد الفروع داخل اجالها القانونية في أفق عقد مؤتمر الاتحاد المحلي، وتنظيم ندوات وأيام دراسية حول الحريات النقابية وحق التنظيم النقابي، و المساهمة في تنظيم نقاش مفتوح حول مستقبل الإقليم و دعوة الإطارات الجماهيرية النقابية و الحقوقية و الجمعوية والفعاليات المناضلة بالدريوش إلى تحمل المسؤولية والانتصار لإرادة الوحدة والنضال لمواجهة الوضع المزري الذي تعيشه مختلف الفئات الشعبية بالاقليم.
و طالب التنظيم النقابي بوضع برنامج تنموي شامل لإقليم الدريوش من طرف السلطات المركزية للدولة، مع تحديد جدولة زمنية لتنفيذه من أجل وقف نزيف الهجرة، وتوفير مقومات الحياة اللائق للساكنة بدل التركيز على المقارنات الأمنية التي لن تراكم سوى المزيد من الخيبات والغضب، وبدل الرهان على البرامج المحلية التي انتجتها مكاتب الدراسات حكمها هاجس الربح السريع، وأشرفت عليها المجالس الجماعية دون أن تمتلك القدرة على تنفيذها ماليا وإداري، كما طالب بإنهاء أشغال المستشفى الإقليمي والمستشفيات المحلية وتجهيزها وفتحها عاجلا، خاصة وان الكلام الرسمي حول أسباب هذا التأخر لم يعد يقنع أحدا بعد مرور ثماني سنوات على انطلاق الأشغال.
من جهة أخرى، أكد التنظيم النقابي على وقف كل أشكال الريع والفساد المستشري في بعض الإدارات والمؤسسات و الجماعات الترابية بالاقليم، واعتماد معايير واضحة ومنصفة في عملية تمويل المشاريع و توجيهها نحو الفئات المستحقة كالشباب المعطل و الفئات الهشة، وذلك بدل استعمال المال العام لشراء الولاأت على غرار ما يجري في عملية تمويل بعض المشاريع الفلاحية لفائدة تعاونيات و جمعيات محددة دون غيرها، سواء من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو عبر وزارة الفلاحة، مؤكدا على أهمية وضع مخطط إقليمي للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية و تعويض الفلاحين وعموم السمان الذين تعرضت ممتلكاتهم للإتلاف جراء الحرائق (فلاحو تفرسيت وافرني) او الفيضانات (ساكنة واد كرت بالدريوش..).
و دعا الاتحاد المحلي للنقابات إلى تنظيم عملية توظيف واسعة في الإدارات و الجماعات الترابية بالاقليم لتغطية الخصاص المهول في الموارد البشرية، مع تحسين أجرة و ظروف عمل الأوان العرضيين وعمال الانعاش الوطني، إضافة إلى وقف العبث الجاري في عملية تدبير الدخول المدرسي بالاقليم، و التجاوب مع المطالب المستعجلة للنقابات المناضلة بقطاع التعليم و على رأسها الجامعة الوطنية للتعليم ء إ. م. شء، و إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي بالريف، وتحمل المسؤولية إزاء تدهور الوضع الصحي للمعتقلين المضربين عن الطعام.
و شدد التنظيم النقابي في بيانه، على طي ملف متابعة المناضل يوسف النويكة كاتب فرع جماعة عين الزهرة للجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية بصفته وكيلا لمداخيل الجماعة، بعد عجز الهيئات الأمنية عن القبض على الجناة الحقيقين الذين اقتحموا مقر الإدارة ليلا وقاموا بسرقة صندوق المداخيل، مع تحمل الرئيس لمسؤوليته التقصيرية في توفير الأمن والحراسة للإدارة.
و عبر ذات التنظيم النقابي عن مساندته لنضالات مختلف الفئات العاملة بالقطاع العام (الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، حاملي الشهادات بالجامعات والتعليم وباقي القطاعات، الممرضين والأطباء، التقنيين والمتصرفين والمهندسين..)، إضافة إلى مساندته لعمال النظافة بالسعيدية في نضالاتهم البطولية ضد جشع شركة أوزون و قراراتها التعسفية، و مطالبه عامل إقليم بركان ورئيس جماعة السعيدية بالتدخل لمعالجة تجاوزات هذه الشركة وانصاف العمال، علاوة على مساندته للإتحاد المحلي للنقابات فرع واد زم المنوى تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل في معركته ضد محاولات السطو على مقر الاتحاد.
و ختم ذات التنظيم النقابي بيانه بدعوة مناضلاته ومناضليه إلى المزيد من التعبئة و ترسيخ قيم التضامن والوحدة، والاستعداد لتنفيذ القرارات التنظيمية والنضالية الصادرة عن الأجهزة التقريرية للإتحاد المحلي، و دعوته كل الفئات العامل
